الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

التعاون الخليجي.. من انطلاقة أبوظبي إلى قمة العلا

التعاون الخليجي.. من انطلاقة أبوظبي إلى قمة العلا

أرست القمم الخليجية قواعد التكامل والترابط بين الدول الأعضاء مجلس التعاون. (أرشيفية)

في يوم 25 مايو 1981، أعطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إشارة الانطلاق في أبوظبي لمشروع آمن به قادة دول الخليج أشد الإيمان سبيلاً لتحقيق وحدة شعوب الخليج العربي ومساراً لضمان مستقبل مزدهر لها.

مثّل هذا اليوم تاريخ انطلاق أول قمة لـ«مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، أرست قواعد التكامل والترابط بين الدول الأعضاء، حضرها إلى جانب الشيخ زايد كل من الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود عاهل السعودية، الشيخ عيسى بن سلمان ملك البحرين، السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

منذ ذلك التاريخ استضافت أبوظبي 6 قمم خليجية من ضمن 40 قمة عقدها المجلس الذي يعقد اليوم قمته الـ41 في العلا بالسعودية، فيما عُقدت 7 قمم في البحرين و7 في الكويت، و9 في السعودية و6 في قطر و5 في عمان.



وانطلق المجلس كمنظمة تجمع بين أعضائها عوامل مشتركة؛ أهمها التواصل الجغرافي والتشابه في العادات والتقاليد ونظم الحكم واللغة والدين، وغيرها.

ومن التعاون في مجالات الاقتصاد والأمن والقضاء والثقافة والصحة إلى قضايا البيئة والزكاة وصولاً إلى العمل العسكري والمواقف السياسية الخارجية، تنوعت ميادين الشراكة تحت قبة التعاون الخليجي على امتداد العقود الماضية.

وشملت إنجازات المجلس الإعلان عن تأسيس هيئات مثل الاتحاد الجمركي الخليجي، والشرطة الخليجية، إضافة إلى هيئة تنموية واقتصادية جامعة لدول المجلس ومشروع الربط الكهربائي ومشروع ربط شبكات الصراف الآلي للعملات، فضلاً عن التعاون المكثف لتطوير القطاعات الصحية والتعليمية وإدارة الثروات والحفاظ على البيئة.





تحولات كبرى

وعلى الصعيد السياسي استطاع المجلس أن يعمل كإطار موحد لتحقيق الانسجام السياسي بين دوله والحفاظ على مبادئ حسن الجوار وتعزيز نظم الدفاع المشترك، انطلاقاً من تأكيده منذ قمة أبوظبي 1981 أن أي عدوان على دولة عضوة، يعتبر عدواناً على دول المجلس جميعاً.

وبرز الموقف الخليجي الموحد في مناسبات ظلت راسخة في الذاكرة الخليجية، مثل القمة الأولى التي عقدت في الكويت في 1991 بعد تحريرها، والقرار الخليجي السريع بقطع العلاقات وتجميدها مع إيران في يناير 2016، رداً على سلوكيات طهران العدوانية في المنطقة، والانخراط في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في مارس 2015 لردع الميليشيات الحوثية، وكذلك الموقف المتجدد للمجلس حيال إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث: (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى).

وفي ميدان العمل العسكري والأمني، بزت مكتسبات خليجية على غرار اتفاقية الدفاع المشترك، والاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون، إضافة إلى تشكيل قوات درع الجزيرة، التي تمثل أحد الأسس المهمة لإنشاء منظومة دفاعية مشتركة تهدف إلى توفير الأمن لحماية دول المجلس والـدفاع عن سيادتها، إضافة إلى إنشاء القيادة العسكرية الموحدة ومركز العمليات البحري الموحد لدول المجلس، ومشروع الاتصالات المؤمنة لربط القوات المسلحة في دول المجلس بشبكة اتصالات عسكرية موثوقة، وصولاً إلى تأسيس الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية واعتماد استراتيجية موحدة لمكافحة التطرف المصحوب بالإرهاب.

شركاء

وينخرط المجلس بقوة في شراكات استراتيجية دولية تشمل اتفاقيات وحوارات مع دول ومنظمات إقليمية وأممية، وشملت قائمة هذه الشراكات منتديات للتعاون الاستراتيجي مع رابطة دول الآسيان، والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة، وباكستان وماليزيا والمكسيك ودول أخرى عديدة.