الثلاثاء - 14 مايو 2024
الثلاثاء - 14 مايو 2024

كيف حولت أزمة كورونا بولسونارو إلى منقذ الفقراء في البرازيل؟

كيف حولت أزمة كورونا بولسونارو إلى منقذ الفقراء في البرازيل؟

معظم المعطيات والمقاييس الحالية، تشير إلى أن هذا الفترة هي فترة سياسية مروعة لبولسونارو - أ ف ب

اعتقدت المواطنة البرازيلية إلدين ماتياس عندما تم انتخاب الرئيس جايير بولسونارو رئيساً للبرازيل، أنه لن يكون داعماً للفئة المجتمعية التي تنتمي لها، حيث سمعت من العديدين أنه يكره النساء الفقيرات ويحتقر مناطق الشمال الشرقي التي تعد الأشد فقراً في البرازيل وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.

إلا أن جائحة كورونا دفعت ماتياس إلى العدول عن رأيها، وأصبحت تصف بولسونارو بالمخلص.

وعندما ضربت جائحة فيروس كورونا البرازيل، وأغلقت الشركات وحث المسؤولون المحليون المواطنين على البقاء في منازلهم، بدأت الحكومة بصرف المساعدات المالية للمواطنين التي بلغت 110 دولارات شهرياً، وقالت ماتياس إنها كانت تطعم طفليها بهذا المال، وأكدت أنها الآن ستمنح صوتها لبولسونارو، وأكدت أنه يساعدهم كثيراً.



وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن معظم المعطيات والمقاييس الحالية، تشير إلى أن هذا الفترة هي فترة سياسية مروعة لبولسونارو.

وانتشر وباء كوفيد-19 في البرازيل، وأصبح ثاني أسوء انتشار لفيروس كورونا في العالم، مما أسفر عن مقتل 114 ألف برازيلي، وإصابة أكثر من 3.6 مليون شخص ودمر النظام الصحي في البلاد.

وأدى الانهيار الاقتصادي في البلاد، إلى رفع معدل البطالة إلى 14%، وتخلى العديد من الحلفاء عن بولسونارو، وانتشرت العديد من فضائح الفساد عنه.

وعلى الرغم من ذلك فإن بولسونارو بات يتمتع بشعبية أكبر الآن أكثر من أي وقت مضى.



وحتى في عالم السياسية البرازيلية الذي لا يمكن التنبؤ به، حيث إن التحالفات تعد عابرة، ويتعرض السياسيون للسجن بشكل روتيني، إلا أن شعبية بولسونارو تتزايد بشكل مذهل.

ولأول مرة منذ أكثر من عام، كان البرازيليون الموافقون على أداء بولسونارو أكثر من الرافضين له، وفي الشهرين الماضيين ومع اجتياح الوباء للبرازيل، أظهرت استطلاعات الرأي ارتفاع نسبة التأييد لبولسونارو من 32 إلى 37%، وانخفضت نسبة الرفض له من 44% إلى 34%.

وقبل أسابيع فقط كان البرازيليون من مختلف الأطياف السياسية يطالبون بإقالة بولسونارو، في حين استقال نائبه الأكثر شعبية سيرجيو مورو من منصب وزير العدل ووجه له تهم الفساد.



وكان بولسونارو يزداد اضطراباً يوماً بعد يوم، ويجري العديد من اللقاءات المطولة على التلفزيون الوطني، ويقوض تحذيرات حكومته الصحية.

إلا أن شعبية بولسونارو المتزايدة تؤكد كيف يمكن أن يتم تسخير أزمة فيروس كورونا لاقتحام الدوائر الانتخابية الجديدة وإحداث التحول السياسي.

وغالباً ما يوصف بولسونارو، بأنه السياسي الهامشي السابق الذي فاز بالرئاسة في عام 2018 بسبب رسالة قمع الجريمة والفساد التي تبناها.

وعلى الرغم من أن بولسونارو نشأ في منطقة فقيرة في ريف ولاية ساو باولو، إلا أنه لم يكن سياسياً للفقراء، وكان جميع أنصاره من الطبقة الوسطى والغنية، والمحافظين الماليين، والجيش.

ولكن خلال الوباء، نمت قاعدة دعم بولسونارو لتشمل المزيد من الفقراء الذين كان المرض أكثر فتكاً بين صفوفهم، إلا أنهم يقدمون دعمهم لبوسونارو مقابل المساعدات المالية الطارئة التي تلقوها.



ومن ناحيته قال سيزار زوكو أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة Getúlio Vargas، وهي جامعة ومؤسسة بحثية، إن المساعدات المالية وصلت للعديد من الأشخاص قبل وقت طويل من وصول المرض، وتمتع الكثير من الناس لشهرين أو 3 أشهر بدخل لم يسبق أن حصلوا عليه في وقت سابق.

وخلال فترة الوباء، أعطى بولسونارو الأولوية للاقتصاد، وحث جميع الشركات على عدم الإغلاق وعلى استمرارية الحياة، حتى في ظل وجود الخطر ووقوع الخسائر الفادحة.

وواجه بولسونارو العديد من الانتقادات على وسائل الإعلام وبين النخبة السياسية، لكن اتفق الفقراء مع استراتيجيته، وقال الكثيرون إنهم لا يستطيعون العيش بدون عمل.



وقالت إستير سولانو وهي أستاذة في العلوم السياسية في الجامعة الفيدرالية: «من المهم محاربة فيروس كورونا، إلا أن البرازيل لا تتمتع برفاهية العزلة الاجتماعية، إنها دولة فقيرة، والعديدون رأوا سماح بولسونارو للناس بالعمل شيئاً إيجابياً».

وأكدت سولانو أن بولسونارو اكتسب المزيد من خلال طريقة عمله في الأسابيع الأخيرة، حيث كان هادئاً بشكل ملحوظ، وتوقف عن مهاجمة الفروع الأخرى للحكومة، كما استغنى عن أعضاء الإدارة المثيرين للجدل، وعمل على تطويل تحالفات جديدة مع الكونغرس الأمريكي.



وأكدت سولانو أن اللهجة الهادئة لبوسونارو وحزمة المساعدات المالية قضت على الأذى السياسي الذي ألحقه بنفسه.

وقالت، إنه أصبح أقوى مما كان عليه قبل الوباء.