الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

كيف سيؤثر انتخاب بايدن على أردوغان؟

كيف سيؤثر انتخاب بايدن على أردوغان؟

امتنع أردوغان وحكومته حتى الآن عن التعليق على فوز بايدن. (أ ب)

من المتوقع، حسب محللين دوليين، أن تتأثر تركيا بشكل مباشر بمغادرة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض، حيث عُرف بعلاقته الوطيدة بنظيره رجب طيب أردوغان، فيما سبق للرئيس المنتخب جو بايدن أن أعرب عن انزعاجه من بعض سياسات أنقرة واصفاً أردوغان بـ«المستبد».

واعتبر المحللون أن بايدن سيسعى لإقامة علاقات تستند إلى قواعد جديدة أكثر صرامة مع تركيا، وقالت وكالة «فرانس برس» إنه سيستحيل على أردوغان على الأرجح في عهد جو بايدن التأثير على قرارات الرئيس الأمريكي باتصال هاتفي بسيط كما كان يفعل مع «صديقه» دونالد ترامب.

ودأب ترامب على وصف أردوغان بأنه «صديق» إلا أن ذلك لم يجنب البلدين أزمات كثيرة في السنوات الأخيرة التي اتسمت بتراجع في العلاقات إثر محاولة انقلاب فاشلة في تركيا عام 2016.

ودعت تركيا دونما جدوى الولايات المتحدة إلى تسليمها الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في بنسيلفانيا الذي تتهمه بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة.

وقالت غونول تول الخبيرة في «ميدل إيست إنستيتوت» في تحليل إن قلق الرئيس التركي «في محله» مع رحيل ترامب.

ويوضح سام هيلير الخبير المستقل بالشؤون السورية «لا أظن أن إدارة بايدن ستكون متساهلة إلى هذا الحد مع تركيا بشأن سوريا ومسائل أخرى».



توتر وترقب

وامتنع أردوغان وحكومته حتى الآن عن التعليق على فوز بايدن الذي أعلنته وسائل الإعلام الأمريكية. وأكد الناطق باسم الحزب الحاكم الاثنين أن أنقرة تنتظر النتائج الرسمية للتعليق.

وتوقعت أسلي إيدينتاسباس من مركز الأبحاث التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أنه «في عهد بايدن ستنطلق العلاقات بين واشنطن وأنقرة على الأرجح بتوتر وترقب».

وألمحت السلطات التركية إلى ذلك من خلال ردة فعلها الحادة على شريط فيديو نشر في اغسطس لمقابلة مع بابدن وصف فيها الرئيس التركي بأنه «مستبد» مشدداً على ضرورة «تشجيع» منافسيه «لكي يتمكنوا من مواجهة أردوغان وهزمه». فيما نددت أنقرة بخطاب بايدن واصفة إياه بـ«الجهل الخالص والتعنت».

مخاوف

وفي خضم الاستراتيجية التركية لاستغلال الغاز والنفط في مياه تؤكد اليونان وقبرص أنها تابعة لسيادتهما بشرق المتوسط، وتشير الخبيرة غونول تول إلى أن أنقرة «تخشى أن ترى جو بايدن ينسج علاقات وثيقة أكثر مع اليونان وأن يعتمد نهجاً أكثر تشدداً مع تركيا».

بدورها، أكدت إيدينتاسبس أن بايدن وخلافاً لسلفه، قد يستخدم مع أنقرة «خطاباً يمتحور أكثر على الديمقراطية وحقوق الإنسان في العلاقات الثنائية».

ويعتمد بايدن نهجاً أقل انعزالية من ترامب وقد يحاول التخفيف من تحركات تركيا في الخارج ولا سيما ليبيا والنزاع في ناغورنو قره باغ.

وتقول إيدينتاسبس «تخشى أنقرة أن ترى بايدن يحتوي توسع تركيا»، في ظل مخاوف تركية من عقوبات أمريكية لشراء أنقرة صواريخ روسية من طراز «إس-400».