الأربعاء - 22 مايو 2024
الأربعاء - 22 مايو 2024

أحكام عرفية وتعبئة.. المواجهة تشتعل على خط التماس بين أذربيجان وأرمينيا

أحكام عرفية وتعبئة.. المواجهة تشتعل على خط التماس بين أذربيجان وأرمينيا

جبهة ملتهبة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. (أ ب)

أعلن رئيس إقليم «ناجورنو قرة باغ» المنشق عن أذربيجان، في بيان، اليوم الأحد، الأحكام العرفية والتعبئة العامة للذكور، بعد اشتعال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا خلال الساعات الأولى من صباح اليوم في المنطقة المتنازع عليها.

وأسفرت مواجهات عنيفة بين جيش أذربيجان والانفصاليين في منطقة ناجورنو قرة باغ، اليوم الأحد، عن مقتل مدنيين من الجانبين، وفق ما أفادت مصادر في العاصمة الأذرية باكو من جهة، ومسؤولون انفصاليون من جهة أخرى، وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال العدائية.

وشنت أذربيجان اليوم حملة قصف على منطقة ناجورنو قرة باغ المنشقة على ما أفاد الانفصاليون الأرمينيون، الذي أعلنوا إسقاط مروحيتين عسكريتين تابعتين للجيش الأذري.

وزادت أسوأ اشتباكات منذ عام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا، اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناجورنو قرة باغ.

وأكدت رئاسة المنطقة أن الجيش الأذري بدأ صباح اليوم قصف خط التماس بين الطرفين وأهدافاً مدنية، بما في ذلك عاصمة المنطقة ستيباناكرت (خانكندي بحسب تسميته الأذرية). وأعلنت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين أن قواتها أسقطت مروحتين أذريتين و3 طائرات مسيّرة.

وأفادت وزارة الدفاع في أذربيجان أنها أطلقت «عملية مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينية وضمان سلامة السكان».

وأفادت الرئاسة الأذرية بأن «هناك تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين»، بينما أشار أمين المظالم في قرة باغ إلى سقوط «ضحايا مدنيين» من سكان المنطقة.

وكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «فلنقف بحزم خلف دولتنا وجيشنا.. وسننتصر».

وانتزع الانفصاليون الأرمينيون قرة باغ من باكو في حرب خلال فترة التسعينات أودت بـ30 ألف شخص. وتلك المنطقة المنشقة يقطنها أساساً سكان ينحدرون من أصول أرمينية.

وجمّدت المحادثات لحل النزاع، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.

وانخرطت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة في الجهود الرامية لإحلال السلام وعرفت بـ«مجموعة مينسك»، لكن آخر محاولة تذكر للتوصل إلى اتفاق سلام انهارت في 2010.

واستثمرت أذربيجان الغنية بالطاقة، والمدعومة من تركيا، بشكل كبير في جيشها وتعهّدت مراراً باستعادة قرة باغ بالقوة.

وأفادت أرمينيا، المدعومة من روسيا، أنها ستدافع عن المنطقة التي أعلنت استقلالها، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على العاصمة الأرمينية يريفان.

وزادت حدة الاشتباكات الحدودية في الأشهر القليلة الماضية. وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان اليوم «سيكون ردنا متناسباً، والقيادة العسكرية السياسية في أذربيجان تتحمل المسؤولية الكاملة عن الموقف».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في أذربيجان قولها إنها شنت عملية عسكرية عند «خط الاتصال» وهي المنطقة الملغومة بشدة وغير المأهولة التي تفصل بين القوات المدعومة من أرمينيا وقوات أذربيجان في المنطقة. وأضافت الوزارة أن طائرة هليكوبتر لأذربيجان جرى إسقاطها لكن طاقمها نجا.