السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حركة احتجاج نافالني وقلق بوتين.. القصة كاملة

يرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذكر اسم المعارض الروسي أليكسي نافالني في محاولة منه لازدرائه، ولكن في الوقت نفسه ليس هناك شك في أن زعيم المعارضة الروسية نافالني يشكل عبئاً على الكرملين، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

وعرضت الصحيفة في تقرير مفصل، أمس الجمعة، كل ما ينبغي معرفته عن قصة نافالني وأزمته مع الحكومة الروسية.

أين نافالني الآن؟

يُحتجز نافالني البالغ من العمر 44 عاماً في أحد سجون روسيا، وذلك بعد عودته من ألمانيا، حيث خضع للعلاج هناك بعد تعرضه للتسمم بغاز الأعصاب شبه المميت في أغسطس الماضي أثناء قيامه برحلة في سيبيريا.

ويدعي نافالني أن بوتين هو من أمر بتسميمه، في حين ينفي الكرملين هذه الادعاءات، وفي الوقت نفسه يرفض فتح تحقيق جنائي في الواقعة.

ويمتلك نافالني سجلاً يضم 3 قضايا جنائية معلقة، وجميعها لها دوافع سياسية، ويمكن لأيٍّ من هذه القضايا أن يدخله السجن لسنوات.

لماذا يقلق بوتين من نافالني؟

يخشى الكرملين من اندلاع احتجاجات ضخمة تخرج عن السيطرة في روسيا، شبيهة بالثورة البرتقالية التي اندلعت في أوكرانيا بين 2004 -2005، أو الثورة الوردية التي اندلعت في جورجيا في عام 2003.

ولهذا السبب فإن قوات الأمن الروسية تواجه أي احتجاجات كبرى بشكل سريع عن طريق الاعتقالات الجماعية وحجب الإنترنت، وفرض عقوبات طويلة بالسجن، وشن مضايقات مستمرة ضد المعارضين السياسيين.

ماذا ينتظر أنصار نافالني؟

دعا نافالني إلى الاحتجاجات في الشوارع، ولكن لا توجد فرصة واقعية لإبعاد بوتين عن السلطة على الأقل ليس على المدى القصير.

وبحسب واشنطن بوست، فإنه حتى الهدف الأكثر تواضعاً المتمثل في إجبار السلطات على إطلاق سراح نافالني يبدو بعيد المنال إذ تم إعلانه عدواً للدولة.

وفي الوقت نفسه وسّعت قوات الأمن التابعة للكرملين حملات القمع ضد شخصيات معارضة أخرى وصحفيين ونشطاء.

هل لدى نافالني أدوات سياسية أخرى؟

يكمن الكثير من قوة نافالني في قدرته على تسخير وسائل التواصل الاجتماعي لمواصلة الضغط على بوتين وحلفائه، وفضح الفساد المزعوم.

ويوم الثلاثاء، أصدرت مجموعة نافالني، مقطع فيديو على اليوتيوب، يتهم بوتين بالفساد الهائل، وزعمت المجموعة في الفيديو، أن بوتين بنى بشكل سري مجمعاً فخماً على ساحل البحر الأسود في روسيا، وأنجب طفلة من علاقة غرامية.

في حين رفض المتحدث باسم الكرملين مزاعم الفيديو، ووصفها بأنها خدعة ومحض هراء.

إلا أن عدد مشاهدات الفيديو تجاوز الـ25 مليون في أقل من 24 ساعة.

وفي عام 2017، نشرت قناة نافالني على اليوتيوب، مقطعاً يُظهر القصر الريفي لرئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، ونظم نافالني حينها مسيرات مناهضة للفساد في 95 مدينة، واعتُقل حينها أكثر من 1000 شخص، واستمرت الاحتجاجات الجماهيرية ضد الفساد طوال العام.

منذ متى يحارب نافالني بوتين؟

بدأ نافالني حملاته ضد الفساد منذ أكثر من عقد، ثم اندلعت الاحتجاجات في ديسمبر 2011، بعد أن أعلن بوتين أنه سيرشح نفسه لفترة رئاسية ثالثة وسط مزاعم من المعارضة بحدوث تزوير في الانتخابات البرلمانية التي فاز بها حزب بوتين «روسيا الموحدة».

وخلال حملته الانتخابية للرئاسة، زعم بوتين أن القوات الأجنبية تحاول إشعال «ثورة ملونة».

وفي مايو 2012، أدت مسيرة الملايين إلى اتهام 37 شخصاً بأعمال الشغب والاعتداء على الشرطة، إلا أن الشهود أنكروا هذه المزاعم.

وكان من بين العديد من قادة الاحتجاج نافالني، وبوريس نيمستوف الذي قُتل على أيدي مسلحين في عام 2015 بالقرب من الميدان الأحمر في موسكو.

وبعد ذلك قضت محكمة بسجن نافالني 5 سنوات في يوليو 2013 بتهمة الاختلاس، وقال نافالني إن الاتهامات كانت انتقاماً سياسياً.



وتدفق المتظاهرون على الفور إلى الشوارع بالقرب من الكرملين احتجاجاً على صدور الحكم.

وفي عام 2018، حاول نافالني الترشح ضد بوتين، ولكن السلطات الانتخابية منعته من ذلك، واندلعت الاحتجاجات بعد القرار في 118 مدينة.

وشن نافالني احتجاجات حاشدة في 90 مدينة بعد فوز بوتين تحت شعار: «ليس هو قيصرنا»، وتم حينها اعتقال ما لا يقل عن 1612 شخصاً.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، اندلعت المزيد من الاحتجاجات على تحرك بوتين لرفع سن استحقاق المعاش التقاعدي.

وفي يوليو 2019، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في موسكو بعد منع عشرات المرشحين المستقلين من الانتخابات، وسعى نافالني إلى تنظيم مسيرة ثانية، ولكن تم اعتقاله من قبل السلطات وسُجن لمدة 20 يوماً، واستمرت الاحتجاجات في أغسطس وعلى إثرها تم الحكم على 9 متظاهرين بتهمة الشعب أو الاعتداء على الشرطة بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات ونصف.