السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

3 أسباب وراء تراجع أردوغان عن التصعيد مع اليونان

3 أسباب وراء تراجع أردوغان عن التصعيد مع اليونان

ماكرون أظهر العين الحمراء لأردوغان. (رويترز)

أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دهشة الجميع عندما تخلى بصورة مفاجئة عن نبرة الحدة والتصعيد والتلويح باستعداده للحرب مع اليونان، معلناً نيته في الحوار والتفاوض.

أكد أردوغان أنه كان دائماً على استعداد لإجراء محادثات، لكن الأسباب الحقيقية لتراجعه تختلف عن ذلك، بحسب تقرير لصحيفة دي تسايت الألمانية.

وتحت عنوان «إلغاء فكرة الحرب حالياً» قال التقرير إن أسباب هذه النغمة الجديدة للرئيس التركي، يرجع إلى 3 أسباب، أولها أنه يرى جيداً كلفة الصراع العسكري المحتمل، ويدرك أنه إذا حدث تصعيد بينه وبين اليونان، فإن بلاده ستكون معزولة تماماً في المنطقة، حيث ستساعد باريس أثينا بإرسال سفن حربية ومناورات مشتركة. كما ستنضم إيطاليا ومصر أيضاً إلى الجانب اليوناني.

وأشار التقرير إلى أن السبب الثاني يتركز في دعوة البرلمان الأوروبي القوية والعلنية إلى فرض عقوبات صارمة على أنقرة، وأن أردوغان يدرك أنه إذا ما استمر في البلطجة والصوت العالي أمام اليونان، فإن مطالب البرلمان الأوروبي ستجد فرصة كبيرة لتنفيذها بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم المقبل، ومن هنا أعلن تراجعه وتحدث عن طيب خاطر مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تتوسط للحوار بينه وبين اليونان.

وذكر التقرير أن السبب الثالث وراء رغبة أردوغان في المشاركة في المحادثات الآن يتعلق بصورته في الداخل التركي، وأن التعبئة العاطفية لوسائل إعلامه الحكومية ضد اليونانيين لم يعد لديها المزيد لتقديمه لتصويره على أنه يناضل بشدة من أجل حقوق الشعب التركي. وكان عليه أن يقبل الحوار وإلا سيظهر في الداخل وكأنه يجر البلاد لجبهة جديدة دون قبول فرصة الحوار.

وأكدت الصحيفة أن استعراض العضلات الفرنسية وهجوم الرئيس إيمانويل ماكرون على أردوغان كان بمثابة عامل مشترك مع النداءات الألمانية للحوار للوصول لحل تفاوضي للنزاع بين أنقرة وأثينا، ولكن احتفال مستشاري أردوغان باستعداد الأتراك للتحدث، يقابله على الجانب الآخر حذر يوناني كبير، حيث إنهم يفضلون عدم الحديث عن شيء لم يتم تحديده بحزم بعد.

وأشار التقرير لوجود عراقيل أخرى بجانب صعوبة مهمة الحوار في الوصول لاتفاق يضمن الاعتراف بالقانون البحري الدولي وتطبيقه، ووضع حد للتهديدات التركية والتنقيب عن الغاز الطبيعي.

ومن هذه العراقيل قبرص، فحتى إذا نجحت مبادرة الحوار بين الجانبين التركي واليوناني، فلن يستطيع الاتحاد الأوروبي تجاهل مصالح قبرص ومطالب الحكومة في نيقوسيا بفرض عقوبات على تركيا.

وخاصة أن أنقرة ما زالت لا تريد التحدث إلى القبارصة، ولم تعترف حتى باستقلال جزيرة قبرص، وما زالت السفن التركية تقوم بالتنقيب جنوب الجزيرة.