السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

تقرير أمريكي: أردوغان المحرض الرئيسي للصراع في ناجورنو قره باغ والنزاع يبشر بنهاية حلمه العثماني

تقرير أمريكي: أردوغان المحرض الرئيسي للصراع في ناجورنو قره باغ والنزاع يبشر بنهاية حلمه العثماني

أردوغان - رويترز

تشير أدلة مهمة تم تجميعها مؤخراً إلى أن تركيا هي المحرض الرئيسي على حرب القوقاز الحالية، حيث شارك نظام أردوغان في كل خطوة لهذا النزاع المتجدد من التحضير إلى تنفيذ خطة الحرب الأذربيجانية ضد أرمينيا.

نشر موقع مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية تقريراً يقول فيه إن تركيا هي المحرض الرئيسي على الحروب في ناجورنو قره باغ، وذلك لتحقيق طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوسعية التي لطالما صرح عنها.

وقال التقرير إن الصحفيين الدوليين لم يسلموا من المؤامرة التركية فقد أدى قصف باكو لمارتوني إلى إصابة صحفيين اثنين من صحيفة لوموند الفرنسية بجروح خطيرة. وبالمثل، أدى قصف أذربيجان لكاتدرائية في شوشي - وهي جريمة بحد ذاتها - إلى إصابة 3 صحفيين روس، أحدهم في حالة حرجة. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الأدلة المتزايدة من منظمة العفو الدولية ومسؤولي قوة باغ والصحفيين على الأرض من ألمانيا وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة أن الجانب الأذربيجاني استخدم ذخائر عنقودية محظورة بموجب القانون الدولي في هجماته.

يُعد استهداف المدنيين، إلى جانب استخدام الأسلحة المحظورة دولياً، انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب.

وتستحق هذه الأعمال والكارثة الإنسانية التي بدأت تتكشف أقوى إدانة من المجتمع الدولي للدور التركي وخطط أردوغان في المنطقة.

أثارت محاولة تركيا لتوسيع نفوذها في القوقاز قلق المنطقة. وتشعر روسيا بالقلق بشكل خاص في ضوء اهتمامها باستقرار وأمن القوقاز، حيث إن وجود «منطقة عازلة» من الدول الصديقة جنوب منطقة شمال القوقاز الهشة هو الهدف الاستراتيجي الرئيسي لموسكو. على هذا النحو، يقدّر الكرملين تقديراً عالياً علاقاته مع كل من يريفان وباكو، وبالتالي، فإن أي صراع إقليمي بين هاتين الدولتين، والفوضى المحتملة وعدم الاستقرار الذي قد يخلقه، سيكون ضد المصالح الأمنية الروسية.

ولم تنزعج روسيا فقط من قرار تركيا الصارخ بالانخراط في الصراع، بل من تجنيد المرتزقة الأجناب وإدخالهم إلى منطقة النزاع.

ويمثل وجود مثل هؤلاء المقاتلين بالقرب من الحدود الروسية خطراً واضحاً ومباشراً على روسيا، ما يجعل الحرب السورية على أعتاب موسكو، وعلى مقربة شديدة من أكثر مناطقها حساسية، ولا يزال خطر اندلاع حرب إقليمية في قرة باغ مصدر قلق كبير لموسكو.

وتشاطر إيران موقف روسيا والكثير من مخاوفها، ولم تكن طهران قلقة فقط بشأن تجنيد المقاتلين السوريين، ولكن أيضاً بشأن قرب الصراع من حدودها الشمالية.

ولم يكن من قبيل الصدفة مناقشة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هذه القضية عبر الهاتف، حيث أكدا على الخطر الذي يمثله الانتشار التركي في منطقة القوقاز.

ويوجد في كل من إيران وروسيا عدد كبير من الأرمن والأذريين، وبالنظر إلى المشاحنات التي حرضت عليها باكو مؤخراً بين مجتمعات الشتات الأرمينية والأذرية، يخشى كلاهما من مشاكل الأمن الداخلي المحتملة التي يمكن أن تنشأ من صراع جديد تحرض عليه تركيا.

كما تشارك جورجيا المجاورة التي لها تاريخ خاص مع الحروب الأهلية والصراعات الانفصالية، والخوف من الصراع الداخلي.

وقال الخبير الأرمني البارز في العلاقات الجورجية الأرمنية جوني ميليكان إن العاصمة الجورجية تبليسي تستفيد بشكل كبير من الاستقرار الإقليمي، وإن وجود حرب بالقرب من حدودهم يؤثر سلباً على مصالحهم الوطنية، لا سيما بالنظر إلى العلاقات بين مجتمعاتهم الأرمنية والأذربيجانية الكبيرة، ومثل روسيا وطهران تشعر تبليسي أيضاً بالقلق من نفوذ تركيا المتزايد في المنطقة.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد تصريحات تركيا العدوانية ووصفها بأنها متهورة وخطيرة، كما اتهم تركيا بجلب المقاتلين من سوريا إلى منطقة الصراع.

وأشار التقرير إلى أنه في حال لم يستمر اتفاق إيقاف النار والهدنة بين طرفي النزاع واستئناف الحرب، فسينتهي الأمر بخسارة أنقرة وحليفتها باكو في هذه المغامرة.

وأشار التقرير إلى أن سبب ذلك هو انتهاكات تركيا في العراق وسوريا والقوقاز وشرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا، التي تضعها في خانة ضعيفة، وتزيد من العداء لها من قبل جيرانها، الذين يرفضون تدخلاتها بشؤونهم، ويرفضون الوصاية والهيمنة التي يحاول أردوغان فرضها بالقوة.

علاوة على ذلك، بعد أسبوعين من القتال العنيف، فشلت باكو في تحقيق أي من أهدافها العسكرية ضد أرمن قره باغ، وأدى فقط إلى زيادة نفور السكان المحليين من تدخلها. وفي المقابل فإن أي استئناف للأعمال العدائية، قد قد يبشر بنهاية حنين أردوغان للعهد العثماني.