السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

دعوات لتعديل مناهج التاريخ في بريطانيا على خلفية مقتل جورج فلويد

تطالب دعوات في بريطانيا بإعادة كتابة مناهج التاريخ في المدارس، والتي تستبعد بصورة جلية الجانب المظلم من ماضيها الاستعماري، وكذلك للمؤسسات الجديدة التي تدرس الإرث الإمبراطوري للبلاد باستفاضة أكثر، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي تضرب الولايات المتحدة وعدة بلدان بعد مقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يدي شرطي أبيض أثناء اعتقاله في مينيابولس بولاية مينيسوتا، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن هناك أيضاً دعوات لإزالة النصب التذكارية المرتبطة بالتراث الدموي من العبودية والاستغلال الاستعماري للقارة الأوروبية، إلا أنها تواجه معارضة من البعض الذين يرون فيها «أعمال من التعصب».

وكان إدوارد كولستون تاجراً إنجليزياً من القرن السابع عشر، قد وصل إلى منصب نائب رئيس الشركة الملكية الأفريقية، ونتيجة لهذا أصبحت أسرته فاحشة الثراء، مستفيدة من دور الشركة في التجارة البريطانية بالعبيد الأفارقة إلى العالم الجديد.

وتحت إشراف كولستون، تم نقل نحو 84 ألف أفريقي إلى حياة العبودية والبؤس. وقُدِّر عدد القتلى من بينهم بنحو 19 ألف شخص أُلقيت جثثهم في المحيط الأطلسي.

ويوم الأحد، استلهم المتظاهرون في بريستول بغرب بريطانيا - الميناء الساحلي الذي جنى فيه كولستون ثروته - من الاحتجاجات الأمريكية على وفاة جورج فلويد، وانتزعوا التمثال البرونزي الذي يعود للقرن التاسع عشر والذي أقيم على شرف كولستون من قاعدته، ثم ألقوا به في نهر أفون.

ولم يكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون متفائلاً إلى هذا الحد بشأن هذا المشهد، ووصفه بأنه «عمل إجرامي». وقال إن هناك سبلاً أخرى ليطلب الناس إزالة التمثال.

وفي ساحة البرلمان في لندن، تعرّض تمثال ونستون تشرشل للتخريب، حيث رسم ناشطون شعارات على الجدران وصفت رئيس الوزراء السابق بالعنصري.

ولكن الناشط البريطاني اليميني نايجل فاراج، أشار إلى أن الواقعة ومشاهد أخرى من الاضطرابات بمثابة «ولادة شكل جديد لحركة طالبان» في بريطانيا.

ولا يزال المحافظون يصرون على أن الدعوات المطالبة بإزالة النصب التذكارية المرتبطة بالتراث الدموي من العبودية والاستغلال الاستعماري تشكل أعمال تعصب، وهي نقيض ما يحكي التاريخ ذاته.

وفي ريتشموند، عاصمة ولاية فرجينيا، أعلنت السلطات عن خطط لإزالة بعض التماثيل التي تحيي ذكرى المتمردين الذين ناصروا العبودية.

كما يدرس الجيش الأمريكي إعادة تسمية بعض القواعد التي تحمل أسماء قادة عسكريين كونفدراليين سابقين.

والكونفدرالية في تاريخ الولايات المتحدة، هي إشارة إلى عدة ولايات جنوبية قاومت الاتحاد في ستينيات القرن التاسع عشر، بعد قرار الرئيس إبراهام لنكولن حينها، منح الحرية للعبيد.

وقالت جيني دا كوستا (35 عاماً) وهي من سكان بروكسل، لصحيفة واشنطن بوست: «إن الأمر أشبه بتماثيل هتلر في ألمانيا. لا أستطيع حتى أن أفهم لماذا لا تزال هذه التماثيل موجودة هنا. فهو قاتل».

ورغم أن الكثيرين في القارة ينظرون بقدر من الهلع إلى عنف الشرطة في الولايات المتحدة، وتفجّر الاضطرابات العنصرية، فإن عدداً أقل منهم يستشعر الحاجة للتكفير عن الأنظمة الإمبراطورية الظالمة التي بنت في كثير من الحالات الأسس الاقتصادية والاجتماعية التي قامت عليها دولهم القومية الحديثة.

ولكن الحديث في أوروبا بدأ يكتسب المزيد من القوة مع تزايد أصوات الأقليات المرتبطة بشكل مباشر في العديد من الحالات بالماضي الاستعماري، والتي تزداد صخباً وثقة.

وفي السنوات الأخيرة، بدأت متاحف أوروبية في إعادة القطع الأثرية إلى البلدان التي سُرقت منها. وفي حالات قليلة، قدمت حكومات أوروبية اعتذارات أو بيانات تنم عن الندم إلى مجتمعات بعينها تأثرت بالأفعال الآثمة التي ارتكبتها الإمبراطورية.