الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

«غموض وارتباك».. ما هي خيارات أمريكا للرد على الهجوم الإلكتروني الكبير؟

«غموض وارتباك».. ما هي خيارات أمريكا للرد على الهجوم الإلكتروني الكبير؟

بوتين وبايدن - أ ب.

بعد مرور أسبوع على إعلان الحكومة الأمريكية عن هجوم إلكتروني شامل استهدف العديد من الوكالات الفيدرالية، لا يزال النطاق الكامل وعواقب الاختراق، الذي يشتبه في مسؤولية روسيا عنه، غير واضح تماماً.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، استهدف الهجوم الوكالات الفيدرالية الرئيسية كوزارة الأمن الداخلي والوكالة المشرفة على ترسانة الأسلحة النووية الأمريكية، كما تم استهداف شركات التكنولوجيا والأمن القوية بما في ذلك مايكروسوفت، ولا يزال المحققون يحاولون تحديد المعلومات التي قد يكون حصل عليها المتسللون وما الذي يمكنهم فعله بها.

وحتى اللحظة لم يصدر أي رد عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجوم، في حين قال المسؤولون الفيدراليون إنه يشكل خطراً جسيماً على كل مستوى من مستويات الحكومة.

ووعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن برد أكثر صرامة على الهجمات الإلكترونية لكنه لم يقدم أي تفاصيل.‪

متى بدأ الاختراق؟

بدأ الاختراق في وقت مبكر من شهر مارس، عندما تسللت برمجية ضارة إلى تحديثات برنامج شهير يسمى ‪Orion، وهو من إنتاج شركة ‪SolarWinds التي توفر خدمات مراقبة الشبكة والخدمات الفنية الأخرى لمئات الآلاف من المنظمات حول العالم، من بينها ٥٠٠ من أكبر الشركات والمؤسسات الحكومية في أمريكا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط



وأتاح الجدول الزمني لعملية التسلل الذي امتد لأشهر فرصة حصول المتسللين على معلومات من عدة أهداف بما في ذلك مراقبة البريد الإلكتروني والاتصالات الداخلية الأخرى.



الجهات المتأثرة بالهجوم

أشارت الغارديان إلى أن المعلومات الحالية المتاحة تؤكد أن ما لا يقل عن 6 وزارات حكومية أمريكية بما في ذلك الطاقة والتجارة والخزانة قد تم اختراقها وجهات حكومية أخرى. وذكرت صحيفة بوليتيكو يوم الخميس أنه تم اختراق شبكات إدارة الأمن النووي الوطنية.

وقالت شركة مايكروسوفت في بيان يوم الخميس إن العشرات من شركات الأمن والتكنولوجيا الأخرى وكذلك المنظمات غير الحكومية قد تأثرت.

من يقف وراء الهجوم؟

قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، السبت، إن روسيا تقف وراء الهجمات الإلكترونية الكبيرة التي طالت وكالات حكومية أمريكية عدة وأهدافاً في كل أنحاء العالم أيضاً‪.



وقال مسؤولون أمريكيون لعدة وسائل أمريكية إنهم يعتقدون أن روسيا هي الجاني، وتحديداً جهاز المخابرات الروسية الخارجية SVR.



وقال أندريه سولداتوف وهو خبير في وكالات التجسس الروسية للغارديان إنه يعتقد أن الاختراق كان على الأرجح جهداً مشتركاً بين جهاز المخابرات الروسي ‪SVR ووكالة التجسس المحلية ‪FSB التي كان يترأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ومن ناحيتها نفت روسيا تورطها في التسلل، وقال متحدث باسم الكرملين إنه لا يجب توجيه الاتهامات بدون أي دليل أو أساس.



وبحسب الغارديان فإن تقنية التسلل المستخدمة في الاختراق والمعروفة باسم «سلسلة التوريد» هي ذاتها التي استخدمها متسللون عسكريون روس في عام 2016 ضد الشركات التي تتعامل مع أوكرانيا.



ما هي المعلومات التي تمت سرقتها وكيف يتم استخدامها؟

لا توجد صورة واضحة حتى الآن عن المعلومات المسروقة، حيث قال ستيفن لينشن رئيس لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب: «كان هذا الاختراق كبيراً من حيث النطاق لدرجة أنه حتى خبراء الأمن السيبراني لدينا ليس لديهم صورة واضحة حتى الآن حول نطاق التسلل».

وقال توماس ريد، وهو خبير في النزاعات الإلكترونية في جامعة جونز هوبكنز لوكالة أسوشييتد برس إنه من المحتمل أن يكون المتسللون قد جمعوا كمية هائلة من البيانات وعلى الأرجح حتى الآن لا يعرفون ماهي المعلومات المفيدة التي سرقوها.



كلفة إصلاح الشبكات المخترقة

وكالة الأمن السيراني وأمن البنية التحتية قالت، إن إزالة هذه التهديدات من البيئات المعرضة للخطر سيكون تحدياً معقداً للغاية.

وصرح توماس بوسيرت أحد مستشاري الأمن الداخلي السابقين لترامب بأن الإصلاح الحقيقي قد يستغرق سنوات وقد يكون مكلفاً وصعباً.

كيف رد ترامب؟

حتى الآن لم يرد ترامب بشكل رسمي أو عبر حسابه على موقع تويتر بشأن الهجوم.

وانتقد السيناتور الجمهور والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني صمت ترامب، ووصفه بأنه غير مقبول.

وقال رومني: «إن عدم قيام البيت الأبيض بالتحدث بعدوانية والاحتجاج واتخاذ إجراءات عقابية أمر غير عادي حقاً».

كيف رد بايدن؟

على الرغم من تأكيد بايدن بالرد على هذا الهجوم، إلا أنه حتى الآن لا توجد خطة واضحة.

وقال بايدن: «نحن بحاجة إلى تعطيل وردع خصومنا عن شن الهجمات الإلكترونية الكبيرة في المقام الأول».

وأضاف: «سنفعل ذلك من بين أمور أخرى وسنفرض تكاليف باهظة على المسؤولين عن مثل هذه الهجمات الخبيثة بما في ذلك التنسيق مع حلفائنا وشركائنا».

خيارات الرد السياسي

يرى بعض الخبراء أن الحكومة الأمريكية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمعاقبة روسيا على تدخلها الواضح.

ويمكن للحكومة الفيدرالية فرض عقوبات رسمية على روسيا، كما حدث في السابق عندما طردت إدارة باراك أوباما دبلوماسيين روس كرد فعل على تدخل قراصنة الكرملين العسكريين لصالح دونالد ترامب في انتخابات 2016.

كما يمكن للولايات المتحدة أن تقاوم بشكل سري عن طريق نشر تفاصيل عامة عن تعاملات بوتين المالية الخاصة.