الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

واشنطن بوست.. لقاح كورونا لن يكون مصباح علاء الدين السحري

واشنطن بوست.. لقاح كورونا لن يكون مصباح علاء الدين السحري

تجارب اللقاح في البرازيل - أ ف ب

يعتقد الملايين حول العالم أن وصول لقاح لفيروس كورونا المستجد يلوح بالأفق ليحقق نهاية الوباء، لكن خبراء الصحة يرون أن آمال التوصل للقاح مرتفعة أكثر مما ينبغي خاصة مع التصوير الواثق من جانب السياسيين والشركات بأن اللقاح وشيك وحتمي مما قد يعطي الجمهور معتقدات غير واقعية حول عودة العالم لطبيعته بمجرد ظهور اللقاح وتقليل نسب العدوى وإنقاذ الأرواح على المدى القصير.

وحتى الأسبوع الماضي دخل لقاحان من الفيروس التاجي المراحل النهائية من الاختبارات البشرية، وهو إنجاز علمي تحقق بسرعة دفعت كبار المسؤولين الحكوميين في القطاع الصحي لوصفها بالإنجاز التاريخي والمذهل.



ومع ارتفاع مستوى التوقعات الإيجابية، أصبح الملايين يعتقدون أن اللقاح سوف يأتي وينهي الوباء ويمكن للجميع أن يتخلصوا من أقنعتهم بدلاً من أن يعانوا من خطر الوباء لبضعة أشهر أخرى، ولكن هذا السيناريو الأفضل لم يتحقق في أنحاء العالم الذي يعاني من الجائحة، ويرى الخبراء أن الطريق لايزال طويلاً مع الوباء.

اللقاح ليس النهاية

قال يونتان غراد وهو أستاذ مساعد في الأمراض المعدية وعلم المناعة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد لصحيفة واشنطن بوست إن اللقاح لن يكون عبارة عن مفتاح إيقاف وتشغيل أو زر إعادة ضبط يعيدنا إلى أوقات ما قبل الجائحة، وكأنه مصباح علاء الدين السحري.

واتفقت معه أنغيلا راسموسن وهي عالمة فيروسات في جامعة كولومبيا قالت إن الأمر لن يبدو وكأن الأزمة ستنتهي بلمح البصر.

وأشارت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها إلى أنه عندما يثبت اللقاح أنه آمن وفعال ستكون البداية وليس النهاية، وتعد عملية نشر اللقاح إلى العامة في أنحاء العالم بمثابة اختبار لشبكات التوزيع ومجهود كبير على سلسلة الإمدادات والثقة العامة والتعاون العالمي، وسيستغرق الأمر أشهراً أو ربما سنوات للتوصل إلى جرعات كافية لجعل العالم آمناً.



أما بالنسبة لمن سيتمكنون من الحصول على لقاح بمجرد توفر الجرعات الأولى، فلن تكون الحماية فورية لهم، بل سيستغرق الأمر أسابيع لتصبح أجهزة المناعة جاهزة لمكافحة المرض.

وتتطلب العديد من تركيبات اللقاحات حقن جرعة ثانية بعد أسابيع من ظهور الدفاعات المناعية في الجسم، كما يمكن أن تكون المناعة التي يوفرها اللقاح قصيرة الأجل أو جزئية مما يتطلب التعزيز المتكرر الذي يمثل جهداً كبيراً على الجهات المزودة للقاح، وفي هذه الحالة يتطلب الأمر من الجمهور الحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي والبقاء على ارتداء الكمامة بعد تلقيهم للقاح.

ويكمن السيناريو الآخر في حال كان اللقاح فعال بنسبة أقل لدى بعض الفئات، أو كانت بعض الفئات الأخرى تتردد في أخذ جرعة اللقاح، أو لا تحصل على الجرعات الكافية من اللقاح، وفي هذه الحالة ستسمر العدوى بين البشر حتى بعد أن يعلن العلماء التوصل للقاح مما يعزز الانطباع الزائف بأن اللقاح غير فعال.

ومن ناحيته قال مايكل كينش الخبير في تطوير الأدوية وأبحاثها في جامعة واشنطن إن السيناريو الواقعي سيكون على الأرجح أشبه بما رأيناه مع فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) حيث كان الجيل الأول من الأدوية متواضع إلى حد ما، وأضاف أنه على الرغم من عدم رغبة الناس سماع ذلك، إلا أنه علينا أن نهيئ أنفسنا على أننا لا نملك لقاحاً جيداً، ويعتقد أن الجيل الأول من اللقاح سيكون متوسط الفعالية.



وقالت نتالي إي دين وهي عالمة إحصاء حيوي في جامعة فلوريدا، إن اللقاح من الممكن أن يعمل بشكل مثالي جداً في المختبر، ولكن الأمر يختلف تماماً في المجتمع.

تجربة لقاح سالك



في 12 أبريل 1955، ظهر لقاح ضد شلل الأطفال على أنه آمن وفعال، وأصبح آنذاك مخترعه جوناس سالك بطلاً قومياً، ولكن لم يخل الطريق من المطبات حينها، إذ فشلت الجرعات الأولى من اللقاح في تعطيل الفيروس بشكل كامل، وأصاب حينها نحو 40 ألف طفل وأصيب بالشلل 51 شخصاً وقتل 5، وتفشت هذه العدوى حينها مما أدلى إلى إصابة 113 آخرين وقتل 5.

وعلى الرغم من أن تطعيم سالك كان لحظة تحول، إلا أنه لم يكن أيضاً نهاية مرض شلل الأطفال، وعلى مدى عامين انخفضت الحالات بنسبة 80% في الولايات المتحدة، ولكن الفاشيات استمرت لعدة سنوات أخرى حتى مع بدء تطبيق اللقاح، وبعد 6 سنوات تم استحداث لقاح شلل الأطفال الفموي وتم القضاء على المرض في الولايات المتحدة في عام 1979.

وأشار ماركيل إلى أن الخوف بالنسبة لفيروس كورونا يكمن نسبياً في سوء فهم اللقاحات، أو الآثار الجانبية، أو لقاح مرشح بنيت عليه آمال وفشل في التجارب السريرية، أو لقاح وقائي بشكل جزئي، ويمكن أن يكون لهذه الأمور آثار كبيرة لاسيما مع الناشطين المناهضين للقاح الذين يعملون بالفعل على زرع عدم الثقة.