السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

بسبب رفض ترامب.. فريق بايدن يواجه خطر القرصنة من الدول المعادية

ذكر تقرير حصري لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن فريق الرئيس المنتخب جو بايدن لا يمتلك حماية الحكومة الفيدرالية من خطر التعرض للقرصنة، وأن الفريق يمتلك حماية مستقلة لحماية المعلومات الحساسة من القراصنة الأجانب.

وبحسب الصحيفة فإن الحكومة الفيدرالية التي تمتلك أفضل تقنيات مكافحة القرصنة في العالم، إلا أنها تقدم مساعدة محدودة جداً لعملية انتقال الرئيس المنتخب جو بايدن في تأمين بريده الإلكتروني والاتصالات الأخرى، وذلك وسط مخاوف من أن يكون الفريق هدفاً تجسسياً رئيسياً لروسيا والصين وغيرهم من الخصوم، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على سير عملية الانتقال.

وأضافت الصحيفة أن الافتقار إلى دعم الأمن السيبراني الحكومي، هو عقبة من بين العقبات التي واجهها فريق بايدن الانتقالي نتيجة عدم اعتراف ترامب بفوز بايدن في الانتخابات وإتاحة موارد الحكومة الفيدرالية له.

وفي الوضع الطبيعي، تقوم إدارة الخدمات العامة بتأمين إعدادات حسابات البريد الإلكتروني الحكومي لفريق الرئيس الانتقالي، كما يساعد جناح الأمن السيبراني التابع لوزارة الأمن الداخلي في المساعدة في عملية الانتقال من خلال حماية حسابات البريد الإلكتروني الحكومية التي تكون قد أنشئت حديثاً.

حماية مستقلة



وتحظر إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب العديد من الموارد المتعلقة بالانتقال التي تقدم عادةً للرئيس المنتخب بما في ذلك حسابات البريد الإلكتروني الحكومية.

ولا تزال وكالة الأمن العام ترفض حتى الآن الاعتراف بفوز بايدن بالانتخابات بذريعة الدعاوى القضائية الجارية التي قدمها ترامب للطعن بنتائج الانتخابات.



وقام فريق بايدن الذي يشرف على عملية الانتقال باتخاذ العديد من الخطوات المستقلة لمنع القرصنة، وقال المسؤولون المشاركون في هذا الأمر إنهم وضعوا تدابير حماية أمنية تنافس تلك التي تستخدمها الحكومة الفيدرالية.

وبعد حظر الفريق من التمتع بخدمات الشبكة الحكومية، بات يعتمد على شبكة Google Workspace القياسية والمدفوعة، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر ومراجعة سجلات تسجيل الإنترنت المتاحة للجمهور والمرتبطة بنطاق البريد الإلكتروني التابع للفريق.

كما أكد أشخاص مطلعون على الأمر أن فريق بايدن يستخدم مجموعة من ميزات الحماية المحسنة على جميع الحسابات، إذ يتطلب من الفريق استخدام جهاز آمن لتسجيل دخولهم إلى حساباتهم.

عرضة للهجوم



وبحسب الصحيفة قال مسؤولون وخبراء أمنيون أمريكيون حاليون وسابقون، إن اعتماد الفريق الانتقالي على دفاعاته الإلكترونية الخاصة قد يجعله أكثر عرضة للهجوم.

وقال أحد المسؤولين إن الفريق الانتقالي أدرك خطر القرصنة وقام بإطلاع الموظفين على إجراءات أمن المعلومات لجميع حساباتهم الشخصية والمهنية.

وكانت إدارة الخدمات العامة قد بدأت في تقديم تكنولوجيا المعلومات الأساسية وخدمات الأمن السيبراني لبايدن عندما أصبح المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.

وجاء في مذكرة وقعت عليها حملة بايدن ووكالة الأمن العام، أن الإدارة ستوفر بنية تحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مكاتبها الحكومية بالإضافة إلى أجهزة كمبيوتر للموظفين.

وبالفعل حصل بايدن على مكتب صغير في وزارة التجارة بعد فوزه كمرشح للحزب الديمقراطي، ولكن الفريق لم يستخدم المكتب بشكل كبير بسبب وباء فيروس كورونا.

تاريخ في قرصنة الحملات الانتخابية الأمريكية



عبر التاريخ كانت الحملات الرئاسية الأمريكية أهدافاً متكررة لقراصنة الدول القومية والأجنبية.

وفي عام 2008 اخترقت الصين كلاً من حملتي باراك أوباما وجون ماكين، وفي عام 2016 عانت حملة هيلاري كلينتون واللجنة الوطنية الديمقراطية من خروقات إلكترونية تسببت بها روسيا، واستخدمت رسائل البريد الإلكتروني المسروقة كسلاح كجزء من عملية الاختراق، إذ هدفت عملية التدخل إلى تشويه سمعة كلينتون وتعزيز الآفاق الانتخابية لمنافسها آنذاك دونالد ترامب.

كما تحظى الأعمال الداخلية للانتقال الرئاسي باهتمام أكبر بالنسبة للجواسيس الأجانب، كما ستكون هدفاً رئيسياً للقراصنة الذين يأملون في الحصول على رؤى السياسة الخارجية المحتملة والأهداف القادمة وذلك وفقاً لمسؤولين وخبراء.

ومن ناحيته قال خبير الأمن السيبراني ديمتري ألبيروفيتش إن الوصول إلى الاتصالات الداخلية لفريق انتقالي، يعد بمثابة انقلاب استخباراتي لأي دولة قومية معادية لمصالح أمريكا.

وأضاف القول إن معرفة من قد يتولى المناصب الحكومية الرئيسية قبل الإعلان عنها والأهم من ذلك مواقفهم بشأن القضايا الرئيسية ذات الاهتمام سيكون له قيمة كبيرة لموسكو أو بكين أو طهران أو بيونغ يانغ.