السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كيف يتعلَّم العالم العيش مع وباء كورونا القاتل؟

دفع فيروس كورونا المستجد العديد من حكومات دول العالم إلى البحث عن سبل للتعايش مع الوباء الذي أودى بحياة مئات الآلاف وأصاب الملايين، لحين التوصل إلى لقاح أو علاج، وللحد من وطأة التداعيات السلبية على اقتصاداتها، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه مع وجود حالات إصابة جماعية بكورونا، حتى في الأماكن التي بدت وكأنها تكبح انتشار الوباء، فقد تحوَّل المسؤولون إلى أساليب موجهة وسريعة، ولكن مرنة، لمنع موجات عدوى ثالثة أو رابعة.

وتجري الصين اختبارات للفيروس على عمال المطاعم وسائقي التوصيل من حي إلى آخر. وتطلب كوريا الجنوبية من الناس حمل نوعين من أقنعة الوجه الواقية. وتطالب ألمانيا مجتمعاتها المحلية باتخاذ إجراءات صارمة عندما يصل عدد الإصابات إلى حدود معينة. كما ستستهدف بريطانيا حالات تفشي الفيروس المحلية في استراتيجية تبناها رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وفي مختلف أنحاء العالم، تتكيف حكومات مع حقيقة أن كورونا موجود ليبقى، بعدما بدت وكأنها كبحت انتشار الوباء.

ولكن في تحوّل بعيد عن عمليات الإغلاق التام الضارة، تبحث الحكومات عن سبل موجهة لوقف تفشي الفيروس قبل أن يتحول إلى موجات ثالثة أو رابعة.

ورغم اختلاف التفاصيل فإن الاستراتيجيات تدعو إلى منح الحكومات المرونة اللازمة لإحكام قبضتها أو تخفيفها كلما دعت الحاجة. فهي تتطلب مزيجاً من اختبارات مكثفة ومراقبة، وأوقات استجابة سريعة من قِبَل السلطات، وإدارة محكمة للحدود، ورسائل تذكير مستمرة لمواطنيها بالمخاطر المترتبة على التواصل البشري المتكرر.

وكثيراً ما ترغم هذه الاستراتيجيات الحكومات المركزية والمسؤولين المحليين على تبادل البيانات والعمل معاً بشكل وثيق، فتتغلب على أنظمة الحاسوب غير المتوافقة، ومعارك انتزاع النفوذ، وغير ذلك من المنافسات البيروقراطية طويلة الأمد.

والواقع أن استراتيجيات التحول هي اعتراف بأن حتى أكثر البلدان نجاحاً لا يمكنها إعلان الانتصار على الفيروس، حتى يتم التوصل إلى لقاح.

في طوكيو، ظهرت 253 حالة إصابة جديدة الأسبوع الماضي. وفي ألمانيا جاءت نتائج اختبارات أكثر من 1500 عامل في مسلخ كبير إيجابية، الأمر الذي دفع السلطات إلى إغلاق مقاطعتين. كما أعلنت كوريا الجنوبية عن عشرات الإصابات الجديدة.

وكانت بعض البلدان، مثل كوريا الجنوبية واليابان، تسعى إلى جعل استجاباتها سريعة.

تطلق كوريا الجنوبية على استراتيجيتها «حجر صحي في الحياة اليومية»، ولم تطبق البلاد قط تدابير الإغلاق الصارمة التي شوهدت في أماكن أخرى.

ومع ذلك، فقد حددت هدفاً صارماً بحد أقصى نحو 50 إصابة جديدة يومياً، وهو هدف تقول إن نظام الصحة العامة لديها، بما في ذلك قدرته على الاختبار والتتبع، قادر على الصمود.

ويُبدّل المسؤولون القواعد حسب الحاجة. وبعد اندلاع موجة ثانية من الإصابات في سيؤول، جعل مسؤولو المدينة الناس يرتدون الأقنعة الواقية في وسائل النقل العام، وأغلقوا المرافق العامة لمدة أسبوعين.

وأضافت حكومة كوريا الجنوبية إرشادات جديدة. فتنصح الشركات بأنه يتعين إيقاف تشغيل مكيفات الهواء كل ساعتين لزيادة التهوية، وغيرها من الإرشادات.

وتدرس اليابان السماح بقدوم المسافرين من أستراليا ونيوزيلندا وتايلاند وفيتنام، لتساعد في إعادة تشغيل اقتصادها. وباعتبارها دولة جزرية، فإن اليابان لم تعد قادرة على إبقاء حدودها مغلقة بعد الآن، على حد قول رئيس وزرائها شينزو آبي.

وبعض البلدان، مثل الصين، تتعلم كيف تخفف من أساليبها الأكثر صرامة، فقد عزلت الحكومة الصينية عشرات الملايين من البشر تقريباً في مدينة ووهان والمناطق المحيطة بإقليم هوبي عندما بدأ تفشي الفيروس.

وفي بكين، قال مسؤولون لسكان المدينة إن بإمكانهم خلع أقنعة الوجه في الهواء الطلق.

ثم في 12 يونيو الجاري، أعلن مسؤولون في بكين أن 53 شخصاً جاءت نتائج اختباراتهم لفيروس كورونا إيجابية. وبدلاً من إغلاق العاصمة، سارع المسؤولون إلى إغلاق السوق الذي ظهرت فيه الإصابات والمجمعات السكنية المحيطة بها، وحشدوا قرابة 100 ألف عامل لاختبار ما يقرب من 2.3 مليون مواطن في غضون أسبوع واحد.

وعلى النقيض من ووهان، كانت الجهود موجهة. وبقيت أحياء بكين الأخرى مفتوحة كالمعتاد.