الجمعة - 10 مايو 2024
الجمعة - 10 مايو 2024

للتقرب إلى بايدن.. نظام أردوغان يفتح قنوات سرية مع إسرائيل

تسيطر المخاوف على إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ إعلان فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة الأمريكية وسط تقارير مؤكدة، بأن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض لن تكون متساهلة مع تركيا كما كانت الإدارة المنتهية ولايتها، في حين يعاني النظام التركي من عزلة متزايدة.

ونقل تقرير لـ«المونيتور» عن مصادر وصفها بالمطلعة أن رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركي أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، في إطار جهود أطلقتها تركيا لتطبيع العلاقات.

وأكدت 3 مصادر، في حديثها لـ«المونيتور»، دون ذكر أسمائها، عقد اجتماعات في الأسابيع الأخيرة لم يحددوا مكانها وكان رئيس الجهاز التركي هاكان فيدان ممثلاً لبلاده في واحد منها على الأقل.

وقال أحد المصادر، دون تفصيل، إن التواصل بين تركيا وإسرائيل مستمر.

ولم يكن هناك سفير في أي من البلدين منذ مايو 2018، عندما طالبت تركيا السفير الإسرائيلي بمغادرة أنقرة احتجاجاً على هجمات إسرائيل على غزة، وقرار واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

وبحسب «المونيتور» يُعتقد أن فيدان عقد عدة اجتماعات من هذا القبيل في الماضي، لمناقشة المخاوف الأمنية المشتركة في سوريا وليبيا من بين أمور أخرى، لكن المصادر قالت إن الجولة الأخيرة كانت تهدف تحديداً إلى رفع مستوى العلاقات مرة أخرى وعودتها إلى مستوى سفير.

وهناك قلق متزايد في أنقرة من أن إدارة جو بايدن ستكون أقل تساهلاً مع عدوانية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي شهدت قيام تركيا بثلاثة توغلات منفصلة ضد الأكراد السوريين منذ عام 2016، وإرسال قوات ومرتزقة سوريين إلى ليبيا وأذربيجان، والتحرك ضد اليونان بسبب أطماعه في مياه بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط. ويتمثل القلق الأكبر في أنه، على عكس الرئيس دونالد ترامب، لن يحمي بايدن تركيا من العقوبات بسبب شرائها صواريخ إس -400 الروسية، ودور بنك خلق التركي في تسهيل تجارة النفط الإيراني مقابل الذهب في تجارة غير مشروعة تقدر بمليارات الدولارات.

قال مسؤول غربي «حساباتهم خلصت إلى أن التعامل مع إسرائيل سوف يكسبهم حظوة مع فريق بايدن»، مشيراً إلى أنها لعبة متكررة ومفهومة للجميع.

وتتفق حالياً ليندنشتراوس، الباحثة كبيرة في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، على أن هناك فرصة لطي صفحة الخلاف. وتعتقد أن من مصلحة كلتا الدولتين عدم المبالغة في معنى خطوة إعادة السفراء، نظراً لأن العلاقات لم يتم تخفيضها في 2018، فهي طبقاً للبروتوكول الدبلوماسي خطوة بسيطة.

وأضافت ليندنشتراوس «يمكن للدولتين أن تقدم ذلك كخطوة حسن نية لإدارة بايدن القادمة والتي من المرجح أن تكون أكثر اهتماماً بتخفيف التوترات بين إسرائيل وتركيا من إدارة ترامب، التي لم تهتم بهذه الأجندة على الإطلاق».

لكن أحد المصادر شكك في احتمالات إعادة ضبط العلاقات طالما استمرت تركيا في كونها المقر العالمي لحركة حماس، بحسب التقرير.

وتزعم إسرائيل أن المئات من نشطاء حماس، ومن بينهم إرهابيون مدرجون في قائمة الولايات المتحدة للإرهاب والذين خططوا لهجمات ضد الدولة العبرية، منحتهم أنقرة الملاذ وفي بعض الحالات الجنسية التركية.

وفي أغسطس الماضي، انتقدت وزارة الخارجية أنقرة لاستضافتها 2 من قادة حماس، من بينهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة.

وقالت في بيان «تواصل الرئيس أردوغان المستمر مع هذه المنظمة الإرهابية يؤدي فقط إلى عزل تركيا عن المجتمع الدولي، ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني، ويقوض الجهود العالمية لمنع الهجمات الإرهابية التي تنطلق من غزة».