السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

«ناغورنو قره باغ».. حديقة الصراع السوداء

على مساحة تقدر بنحو 11 ألف كيلومتر مربع، تمتد فوق الأرض قمم ومرتفعات جبلية، بات اسمها يرمز إلى نزاع لا يكاد يهدأ حتى يندلع من جديد مذكراً العالم بأبعاده العرقية والوطنية والدينية المتشعبة.

تقع «ناغورنو قره باغ» أو مرتفعات الحديقة السوداء، حسب الترجمة إلى العربية، داخل أراضي أذربيجان، إلاّ أنها تحتضن «دولة» غير معترف بها من طرف أي بلد آخر تدعى «جمهورية آرتساخ».

ديموغرافياً، تسكن هذه المنطقة أغلبية أرمينية، فيما ألحقت السلطات السوفياتية الإقليم بأذربيجان عام 1921 ذات التكوين العرقي والديني المختلف.

وفي عام 1991 أعلن قادة انفصاليون استقلال الإقليم بدعم من أرمينيا، لتندلع بعد ذلك حرب أدت إلى مقتل 30 ألف شخص قبل أن تنتهي بوساطة دولية عام 1994، دون أن يعني ذلك استتباب الأمن في المنطقة.



وفي أبريل عام 2016، انطلقت أصوات البنادق من جديد في الإقليم حيث أسفرت دورة جديدة من الحرب عن مقتل 110 أشخاص.

ورغم الوساطات الدولية خصوصاً من طرف "مجموعة مينسك" التي تتولى رئاستها روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، فإن الأوضاع لم تتطور كثيراً نحو إحلال السلام في المنطقة.



وفي يوليو الماضي، دخلت أذربيجان وأرمينيا في موجة تصعيد جديد أودت بحياة 17 مدنياً من الجانبين، لتفضي إلى المعارك الدائرة حالياً في الإقليم والتي أسفرت الاثنين عن مقتل 39 شخصاً خلال 24 ساعة من المواجهات بين الانفصاليين الأرمينيين والجيش الأذربيجاني.

وفيما يندلع الصراع من جديد، تتوالى الاتهامات لتركيا بتأجيج النزاع هذه المرة لتحقيق منافع اقتصادية واستراتيجية خاصة، حيث أشارت مصادر إلى أن أنقرة جلبت آلاف المرتزقة السوريين إلى جبهات القتال في أذربيجان الغنية بالنفط بهدف تأمين مصالح تركيا ودعم إمداداتها بالطاقة.