الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

«اغتيالات وإرهاب».. كيف أسس مستشار أردوغان «صادات» لدعم أحلام الهيمنة

«اغتيالات وإرهاب».. كيف أسس مستشار أردوغان «صادات» لدعم أحلام الهيمنة

أردوغان مع عدنان تانريفيردي الأول من اليمين . (أرشيفية)

فضائح جديدة وأدلة على دعم الإرهاب تلاحق نظام الرئيس التركي رجب طيب يوماً بعد يوم، آخرها ما نشرته صحيفة «جمهورييت» التركية التي كشفت عن تورط أحد أهم مستشاري أردوغان السابقين في دعم وتمويل وتدريب فرق الاغتيالات ودعم الجماعات الإرهابية.

الصحيفة قالت في تقرير لها اليوم الاثنين، إن شركة «صادات» التي يملكها عدنان تانريفيردي، المستشار السابق للرئيس أردوغان، قدمت خدمات لجماعات مسلحة وميليشيات غير حكومية، وتتولى تدريبهم وتجنيدهم للقيام بمهام سرية تحت إشراف الاستخبارات التركية.

استلهمت نموذج «غلاديو»

وقالت «جمهورييت» إن صادات تقدم تدريبات تحت اسم «غلاديو» نسبة إلى شبكة غلاديو، التي عرفت بأنها أكبر شبكة إرهابية في أوروبا في النصف الثاني من القرن العشرين، وأنشأتها آنذاك أمريكا وإنجلترا إبان الحرب العالمية الثانية كمنظمة سرية للتعاون الاستخباراتي داخل حلف شمال الأطلنطي (الناتو). وشكلت هذه المنظمة فرقاً خاصة تنفذ اغتيالات وعمليات تجسس وأي مهام إرهابية أخرى في الدول التي تعتبرها واشنطن معادية.

وفي تصريح له العام الماضي كشف الجنرال العسكري المتقاعد تانريفيردي عن علاقته بالحزب الحاكم، قائلاً إنه أسس شركة «صادات» بناء على طلب مسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية.

وحصلت الشركة، التي أسسها 23 ضابطاً وضباط صف متقاعدون من القوات المسلحة التركية عام 2012 على شهادة تفويض أمني خاصة من محافظة إسطنبول، عندما كان حزب العدالة والتنمية يتولى رئاسة بلدية إسطنبول، بهدف معلن على موقعها الإلكتروني وهو تقديم الاستشارات والتدريبات العسكرية.

تستهدف العالم العربي والإسلامي

وقال تانريفيردي إن مؤسسته تهدف إلى جعل العالم الإسلامي قوة عسكرية مكتفية ذاتياً من خلال تقديم خدمات في تنظيم القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي والاستشارات الاستراتيجية والدفاع الخاص والتدريب والمعدات الأمنية.

وفي يناير العام الماضي تقدم تانريفيردي باستقالته من منصبه كمستشار لأردوغان بعد أسابيع من إعلانه في خطاب عام بأن شركته تمهد الطريق لمجيء «المهدي المنتظر» بالبلد الذي يقود العالم الإسلامي، مدعياً أنها تركيا، بحسب موقع تركيا الآن نقلاً عن «جمهورييت» الناطقة باللغة التركية.

وبحسب المعلومات المنشورة على الموقع الرسمي لـ«صادات»، تشمل الدورات التدريبية التي تقدمها: خدمات التدريب العسكري، والتدريب على العمليات البرية، والاغتيالات، والتدريب على إنشاء الكمائن والعمليات الاستخباراتية وإطلاق الغارات، والهجمات التخريبية، وتدريبات القناصة، مع توفير كافة المعدات اللازمة لكل متدرب.

ويتضمن المحتوى التعليمي لدورة «الحرب غير الرسمية» في برنامج صادات عمليات استخباراتية، وعمليات المقاومة المسلحة، وشن حروب العصابات، وعمليات الخطف، وعمليات القوات الخاصة، وعمليات إشعال الحرب النفسية.

ومن خلال استعراض «الرؤية» لموقع الشركة على الإنترنت وحساباتها على السوشيال ميديا يظهر تركيزها على العالم الإسلامي والدول العربية، حيث تنشر ترجمة لتغريداتها على حسابها في تويتر باللغة العربية، كما أن شعار الشركة يحمل خريطة تظلل العالم العربي والإسلامي باللون الأخضر كمناطق مستهدفة لأنشطتها. كما يحمل الشعار ترجمة باللغة العربية لجملة «صادات» للاستشارية الدولية للدفاع.

ورغم أنها تعلن أنها مؤسسة للاستشارات، إلا أنها تعرض خدماتها التي تشمل التدريب وتنفذ التحديد والمشتريات والتوزيع والصيانة وخدمات الدعم الفني من أي نوع من المركبات والأسلحة والمعدات وقطع الغيار والذخيرة والمتفجرات والخدمات اللوجستية لاحتياجات البلدان.

وقالت جمهوريت إنه أثناء عمله كمستشار رئيسي لأردوغان، اقترح تانريفيردي إقامة دولة إسلامية تكون إسطنبول عاصمتها واللغة العربية هي لغتها الرسمية.

تشكيل عصابات مسلحة

كما أن ميرال أكشنار، رئيسة حزب الخير التركي، اتهمت في وقت سابق شركة «صادات»، التي كثيراً ما يشار إليها في كتابات عربية باسم سادات، بإقامة معسكرات تدريب مسلحة في توكات وقونيا، لتشكيل فرق عصابات مسلحة غير رسمية.

وفي تقرير سابق قال موقع «أحوال تركية» إن الشركة الأمنية ذات علاقة وثيقة بأردوغان ولها تأثير على السياسات التركية، ودلل التقرير على تلك العلاقة بأن مؤسسي الشركة يدعون أن لهم الفضل في فشل محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016 بسبب مساهمتهم في التعبئة الجماهيرية ضد الانقلاب.

وأشار التقرير إلى بيان صادر عن تانريفيردي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، أشار فيه إلى أن الانتقال إلى النظام الرئاسي كان توصيتهم إلى جانب إعادة هيكلة القوات المسلحة التركية التي دخلت حيز التنفيذ قبيل محاولة الانقلاب.

واتهم برلمانيون من حزب الشعب الجمهوري المعارض «صادات» بتدريب الميليشيات والمتمردين السوريين، وتوفير التدريب والمعدات لهم في الحرب ضد الحكومة السورية.

تدريب الجماعات الإرهابية

كان تنظيم داعش الإرهابي والنصرة من بين الجماعات التي قدمت لها «صادات» تدريبات عسكرية، وفقاً لمسؤول البنتاغون السابق مايكل روبين. وشبه روبين الدور الذي تلعبه هذه المؤسسة لصالح أردوغان بالدور الذي يقوم به الحرس الثوري للنظام الإيراني.

وقال تقرير «أحوال تركية» إن «الحكومة ووزير الدفاع رفضا الرد على أي من هذه الأسئلة من المعارضة البرلمانية ولم يتم إجراء أي تحقيقات قانونية بشأن ما تقوم (صادات)».

وقال التقرير إنه بالإضافة إلى دورها في الحرب الأهلية السورية، تلعب صادات دوراً مهماً في ليبيا، حيث كانت مسؤولة عن تدريب المرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا لدعم حكومة السراج والإشراف على بعض العمليات هناك.