السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

من هو العالم الإيراني محسن فخري زادة؟ وما تأثير مقتله على إيران ومستقبل السلاح النووي؟

من هو العالم الإيراني محسن فخري زادة؟ وما تأثير مقتله على إيران ومستقبل السلاح النووي؟

يرى الخبراء أن وفاة فخري زاده له تأثير كبير على برامج الأسلحة المعاصرة - EPA

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الذي اغتيل يوم الجمعة في طهران استطاع أن يوازن بين مكانته في برنامج إيران النووي، مع عدم ظهوره العام في وسائل الإعلام.

وأضافت الصحيفة أن وسائل الإعلام الإيرانية نادراً ما اعترفت بمهامه بشكل رسمي، واكتفت بوصفه بأنه مجرد أستاذ جامعي.

ولم يمض وقت طويل على التخلي عن برنامج الأسلحة النووية رسمياً حتى وصفت المنظمات الغربية فخري زادة بأنه الشخصية الرئيسية في هذا الجهد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عرض تقديمي لبرنامج إيران السري عام 2018، «تذكروا هذا الاسم فخري زادة».

وقالت الصحيفة إنه خلال السنوات الأخيرة تراجع التحفظ على ظهور فخري زادة إعلامياً، وظهر في عدة وسائل إعلام إيرانية رسمية خلال تواجده في مناسبات مع المرشد الإيراني علي خامنئي.

مقتله والتأثير على إيران

مع ورود عدة تقارير مفصلة عن مقتله يوم الجمعة خلال كمين في طهران، أصبح اسم فخري زادة أكثر تداولاً وشهرة، ولكن ما يزال الغموض يحيط بمستقبل النووي الإيراني وتأثير مقتل فخري زادة على إيران.

ومن ناحيته قال كريم سجادبور من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن هناك احتمالاً كبيراً بأن فخري زادة كان يعرف عن البرنامج النووي أكثر من أي إنسان آخر، وأكد أن فقدان قيادته وخبراته وذاكرته المؤسسية هو بلا شك ضربة لإيران.

بين سليماني وفخري زادة من الأهم؟

وقارن بعض المحللين أهمية مقتل فخري زادة في الأراضي الإيرانية، بأهمية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهو الذي كان يتولى قيادة عمليات إيران السرية في الخارج والذي اغتيل بغارة جوية أمريكية أثناء زيارته لبغداد في يناير الماضي.

وقال سايمون هندرسون الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «لقد كانا متساويين من حيث الأقدمية والمكانة داخل إيران على الرغم من اختلاف مهامهما».

ومن ناحية أخرى، يرى خبراء في مجال الانتشار النووي، أن وفاة فخري زادة الذي لديه خبرة في مهنته وعمل بها منذ عقود سيكون له تأثير كبير على برامج الأسلحة المعاصرة.

وقال فيبين نارانج وهو أستاذ مشارك في العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنه بإمكان الكثير من المشاركين في البرنامج تصميم رأس حربي في حال لزم الأمر.

وأضاف: «هذه النوعيات من الناس مهمة لكن في النهاية ليست غير قابلة للتعويض»، مشيراً إلى أن مقتل سليماني لم يضع حداً للعمليات الإيرانية الخارجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر الأكثر ضرراً لإيران في مقتل فخري زادة، هو أن أحد أكثر علماء إيران النوويين حماية قتل في الأراضي الإيرانية ولم تعلن أي دولة مسؤوليتها عن القتل رغم توجيه إيران الاتهام لإسرائيل على خلفية قتلها لعدد من العلماء الإيرانيين في الماضي.

وقال سجادبور: «مقتل سليماني لم ينه أنشطة إيران وطموحاتها الإقليمية، لكنه أحبط الحرس الثوري وميليشيات إيران في المنطقة، وخليفته لم يكن قادراً على ملء مكانه».

وأضاف: «موت فخري زادة سيكون له أثر مماثل».

مسيرته النووية

بحسب الصحيفة فإن فخري زاده كان يبلغ من العمر 18 أو 19 عاماً في 1979 عندما اندلعت الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي.

وبعد الثورة انضم إلى الحرس الثوري الإيراني، وبفضل إنجازاته السابقة في أبحاث الفيزياء المرتبطة بالجيش الإيراني، فقد شارك في وضع الخطط والحصول على أجزاء من أول مصنع لتخصيب اليورانيوم وفقاً لمسؤولين في الأمم المتحدة.

وتحت ضغط من الدول الغربية تم وقف برنامج الأسلحة النووية السري الإيراني رسمياً في عام 2003، ولم يتم التحقيق مع فخري زادة من قبل محققين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السنوات التي تلت ذلك، وتم الاعتراف به كقائد للبرنامج.

وأظهرت سجلات الأمم المتحدة أن فخري زادة كان من بين 8 إيرانيين خضعوا لقيود دولية على السفر والمال بموجب بنود قرار تبنته الأمم المتحدة في 2007 بسبب صلاته المزعومة بالأبحاث النووية والباليستية.

وتم تأكيد أهميته لبرنامج الأسلحة النووية في آلاف الوثائق التي حصل عليها مسؤولون إسرائيليون في عام 2018، في حين تصور وثائق وسجلات أخرى أن فخري زادة قائد المشروع منذ عام 1998.

ووصف نتنياهو زاده بـ«رجل الظل في جهود إيران النووية» خلال تقديمه للوثائق في عام 2018.



وبعد توقف برنامج الأسلحة النووية واصل فخري زادة الإشراف على المنظمات التي استمرت في توظيف العديد من علماء البرنامج لإجراء البحوث المتعلقة بالطاقة النووية وفقاً لمحللين أمريكيين وإسرائيليين.

وذكر تقرير صدر في يونيو 2020 عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن العاملين السابقين في برنامج الأسلحة النووية تابعوا عملهم في مشاريع ذات أنشطة تقنية لاستخدام مزدوج متعلقة بالتسليح تحت قيادة فخري زادة.

وعلقت الخارجية الأمريكية على ذلك أنه يشير إلى أن إيران احتفظت بهذه المعلومات على الأقل جزئياً للمساعدة في أي عمل مستقبلي لتطوير الأسلحة النووية في حال قررت استئناف العمل.

روبرت أوبنهايمر الإيراني

لاقت وفاة فخري زادة تغطية واسعة في وسائل الإعلام الإيرانية، في حين وصف بأنه رئيس منظمة البحوث والابتكار في وزارة الدفاع الإيرانية، وقالت بعض الروايات الأخرى إنه شارك في مواجهة الجيش الإيراني لجائحة وباء كورونا.

وقالت هولي داجريس من المجلس الأطلسي أن فخري زادة كان بالنسبة لإيران روبرت أوبنهايمر الإيراني في إشارة إلى العالم الذي طور أول سلاح نووي في العالم للولايات المتحدة.

ومع ذلك أشارت داجريس إلى أن إيران لم تصنع سلاحاً نووياً بتاتاً، وشككت في أن يؤدي موت فخري زادة إلى إلحاق ضرر دائم ببرنامجها النووي من منطلق أن إيران لا تعتمد على رجل واحد.