الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

تهويل ودعاية.. خبراء الطاقة يفندون مزاعم أردوغان حول حقول «الغاز الواعدة»

تهويل ودعاية.. خبراء الطاقة يفندون مزاعم أردوغان حول حقول «الغاز الواعدة»

أردوغان يشارك في المؤتمر الصحفي للإعلان عن الكشف الجديد.(أي بي أيه)

فند خبراء في الطاقة مزاعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الاكتشاف الأخير للغاز الطبيعي في البحر الأسود معتبرين أنه تهويل إعلامي هدفه لفت الأنظار بعيداً عن الإخفاقات التي منيت بها حكومته مؤخراً.

وكان أردوغان قد أعلن أمس الجمعة عن اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، سوف يتم استخراجه بحلول عام 2023، مشيراً إلى أن تركيا ستتحول إلى مصدر للنفط بدلاً من استيراده. وقال إن بلاده لن تستطيع التخلي تماماً عن استيراد الطاقة من الخارج، حيث إنها تعتمد حالياً على الخارج في 95% من احتياجاتها.

لكن هذه التصريحات، اعتبرت مجرد استعراض إعلامي من جانب الرئيس التركي الذي يواجه مشكلات داخلية وتراجعاً في الاقتصاد أدى إلى انهيار الليرة التركية ومشكلات ناجمة عن سوء التعامل مع أزمة كورونا، بالإضافة إلى عزلة خارجية بسبب سياسات عدائية مع العديد من الدول.

رئيس مجموعة دراسات الطاقة، في غرفة مهندسي الماكينات في إسطنبول، أوغوز تُرك يلماز، قال في تصريحات نقلتها صحيفة «زمان التركية» إن استخراج الغاز الطبيعي من الحقل الجديد، يحتاج إلى نحو 10 سنوات على الأقل من أجل مد الأنابيب لنقل الغاز، حيث يقع الحقل على بعد 170 كيلو متراً من الشاطئ.

وأوضح يلماز أن تركيا تحتاج إلى 34 مليار متر مكعب سنوياً، لافتاً إلى أن هذا يعني أن الحقل الجديد يكفي احتياجات تركيا من الغاز لمدة 7-8 سنوات فقط، ولن يحقق لها الاكتفاء كما أعلن أردوغان.

وأضاف: «لا يمكننا استخراج الغاز مباشرة. يجب أولًا بدء أعمال الحفر، في حالة التمكن من حفر بئر واحد، فإن مرحلة الإنتاج تستمر 20-30 سنة، مشيراً إلى أن إنتاج الحقل الجديد سيوفر ما يعادل 20-25% من احتياجات تركيا السنوية من الغاز الطبيعي فقط».

وفي اتصال مع الرؤية، قال سيريل ويدرشوفن، محلل شؤون الطاقة والمخاطر في الشرق الأوسط، إن الاكتشاف حسب الإعلان التركي حقيقي ولكنه يعتمد على اللحظة المناسبة لاستغلاله.

وأضاف المحلل الهولندي الذي عمل في العديد من دول المنطقة في استشارات المخاطر وحروب الطاقة، أن الوعود للاستفادة من هذا الكشف تعتمد على العديد من العوامل منها حجم الاحتياطي الذي يحتويه هذا الحقل، وواقع التجارة عند الاستخراج بالإضافة إلى جودة الغاز نفسه، وكل هذه الأمور لا تزال غير واضحة.

من جهته، قال خبير ومحلل الطاقة أوزجور جوربوز إنه بحسب وكالة رويترز فإن حجم احتياطي الحقل يتجاوز 800 مليار متر مكعب وهو حجم ضخم فعلاً، لكن أردوغان أعلن أن احتياطي الحقل 320 مليار متر مكعب فقط، مما يعني أن هناك تضارباً يشكك في صحة المعلومات.

أضاف: «حسب المعلن فإن استهلاك تركيا من الغاز في عام 2017 كان 53 مليار متر مكعب، وهذا يعني أن الاحتياطي المعلن رسمياً يكفي تركيا لنحو 6 سنوات فقط، بهذا الحجم لا يمكن لتركيا أن تكون دولة مصدرة للغاز بأي شكل من الأشكال».

واعتبر جوربوز أن حجم الغاز المكتشف لا يتناسب مع التهويل الإعلامي الذي يروج له أردوغان، وأن الغاز المكتشف قد يكون غير مجد اقتصادياً، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج مقابل تراجع الأسعار عالمياً متأثرة بزيادة الإنتاج الأمريكي من الغاز.

محمد أويوتشو، رئيس شركة الاستشارات الاستراتيجية صاحبة الاستثمارات في مشروعات الطاقة العالمية، قال إن إعلان الرئيس أردوغان، استخراج الغاز المكتشف في مياه البحر الأسود خلال 3 سنوات أمر غير منطقي.

وأكد أويوتشو أن استخراج الغاز الطبيعي من الحقل المذكور قد يستغرق 7-8 سنوات على الأقل، موضحاً أن نجاح تركيا في استخراجه في عام 2023 فقط كما زعم أردوغان سيكون رقماً قياسياً عالمياً.

كبير محللي النفط والغاز في بنك وود أند كومباني قال في تصريحات لموقع بلومبيرغ: «السؤال الآن هو مقدار الغاز الذي يمكن استخراجه سنوياً، حيث إنه أمر غير واضح حتى الآن، وهو ما يريد السوق أن يعرفه، مشيراً إلى أنه من المبكر أن تعلن السلطات التركية هذا التفاؤل».