الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

محللون: أردوغان يستلهم استراتيجية «داعش»

محللون: أردوغان يستلهم استراتيجية «داعش»

محللون: استراتيجية تركيا تمثل تحدياً حقيقياً للأمن على المستويين الإقليمي والدولي. (رويترز)

أكد محللون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اختار اللجوء إلى بناء شبكة مرتزقة تواكب طموحاته التوسعية مستلهماً أسلوب تنظيم داعش الإرهابي، موضحين أن هذه الاستراتيجية باتت تسمح له بإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في أماكن عدة، فيما تمثل تحدياً حقيقياً للأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

وقالت لـ “الرؤية" المحامية والخبيرة الأمريكية في شؤون الأمن الدولي إيرينا تسوكرمان إن تركيا برعت في استخدام المرتزقة في عدة جبهات من ليبيا إلى الصومال بهدف زعزعة الاستقرار وتقسيم المجتمعات والتدخل في شؤونها الداخلية، وفي الوقت ذاته تجنب اللجوء لتوريط جيشها الرسمي في هذه الساحات.

وأشارت إلى أن المرتزقة يُستجلبون في البداية عبر وعود مالية مغرية، لكن الواقع يشير إلى أنهم لا يحصلون في كثير من الأحيان سوى على جزء بسيط مما التُزم لهم به.


وأوضحت المحللة الأمريكية أن تركيا إلى جانب قطر تتحكمان بشكل كبير في الصومال فيما يسيطر حلفاؤهما على جزء من ليبيا وقاموا بدمج المرتزقة المستجلبين من طرف تركيا في المليشيات المحلية، مؤكدة أن الكثير من هؤلاء المرتزقة متطرفون دينياً وبعضهم لديه ارتباطات بتنظيمات الإرهاب الدولي.


وأكدت أن استخدام تركيا للمرتزقة في حروب حلفائها، يسمح بعولمة هذه الصراعات، مشيرة إلى أنها تستوحي في ذلك تجربة إيران مع أذرعها في المنطقة، حيث تشرف أنقرة على تدريب المرتزقة للانخراط في عمليات قتالية خطيرة ومتخصصة، في وضع أشبه ما يكون بإنتاج نسخة متطورة من تنظيم داعش الإرهابي، وذلك لضمان جاهزيتهم لإطلاق شرارة أو تصعيد أي صراع حول العالم واستعمالهم كبعبع لإثارة الأزمات.

ولفتت إلى أن مجموعات المرتزقة تُجهز لتكون على استعداد لتبادل المهام والخبرات ودعم كل منها الآخر رغم تنوع خلفياتها، مشددة على أن هذه الاستراتيجية تعد أقل تكلفة اقتصادياً وسياساً بالنسبة لأردوغان مقارنة بخيار اللجوء إلى المغامرة بجنوده الأتراك.

وحول الموقف الأمريكي من ملف المرتزقة، أشارت إيرينا تسوكرمان إلى أن واشنطن مهتمة بالموضوع إلا أنها تفتقر لاستراتيجية ناجعة لكبح وتيرة اكتتاب وتأثير المرتزقة الذين ينحدرون في الغالب من بلدان غير مستقرة ومن بيئات متطرفة، موضحة أن أمريكا تبدو مرتبكة فيما يتعلق بهذا الملف وعلى استعداد للتغاضي عن الأدوار التي تلعبها هذه المجموعات، كما أن الرأي العام الأمريكي بات حساساً جداً حيال توسيع الوجود العسكري الخارجي خصوصاً في الشرق الأوسط.

بدوره، قال لـ "الرؤية" المحلل المصري والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد بان إن أردوغان وقع أسيراً لغواية ما حققه تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، الأمر الذي أنعش أحلامه بإقامة "خلافة" جديدة في المنطقة، موضحاً أن الرجل تحول من استراتيجية "تصفير المشاكل" مع دول الجوار والرهان على التنمية الشاملة في بلاده، إلى "مطاردة أوهام التاريخ".

ولفت أحمد بان إلى أن أردوغان يراهن كثيراً على قدرة مجموعات المرتزقة على احداث "فوضى تتراجع معها قدرة السلطات المركزية في الدول المستهدفة على إدارة شؤونها الداخلية، ما يسمح للأتراك بالدخول كطرف وفرض منطقهم على المجتمعات المحلية".

وشدد بان على أن ملف المرتزقة يستدعي التعاطي مع تركيا بنفس منطق إرهاب الأفراد، قائلاً "نحن أمام إرهاب دولة، حيث تُستخدم المليشيات لهز الاستقرار في الدول القريبة وحتى البعيدة عن جغرافياً".

وفي السياق ذاته، أكد غالب دالاي الباحث في أكاديمية روبرت بوش بألمانيا لوكالة "رويترز" أن "منطق تركيا في كل أركان الخريطة تقريبا هو إحداث الاضطراب، حيث ترى أنقرة أن أي شيء يهدم الوضع القائم حالياً يعد مفيداً لتوجهها ويصب في مصلحة سياساتها".