الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

الغارديان: كورونا يزيد من ثروات المليارديرات وسط وتردي أوضاع الفئات الأخرى

الغارديان: كورونا يزيد من ثروات المليارديرات وسط وتردي أوضاع الفئات الأخرى

جيف بيزوس - رويترز

أظهر تقرير جديد صدر يوم الجمعة أن جائحة كورونا كانت بمثابة منجم من الماس للمليارديرات، حيث زادت من ثرواتهم وأرباحهم، وبالمقابل زادت تردي أوضاع بعض الفئات العرقية المختلفة.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن ما بين 18 مارس و11 يونيو زادت الثروة المجمعة لجميع المليارديرات في الولايات المتحدة بأكثر من 637 مليار دولار، لتصل إلى إجمالي 3.581 تريليون دولار، وتعد بذلك أكثر من إجمالي ثروة سكان أمريكا اللاتينية، وتساوي 3 أرباع ثروة الأمريكان ذوي الأصول الأفريقية، وذلك وفقاً لتحليل معد دراسات السياسات IPS.

وزادت ثروة أكبر مليارديرات أمريكا الخمسة، جيف بيزوس، بيل غيتس، مارك زوكربيرغ، وارين بافيت، لاري إليسون، نمو ثروتهم بما مجموعه 101.7 مليار دولار، أو 26% ما بين 18 مارس و17 يونيو.

وبحسب التقرير تمكنوا من الاستحواذ على 17.4 من إجمالي نمو الثروة لجميع المليارديرات الذين يزيد عددهم على 600، في آخر 3 أشهر.

ونمت ثروة بيزوس وزوكربيرغ معاً بنحو 76 مليار دولار.

وفي الفترة ذاتها فقد نحو 44 مليون مواطن أمريكي وظائفهم، وقدموا طلبات التأمين ضد البطالة، وفي الأسبوعين الأخيرين فقط قدم أكثر من 3 ملايين شخص طلبات البطالة، والفئات الأكثر تضرراً كانت من اللاتينيين والأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية وذلك بسبب تسريح العمال.

وكانت حصة العوائل الأفريقية الأصل التي تتجاوز ديونها قيمة أصولها هي الأكبر، حيث أظهر التقرير أن 37% من العائلات الأفريقية الأصل و33% من العائلات اللاتينية لا تملك ثروات أو ديونها أكبر من كل ما تمتلك مقارنة بـ15.5 العائلات الأمريكية الأصلية، ويبلغ معدل تملك المنازل لدى الأمريكيين الأفريقيين 44% فقط.

ومن ناحيته قال داريك هاميلتون أحد مؤلفي التقرير والمدير التنفيذي لمعهد كيروان لدراسة العرق والإثنية في جامعة ولاية أوهايو: «فجوة الثروة العرقية هي علامة أثرية اقتصادية نتيجة تاريخ متعدد الأجيال منحاز للبيض» وأضاف: «يدل على ذلك كل من تجارة الرقيق الأفريقية، مواقف جيم كرو، الإقراض المنفصل وغير المتكافئ، والأشكال الأخرى للتميز المنهجي في فرص بناء الثروة».

وحتى قبل الوباء اتسعت فجوة الثروة العرقية، وارتفعت نسب عدم المساواة في الثروة العرقية بأكثر من 40 ألف دولار من 1983 إلى 2016.

ووفقاً لتقرير سابق لـIPS، في عام 1983 كانت الثروة المتوسطة للبيض 110,160 دولار، بينما كانت ثروة الأمريكيين الأفريقيين 7323 دولاراً، والثروة اللاتينية 4289 دولاراً.

وبحلول عام 2016 زادت الثروة المتوسطة للبيض بمقدار 36 ألف دولار لتصل إلى 146,984 ألف دولار، وازدادت الثروة المتوسطة اللاتينية بمقدار 2000 فقط لتصل إلى 6591 دولاراً.

وخلص التقرير أيضاً إلى أن ثروة الأمريكيين الأفارقة انخفضت بنحو 4000 دولار لتصل إلى 3557 دولاراً.

وقال هاميلتون إن فجوة الثروة العرقية تفاقمت بسبب جهود الحكومة لمعالجة الأزمة المالية لعام 2008، وإن الاستجابة الفيدرالية لوباء فيروس كورونا تحتاج إلى معالجة القضايا النظامية مع عدم المساواة العرقية.

وكتب قائلاً: «إن زيادة ثروة المليارديرات التي تتعارض مع فجوة الثروة العرقية المتفاقمة، تضعف التضامن والحدة المطلوبين للتغلب على التحديات الصحية والاقتصادية لهذا الوباء».

ويعرض التقرير عدداً من الحلول القصيرة والطويلة الأجل لمعالجة فجوة الثروة، كجمع أفضل للبيانات عن الصحة الاقتصادية والنتائج العرقية للوباء.

وعلى المدى الطويل يقترح التقرير لمعالجة الفجوة أنه يجب معالجة الفجوة عن طريق توسيع الوصول إلى الرعاية الصحية لجميع الأمريكيين في مدينة نيويورك مركز الوباء، وكان ضحايا «كوفيد-19» من الأمريكيين الأفارقة واللاتينيين بمعدل ضعف عدد الأمريكيين البيض.

كما يدعو التقرير لإعادة تقييم النظام الضريبي لإفادة ذوي الدخل المنخفض وفرض ضريبة أعلى من 0.2% على أولئك الذين يزيد دخلهم على 2 مليون دولار.

وقال تشاك كولينز مدير برامج عدم المساواة والصالح العام في مصلحة السجون: «لدينا دراسة حالة حديثة حول كيفية عدم معالجة هذه القضايا في خطة الإنقاذ من الركود الأخير»، وأضاف: «سيكون من الإجرامي إنفاق تريليونات الدولارات في هذه الحالة وعدم تضييق الثروة العرقية».