الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إسقاط مخطط الضم.. إنجاز متعدد المحاور لدبلوماسية الإمارات

إسقاط مخطط الضم.. إنجاز متعدد المحاور لدبلوماسية الإمارات

الضفة الغربية. (رويترز)

كرست الإمارات جهودها الدبلوماسية على مدى شهور على عدة محاور لتأكيد موقفها الثابت برفض الخطط الإسرائيلية لضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، نظراً للتبعات الخطيرة لهذه الخطوة الأحادية غير القانونية على فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وبرزت خطوات وتحركات إماراتية مؤثرة على الصعيدين العالمي والإقليمي في هذا الصدد، ترددت أصداؤها في عواصم ومراكز صنع القرار العالمي ولاقت تجاوباً وإشادة على نطاق دولي واسع.



وحدة ‏الصف العربي

وفي هذا الإطار جاء تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أثناء لقائه بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، يوم 22 يوليو الماضي في أبوظبي، على تضامن دولة الإمارات الكامل مع الأردن الشقيق في الإجراءات والخطوات التي يتخذها لضمان المحافظة على أمنه واستقراره، مثمناً مواقفه التاريخية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية على الصُعُد كافة، ولا سيَّما في حماية المقدسات في فلسطين.

وأكد سموه، في هذا اللقاء، أهمية التمسك بالتضامن والتعاون العربيَّين وتعزيزهما خلال هذه الظروف الحساسة وحجم التحديات والتدخلات التي يواجهها العالم العربي، مشيراً سموه إلى أن وحدة ‏الصف العربي وتعزيز الأمن العربي هي مصلحة مشتركة لمواجهة طبيعة التدخلات والمخاطر التي تهدد أمن العديد من الدول العربية وسيادتها.

بدوره، أشاد العاهل الأردني بالتحرك الإماراتي الدبلوماسي النشط في عواصم القرار العالمي لدعم الموقف العربي الرافض لخطوة الحكومة الإسرائيلية المعلنة بضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية.



دعم الشعب الفلسطيني

وفي السياق ذاته، حثت الإمارات، في بيان إلى مجلس الأمن 22 يوليو، بصفتها رئيسة مجموعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي على إنقاذ آفاق السلام بين فلسطين وإسرائيل.

وأوضح البيان الذي قُدم لمجلس الأمن بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، أن خطة إسرائيل أحادية الجانب لضم مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة لا تزال تُشكل تهديداً يلوح في الأفق، مؤكدة على «عزم المجموعة مواصلة دعم الشعب الفلسطيني وحماية حل الدولتين، بحيث تعيش الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن واعتراف متبادل».



تقويض السلام

وفي السابع من يوليو الماضي، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إن ضم أراضٍ فلسطينية خطوة أحادية الجانب وغير قانونية وتهدد بتقويض فرص السلام الذي تتطلع الدول العربية والجميع إلى تحقيقه.

جاء ذلك أثناء مشاركة سموه في الاجتماع الوزاري العربي الذي دعا له الأردن، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.

وفي بيان مشترك لدول الإمارات والأردن ومصر والسعودية والمغرب وتونس وعُمان والكويت وفلسطين، رفضت الدول العربية ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرة من خطر مخطط الضم وما يمثله من خرق للقانون الدولي.



توظيف شبكة العلاقات

بدوره، أكد الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الإمارات تتحرك بالسبل الدبلوماسية كافة، لمواجهة الخطط الإسرائيلية الساعية إلى ضم أراضٍ فلسطينية.

وقال إن «مصداقيتنا وشبكة علاقاتنا وطرحنا المبدئي والمتوازن بشأن القضية الفلسطينية نوظفه في هذه المرحلة الحرجة والصعبة ضد قرار نتنياهو توسيع نطاق الاحتلال».

وأضاف أن «التجاوب الدولي مع التحرك الإماراتي مشجع، ويتصل بقلق العواصم من القرار الإسرائيلي المتوقع».



«تحدي الاجماع»

وحرصت الدبلوماسية الإماراتية على إبطال حجج نتنياهو أمام الرأي العام الإسرائيلي نفسه. وجاء المقال الذي نشره سفير الدولة في واشنطن، يوسف العتيبة، في صحيفة «يديعوت أحرنوت» كبرى الصحف الإسرائيلية، يوم 12 يونيو الماضي، ليوجه رسالة واضحة إلى الرأي العام والساسة في إسرائيل مفادها أن قرار الضم يهدد بنسف «كل التقدم الذي رأيناه والمواقف التي تشهد تغيراً تجاه إسرائيل».

وأوضح المقال أن تحرك الحكومة الإسرائيلية في هذا الصدد «يتحدى الإجماع العربي، والدولي أيضاً، فيما يتعلق بالحق الفلسطيني».

تحرك الدبلوماسية الإماراتية امتد إذن من إثارة القضية في أكبر محفل دبلوماسي دولي في الأمم المتحدة وفي مختلف عواصم العالم إلى جعل القضية مادة في أحاديث الإسرائيليين وتقع عليها أعينهم في عناوين الصحف المحلية بقدر ما يرونها في المحافل الدولية.