السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

نائب الرئيس الأمريكي.. من المبارزة بالمسدسات إلى توسيع الصلاحيات

نائب الرئيس الأمريكي.. من المبارزة بالمسدسات إلى توسيع الصلاحيات

رسم لمبارزة آرون بور وألكسندر هاملتون.

في يوليو 1804، صدم سكان بلدة ويهاوكين في ولاية نيوجرسي الأمريكية بخبر مقتل ألكسندر هاملتون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وواضع نظامها المالي والرجل الذي تظهر صورته في ورقة 10 دولارات.



كان البعد الأشد غرابة في الخبر هو أن سبب الوفاة: «مبارزة بالمسدسات» مع شخصية لا تقل أهمية عن هاملتون، يتعلق الأمر بثالث نائب للرئيس في تاريخ الولايات المتحدة المحامي آرون بور.



جاءت المبارزة بين الرجلين، بعد وصف هاملتون لبور بأنه ليس أهلاً لمنصب نائب الرئيس، ليتحداه الأخير في منازلة قضت فوراً على حياة هاملتون وقادت إلى إدانة بور بالقتل دون سجنه، لينتهي بذلك مشواره السياسي.



في التاريخ الأمريكي تشير هذه المنازلة إلى حدة الصراع على منصب نائب الرئيس، والذي تغير دوره وصلاحياته على مر العقود.





وحسب الدستور الأمريكي فإنه «في حال عزل الرئيس من منصبه، أو وفاته، أو استقالته، أو عجزه عن القيام بسلطات ومهام المنصب المذكور، يؤول المنصب إلى نائب الرئيس»، وكذلك «يكون نائب الرئيس رئيساً لمجلس الشيوخ، ولكن لا يجوز له الإدلاء بصوته ما لم تتعادل الأصوات».



رغم هذه الأهمية الدستورية، ظل دور نائب الرئيس الأمريكي محصوراً في مهام ضيقة، حيث لم يكن، في البداية، يتجاوز العمل مع الكونغرس، أو الحضور الشكلي لبعض المناسبات بدل الرئيس، إلاّ أن الأمر بدأ في التغير خلال العقود الأخيرة مع زيادة صلاحية «النائب» وتقريبه أكثر من دائرة صنع القرار الرئاسي.



وجاء التحول الأهم في هذا الإطار، مع الرئيس جيمي كارتر (1977 ـ 1981) الذي منح نائبه والتر مونديل صلاحيات واسعة وأشركه في عملية صنع القرار بشكل مباشر.

ومن بين 48 نائباً للرئيس في تاريخ أمريكا، صعد 8 نواب لمنصب الرئيس بعد شغوره بسبب وفاة الرئيس، فيما تولى نائب واحد هو جيرالد فورد المنصب (1974 ـ 1977) بعد استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، وكذلك نجح 5 نواب في الوصول إلى الكرسي الرئاسي بعد انتخابهم فيما بعد رؤساء.