الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

بصيص أمل لترامب.. كيف نجح بوش بالفوز بانتخابات 1988 على الرغم من تراجعه باستطلاعات الرأي؟

بصيص أمل لترامب.. كيف نجح بوش بالفوز بانتخابات 1988 على الرغم من تراجعه باستطلاعات الرأي؟

ينظر إلى ترامب بشكل سلبي من قبل شريحة كبيرة من الناخبين - رويترز

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً تستذكر فيه الانتخابات الأمريكية التي جرت في يوليو 1988 بين الرئيس جورج بوش والمرشح الديمقراطي مايكل دوكاكيس.

وكانت نتائج استطلاعات الرأي جميعها تصب في صالح المرشح دوكاكيس، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، تراجع بوش 17 نقطة.

وعلى الرغم من ذلك كانت لديه خطة للنصر.

وقبل شهر واحد من موعد الانتخابات، اجتمع كبار مساعدي بوش في فندق جيفرسون بواشنطن بعيداً عن الأنظار وعن مقر الحملة، وقاموا بمراجعة ملف كثيف من بيانات استطلاع الرأي.

وأظهر البحث الذي أجرته الحملة أن المرشح دوكاكيس لم يكن معروفاً وأن بعض مواقفه الليبرالية ولا سيما دعم الإجازات في السجون ومعارضة حكومة الإعدام قد تغرقه في الانتخابات العامة.

وباستخدام الخطة التي وضعت حينها، استمرت حملة بوش بإزالة العقبات الصغيرة، كان مدير الحملة آنذاك لي اتواتر.

وكانت حملة بوش في عام 1988 بمثابة ولادة للحملة السلبية في العصر الحديث، والأهم من ذلك أن الجمهوريين ألصقوا دوكاكيس والذي كان حينها حاكم ولاية ماساتشوستس بقضية ويلي هورتون وهو أمريكي من أصل أفريقي قام باغتصاب امرأة بيضاء من ولاية ماريلاند وطعن صديقها أثناء وجوده في إجازة في سجن ماساتوستس.

وفي الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عجزاً مخيفاً في استطلاعات الرأي مع منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن، فإنه يدير واحدة من أقسى الحملات منذ هزيمة بوش لدوكاكيس.



وينظر الجمهوريون لسباق 1988 على أنه منارة للأمل في ظل المشهد السياسي القاتم.

ولكن على الرغم من جميع الاختلافات بين المرشحين الديمقراطيين عام 1988 واليوم، فإن انهيار دوكاكيس أمام بوش ظل لفترة طويلة بمثابة درس في مدى السرعة التي يمكن أن يتغير فيها الرأي العام، وكيف يمكن أن تكون استطلاعات الرأي الصيفية سريعة الزوال، وكيف يمكن لمؤتمر حزبي تم تنفيذه ببراعة ان يساعد في قلب الحملة المتعثرة.

وتزامناً مع قرب اجتماع الجمهوريون في الأسبوع المقبل لترشيح ترامب لولاية ثانية، انقلب الرئيس وحلفاؤه السياسيون والإعلاميون على بايدن، المرشحة لمنصب نائب الرئيس السناتور كامالا هاريس، بما في ذلك شن هجمات عنصرية وجنسية.

وفي هذا نرى أن هناك خطاً مباشراً بين الحملة المتشددة التي أدارها بوش لتصوير دوكاكيس على أنه ليبرالي ويساري ومتطرف، والشعارات العرقية التي تطلقها حملة ترامب اليوم.

وقال تشارلي بلاك والذي عمل مستشاراً بارزاً للرئيس بوش، «أنا لست من أكثر مؤيدي ترامب، ولكن لديه العديد من النقاط التي يمكن أن يعمل عليها».

ولكن إذا كان سباق عام 1988 حكاية تحذيرية لبايدن، فهناك بعض الاختلافات الجوهرية بين ذلك السباق والحملة الحالية التي تتحرك الآن إلى أعلى مستوياتها حيث أنهى الديمقراطيون مؤتمرهم الأسبوع الماضي ويتقدم الجمهوريون إلى المرحلة الافتراضية في الغالب.

كما أن بايدن معروف أكثر بكثير من السيد دوكاكيس، في حين ينظر إلى ترامب بشكل سلبي من قبل شريحة كبيرة من الناخبين، وأدى افتقاره للمصداقية مع العديد من الأمريكيين إلى إضعاف قدرته على شن هجوم.



وبالإضافة إلى ذلك ينظر الناخبون الآن نظرة تشاؤم أكثر مما كانت عليه آنذاك، وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالشراكة مع كلية سيينا في يونيو أن 58% قالو إن الأمة تسير بشكل خاطئ.

وفي عام 1988 قال 46% من الناخبين إن الأمة تسير بالاتجاه الخاطئ وفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة واشنطن بوس وABC NEWS.

وقالت سوزات أستريتش التي كان مديرة حملة دوكاكيس: «هذا الأمر صعب بالنسبة لهم، بايدن شخص معروف جداً»، وأضافت: «الطريقة التي تنفجر بها البالونات عادةً هي تقديم الشخص الآخر على أنه خطر».

وكان بايدن قد اختار المرشحة هاريس والتي تتمتع بسجل حافل بالمواقف الليبرالية وتمتلك خبرة قليلة في السياسة الوطنية، وقد يمنح ذلك ترامب المزيد من الأهداف.



ويرى تشارلي بلاك أن التشابه هو أن بايدن ملتزم بالكثير من الأفكار التقدمية والاشتراكية، ومن الممكن أن يستغل ترامب تحالف بايدن مع السناتور بيرني ساندرز لتصوير منافسه الديمقراطي على أنه ليبرالي مثلما فعل بوش، على الرغم من أن بايدن وساندرز يختلفان في العديد من القضايا.