«عملية اغتيال سياسي جديدة»، هكذا وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردود الفعل التي اجتاحت المشهد السياسي والإعلامي الأمريكي خلال الساعات الماضية بعد نشر مقتطفات من كتاب جديد للصحفي الشهير بوب وودوارد، تطرق إلى «سوء إدارة ترامب لأزمة وباء كورونا» عبر تسجيلات صوتية للرئيس أثناء مقابلته مع الصحفي.
وأقر ترامب بأنه حاول التقليل من مدى خطورة فيروس كورونا المستجد في بداية تفشيه، وذلك وفق التسجيلات الصوتية، حيث قال في مقابلة مع وودوارد أُجريت في 19 مارس «أردت أن أقلل على الدوام من مدى خطورة الفيروس»، وفق ما أوردت شبكة «سي أن أن» التي اطّلعت على الكتاب «غضب» المقرّر نشره في 15 سبتمبر.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن توقيت نشر هذه التصريحات قبل 8 أسابيع من موعد الاستحقاق الرئاسي يمثل عامل ضغط سياسي على ترامب.
«خطورة الفيروس»
وفي مقابلاته مع وودوارد، أوضح ترامب أنه كان مدركاً أنّ الفيروس «فتّاك» وأكثر خطورة بأشواط من الإنفلونزا العادية.
وبحسب مقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» قال ترامب: «لطالما أردت التقليل من شأنه، ما زلت أحب التقليل من شأنه، لأنني لا أريد أن أسبب حالة من الذعر».
وبدا، وفق الكتاب، أن الرئيس كان على علم، بحلول الأيام الأولى من فبراير الماضي، بكيفية انتقال الفيروس، برغم رفضه الصارم لفكرة ارتداء الأقنعة الواقية لعدة أشهر بعد ذلك.
وقال ترامب عن الفيروس آنذاك: «إنه يتفشى في الهواء. هذا أصعب من اللمس دائماً. لا يتعين عليك أن تلمس الأشياء. أليس كذلك؟ لكن الهواء، أنت تتنفسه وهذه هي الطريقة التي يمر بها. وهذا أمر صعب للغاية. هذا أمر حساس للغاية. إنه أيضاً أكثر فتكاً من الإنفلونزا الحادة».
وذكر الكتاب أن مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين قال لترامب في يناير: «سيكون هذا أكبر تهديد للأمن القومي تواجهه في فترة رئاستك». ومع ذلك، أخبر ترامب وودوارد بعد عدة أشهر أنه لم يعد يتذكر هذا التحذير.
In new tapes, President Trump admits to Bob Woodward he concealed critical details he knew about the coronavirus. "I wanted to always play it down." https://t.co/J2ggcIerya
— CNN (@CNN) September 9, 2020
«لن أقود العالم إلى الهستيريا»
وفي تصريح للصحفيين في البيت الأبيض ندّد ترامب بالكتاب ووصفه بأنه «عملية اغتيال سياسي جديدة»، مضيفاً أنّه قلل من مدى خطورة كوفيد-19 لتجنّب الهستيريا.
وتابع الرئيس الأمريكي «في الواقع أنا قائد فريق المشجعين في هذا البلد، أنا أحب هذا البلد ولا أريد أن يصاب الشعب بالذعر»، مضيفاً «لن أقود هذا البلد أو العالم إلى الهستيريا، علينا أن نظهر الريادة وآخر ما تريد القيام به هو إثارة الهلع».
وتظهر الاستطلاعات أن نحو ثلثي الأمريكيين غير راضين عن طريقة إدارة البيت الأبيض لأزمة كورونا.
فرصة «ديمقراطية»
وفيما نفى البيت الأبيض، الأربعاء، تضليل ترامب للأمريكيين عن عمد حول الفيروس، يتوقّع مراقبون أن يوفّر الكتاب حججاً جديدة سيستخدمها الديمقراطيون الذين يعتبرون أنّ ترامب فشل في إدارة الأزمة الصحية الجديدة.
وشارك المرشح الديمقراطي جو بايدن في الهجوم على ترامب مستغلاً ما ورد في الكتاب الجديد، وقال «لقد علم وقلل من شأن ذلك عامداً، والأسوأ من ذلك أنه كذب على الشعب الأمريكي. لقد كذب عن قصد وبمحض اختياره بشأن التهديد الذي يمثله الفيروس للبلاد منذ شهور».