الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

خفض عدد القوات الأمريكية بالخارج.. قرار ترامب في الميزان

خفض عدد القوات الأمريكية بالخارج.. قرار ترامب في الميزان

جنود أمريكيون يغادرون العراق. (أ ف ب - أرشيفية)

تعتزم الولايات المتحدة خفض عدد قواتها في العراق وأفغانستان إلى أدنى مستوياتها منذ 20 عاماً تقريباً، بعدما تعهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب إنهاء النزاعات في الخارج، كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أمس الثلاثاء.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريس ميلر أنه سيتم سحب حوالي 2000 جندي من أفغانستان بحلول 15 يناير، رافضاً المخاوف القائلة إن الانسحاب المتسرع قد يقضي على كل ما حاربت من أجله الولايات المتحدة في ذلك البلد.

وسيتم سحب 500 جندي من العراق في نفس الموعد، بحيث لا يبقى في كل من البلدين سوى 2500 جندي أمريكي.

وأكد ميلر أن هذا القرار يعكس رغبة ترامب «في إنهاء حربي أفغانستان والعراق بنجاح ومسؤولية، وإعادة جنودنا الشجعان الى الوطن». وقال إن الولايات المتحدة حقّقت الأهداف التي حدّدتها عام 2001 بعد هجمات شنّها تنظيم «القاعدة» الإرهابي على أراضيها، وهزمت متطرفي «داعش»، وساعدت «شركاءها المحليين وحلفاءها على التقدّم في المعركة».



وتابع ميلر «في العام المقبل، سننهي هذه الحرب التي استمرت لأجيال وسنعيد رجالنا ونساءنا إلى الوطن»، مضيفاً: «سنحمي أطفالنا من العبء الثقيل للحرب المستمرة وخسائرها، وسنكرم التضحيات التي بذلت من أجل السلام والاستقرار في أفغانستان والعراق والعالم».

يأتي ذلك فيما تقترب الولايات المتحدة من فك ارتباطها في نزاعات كانت قائمة طوال 3 رئاسات بدون نهاية منذ 2001.

ويأتي الإعلان على الرغم من تحذير حلفاء للولايات المتحدة ومسؤولين أمريكيين بارزين من أن خفض عدد القوات الأمريكية سيضعف الحكومتين الأفغانية والعراقية في مواجهة الإرهابيين. كما يأتي قبل أسابيع من مغادرة ترامب البيت الأبيض بعد هزيمته أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات 3 نوفمبر.



ووسط الانتقادات بأن ترامب يتصرف بشكل متسرع منذ هزيمته، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبريان إن خفض القوات كان يجري بحثه منذ فترة. وأوضح «قبل 4 سنوات ترشح الرئيس ترامب على أساس وعد بوقف حروب أمريكا الطويلة، واليوم تم الإعلان في الكونغرس أن الرئيس ترامب يلتزم بوعده للشعب الأمريكي»، مشيراً إلى أن ترامب يأمل «في عودتهم جميعاً إلى البلاد بأمان».

كذلك يأتي الإعلان بعد 10 أيام على إقالة ترامب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الذي كان يصر على إبقاء 4500 جندي أمريكي في أفغانستان، لدعم الحكومة خلال محادثات السلام مع حركة «طالبان».

وسبق أن خفضت الإدارة الأمريكية عدد قواتها المنتشرة في أفغانستان بنحو الثلثين، من نحو 13 ألفاً هذا العام، بعد اتفاق توصّلت إليه واشنطن وطالبان في 29 فبراير الماضي. ونص الاتفاق على انخراط طالبان في مفاوضات لإبرام اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية وخروج كل القوات الأمريكية من البلاد بحلول مايو 2021.



لكن قبل تعيين ميلر، كان كبار القادة العسكريين في البنتاغون يؤكدون أن طالبان لم تفِ بالتزاماتها فيما يتعلّق بتقليص هجماتها على القوات الحكومية، وأن خفضاً جديداً لعدد القوات الأمريكية سيخفف الضغوط عن الحركة في المفاوضات.

وبدد مسؤول أمريكي كبير في مجال الدفاع، رافضاً الكشف عن اسمه، المخاوف من مخاطر ظهور تنظيمي داعش والقاعدة مجدداً. وقال «مسؤولو الجيش الأمريكي اتفقوا على أن هذه الخطوة هي الصائبة»، مضيفاً «كان تنظيم القاعدة متواجداً في أفغانستان منذ عقود، والواقع هو أنه سيكون من غير العقلاني القول إنهم سيغادرون غداً».

وكان كبار المسؤولين السياسيين الأمريكيين وبعض حلفاء الولايات المتحدة حذروا من مخاطر سحب القوات الأمريكية. والاثنين، حذر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي السناتور ميتش ماكونيل من مغبّة تسريع وتيرة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، معتبراً أنّ من شأن مثل هذا الإجراء أن يهدي الحركات الإرهابية «نصراً دعائياً عظيماً»، وأنه قد يؤدي إلى ما يشبه «الانسحاب الأمريكي المذل من فيتنام» عام 1975.



والثلاثاء، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من أن انسحاباً متسرعاً للحلف من أفغانستان سيكون «ثمنه باهظاً جداً» مع خطر تحول هذا البلد «مجدداً إلى قاعدة للإرهابيين الدوليين».

واتهم السناتور الديمقراطي جاك ريد، عضو لجنة الشؤون المسلحة في مجلس الشيوخ، ترامب باعتماد مقاربة «فوضوية» تهدف إلى ترسيخ إرثه، مع ترك الفوضى للرئيس المقبل جو بايدن.

لكن ديموقراطياً آخر هو رئيس لجنة الشؤون المسلحة في مجلس النواب آدم سميث قال بعد التحدث إلى ميلر، إن هذه الخطوة «هي القرار الصائب».