الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«لسنا خنازير تجارب».. 1 من 3 عوامل تؤرق البعض من لقاح «كورونا»

«لسنا خنازير تجارب».. 1 من 3 عوامل تؤرق البعض من لقاح «كورونا»

رافضون لقيود الجائحة ولقاحها على حد سواء. (أ ب)

توقع مراقبون أن يواجه العالم قريباً تحدياً جديداً خطيراً، يكمن في مكافحة تردد بعض الأشخاص بشأن حصولهم على اللقاح الجديد المقاوم للإصابة بمرض «كوفيد-19» الناتج عن فيروس كورونا المستجد.

وأفادت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء بأن هناك أعداداً كبيرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة -بنسبة لا تقل عن 30%- قالوا في استطلاعات للرأي جرت مؤخراً، إنهم يشعرون بالتردد تجاه اللقاح الذي من الممكن أن يحميهم من الإصابة بفيروس كورونا وإبطاء انتشاره، أو إنهم سيرفضون الحصول عليه من الأصل.

وربما تكون تلك الأرقام أقل من الحجم الفعلي لعدد المتشككين في اللقاح، حيث إن هناك أشخاصاً قد يقولون للباحثين إنهم سيحصلون على اللقاح، حتى ولو لم يقوموا بذلك. كما أن المشكلة قد تكون أسوأ من ذلك في حال تم توفير اللقاح، في ظل التعجيل الاستثنائي لإجراءات الموافقة عليه، والتي عادة ما تتسم بطول الوقت -وذلك «بغرض استخدامات الطوارئ»- مما يؤدي إلى زيادة المخاوف بشأن ذلك التعجيل.

ولكن، ما الذي يمكن القيام به من أجل تجنب ذلك الخوف؟ للإجابة عن هذا السؤال، ترى «بلومبيرغ» أنه يتعين فهم سبب تردد بعض الأشخاص في الإقبال على اللقاح.

وترصد الأبحاث 3 عوامل تؤثر على ذلك التردد.

العامل الأول هو سهولة الحصول على اللقاح، حيث إن معظم البشر يميلون إلى الكسل، ويماطلون في اتخاذ القرارات، فإذا لم يكن الحصول على اللقاح أمراً سهلاً، فإن الكثيرين من الأشخاص لن يقبلوا عليه.

ويساعد القرب من أماكن توفر اللقاحات، في الإقدام على الحصول عليها، وبالتالي لا يجب أن تكون هناك طوابير انتظار طويلة لأنها تكون مزعجة، شأنها في ذلك شأن ما يحدث عند التقدم للحصول على وثائق رسمية من المكاتب الحكومية وكذلك العقبات الإدارية.

وإذا كان الهدف من وراء اللقاح هو نشر المناعة بين المواطنين، فيجب على المسؤولين ألَّا يقللوا من أهمية القضاء على مسببات الإزعاج بالنسبة لهم، الصغيرة والكبيرة منها.

والنبأ السار هو أنه عندما يتوفر اللقاح بسهولة، فإن معدلات التطعيم ستزداد كثيراً، وذلك حتى بين الأشخاص الذين يساورهم الشك بشأنه.

العامل الثاني يتمثل في الإفراط في الثقة بالنفس، فعندما يتعلق الأمر بالأمراض، يميل الكثيرون إلى التقليل من خطورة ما يتعرضون له، مما يبدو معه عدم الحاجة إلى اللقاح.

أما العامل الثالث فيتمثل في الثقة في فعالية اللقاح وسلامته، بالإضافة إلى الثقة في دوافعه وكفاءة من يقفون وراءه.

ويشار إلى أن هناك كثيرين لا يثقون في اللقاحات بشكل عام. وهناك آخرون لا يثقون في لقاحات بعينها، أو في اللقاحات الجديدة، والتي قد يرون أنه لم يتم اختبارها بالقدر الكافي. وعندما تصل عدم الثقة في اللقاحات إلى حد التطرف، يتحول أصحاب هذا الاتجاه إلى نشطاء مناهضين للقاحات، بحسب «بلومبيرغ».

وفي سياق «كوفيد-19»، فقد يكون عدم الثقة مشكلة في حد ذاتها، ومن المحتمل أن تدفع هذه الحالة الكثيرين إلى التفكير في أنهم لن يكونوا «خنازير تجارب»، أو على الأقل في أن ينتظروا لبعض الوقت قبل الحصول على اللقاح، وفي فترة الانتظار تلك، ربما يصيب المرض الكثيرين.

وبالنسبة لهؤلاء الذين يسعون إلى الترويج لفكرة الحصول على اللقاح، فإن الخطوة الأولى تتمثل في تحديد مصادر التردد بشكل خاص، وأكثرها أهمية، وأين تكمن تحديداً.

وبمجرد توفر لقاح آمن وفعال، يجب أن يكون من الأولويات ضمان سهولة حصول الجميع عليه، مع البدء بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر.