الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تهدد الاستقرار الدولي.. جائحة كورونا تزيد المنافسة بين الصين وأمريكا

تهدد الاستقرار الدولي.. جائحة كورونا تزيد المنافسة بين الصين وأمريكا

بايدن وشي بينغ

أكد تقرير دولي أن جائحة كورونا، ستؤدي لزيادة التنافس ما بين واشنطن وبكين، ما سيؤدي لزعزعة الاستقرار في العلاقات الدبلوماسية الدولية مستقبلاً.

ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، تقريراً اليوم الثلاثاء، أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، حول المخاطر العالمية، تضمن تحذيراً من مئات الخبراء الأكاديميين والتنفيذيين المرتبطين بالمنتدى، وكذلك الخبراء في مجال إدارة المخاطر، من خطورة التنافس المقبل الذي سببه فيروس كورونا.

وأوضح التقرير أن جائحة كورونا تهدد بزيادة الفجوة في فوارق الدخل، والفوارق الأخرى، في داخل المجتمعات، وبين المجتمعات بعضها البعض، ما يزيد من مخاطر الانقسامات داخل بعض الدول، وفي مجال العلاقات الدولية.

وأوضح التقرير أن جائحة كورونا رسخت قوة الدولة، وزادت من حدة التنافس ما بين الولايات المتحدة والصين، ودفعت القوى الأخرى للاصطفاف إما حول واشنطن أو بكين.

وأضاف «أدت حالة الضعف التي أصابت بعض التحالفات، إلى حالة من الاضطراب في العلاقات الدبلوماسية، فيما يتعلق بالنقاط التي تتعارض أو تتلاقى فيها مصالح القوى العظمى».

وجاء نشر التقرير قبل أيام من الموعد السنوي للمنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا، والذي تم تأجيله دورته للعام الحالي بسبب جائحة كورونا، إلى شهر مايو المقبل، حيث من المقرر أن يعقد في سنغافورة، وعقد المنتدى اجتماعاً خلال الأسبوع الماضي عبر الإنترنت، تضمن كلمات من الزعيم الصيني، شي جين بينغ، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.

مجموعة المخاطر

وأوضحت آراء نصف من شملهم استطلاع التنبؤ بالمخاطر، رؤيتهم لمجموعة من المخاطر؛ مثل كسر للعلاقات بين الدول، والصراع فيما بينها، والمنافسة الجيوبوليتيكية حول المصادر، باعتبارها مخاطر حيوية على المدى الزمني ما بين 3- 5 سنوات.

وأشار التقرير إلى أنه على المدى القصير، فإن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، قد تحاول استكشاف مساحات التعاون مع الصين؛ مثل التغير المناخي، ومواجهة جائحة كورونا، ولكن المنافسة ستتزايد بين الجانبين على المدى البعيد.

وتضمن التقرير مناقشات حول مدى تأثير جائحة كورونا في زيادة التحول الجاري حالياً في النظام العالمي، ليصبح قائماً على علاقات القوة.

كما لفت التقرير إلى ضعف الاستجابات متعددة الأطراف للتعامل مع جائحة كورونا، كما أن نصائح منظمة الصحة العالمية تعارضت في بعض الأحيان مع نصائح الحكومات، ولم تنجح مجموعة السبع، ولا مجموعة العشرين، في الوصول لاستجابة جماعية للتعامل مع الجائحة، بسبب الخلافات المحلية والثنائية.

وخلص التقرير إلى أنه قد يكون الوصول إلى لقاحات عديدة لمواجهة فيروس كورونا بداية الطريق للتعافي من أزمة الجائحة، لكن الخلافات التي تفاقمت بسبب الأزمة؛ بداية من مستوى رفاهية الأفراد، وحتى المرونة المجتمعية، والاستقرار العالمي، تهدد بجعل ذلك التعافي غير متساوٍ بالنسبة للجميع.

التغير المناخي

وتطرق التقرير إلى التغير المناخي والفشل في الوصول إلى توافق حوله، وهو ما حدث أيضاً العام الماضي، معتبراً أن تلك المشكلة أبرز المخاطر وأكثرها تأثيراً سلبياً، إلا أن تقرير العام الحالي أضاف أزمة الأمراض المعدية على نطاق واسع، باعتبار أنها خطر «مدمر ومحتمل»، ولكن مشكلة التغير المناخي تظل تحدياً أكثر صعوبة مقارنة بجائحة كورونا.

ونقل التقرير عن مدير إدارة المخاطر بمجموعة زيورخ للتأمين بيتر غيغر قوله «التغير المناخي يختلف اختلافاً جوهرياً عن كورونا، فلن يكون هناك «لقاح» للتعامل مع خطر التغير المناخي».

ولفت التقرير إلى أن جائحة كورونا كشفت عن قصور في سلاسل التوريد العالمية، بعدما فرضت السلطات القضائية في 90 دولة ضوابط على تصدير معدات الحماية الشخصية وغيرها من المنتجات المرتبطة بالتعامل مع الفيروس، في شهر أكتوبر الماضي، ولهذا فمن المرجح أن تعمل الحكومات والشركات على إدخال مرونة أكبر على سلاسل التوريد.

ولفت التقرير الضوء إلى مشاكل الشركات الصغيرة بسبب الجائحة، حيث نقل التقرير عن المديرة الإدارية للمنتدى الاقتصادي العالمي، سعدية زهيدي قولها «الشركات الصغيرة تعد محركاً في مجال الابتكار، وإذا فشلت تلك الشركات، فلن نجد إلا القليل من الأفكار، والقليل من الابتكارات، والقليل من الاختراعات، والقليل من المنافسة».