الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كمامات وإيجازات صحفية وتدابير مشددة.. البيت الأبيض يرتدي حلة جديدة

كمامات وإيجازات صحفية وتدابير مشددة.. البيت الأبيض يرتدي حلة جديدة

(رويترز)

لم تكن الأيام الثلاثة الأولى سهلة على الفريق الجديد للرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، لكن حتى وإن لم يتسنَّ الوقت للفريق لتنظيم كافة أموره الداخلية، فقد تمكن من تغيير المشهد بشكل جذري بين جدران البيت الأبيض.

أول فرق واضح هو أن الجميع يضعون الكمامة للوقاية من مرض «كوفيد-19». وتؤكد صورة لبايدن موضوعة على مكتبه في اليوم الأول واضعاً كمامة، ملامح الحقبة الجديدة.

فبالكاد وضع ترامب الكمامة علناً، خشية أن توحي بالضعف. وبالتأكيد لم يستخدمها أبداً علناً في المكتب البيضاوي، فماذا يمكن أن يفكر «الرؤساء ورؤساء الحكومات والدكتاتوريين والملوك والملكات» حيال هذا الأمر. كما تم تشديد فحوص كوفيد، في تحول دراماتيكي آخر، في مبنى أصبح بؤرة للإصابات خلال عهد ترامب.

وعدد الصحفيين الذين يسمح لهم بالدخول، مثلاً، تم تخفيضه إلى 80 فقط يومياً، وعليهم إضافة إلى وضع الكمامات، الخضوع لفحص سريع للكشف عن أي إصابة بالفيروس.

ويعكس تشديد التدابير أهم أولويات بايدن، وهي القضاء على وباء أودى بأكثر من 400 ألف أمريكي وضرب قطاعات كاملة من الاقتصاد. ولمساعدته في تحقيق ذلك، أعاد بايدن خبير الأمراض المعدية الشهير الطبيب أنطوني فاوتشي الذي مُنع خلال فترة ترامب من التحدث بصراحة.

وولت الأيام التي كان يأتي فيها الرئيس إلى منصة المؤتمرات ليقترح على الناس أن يحقنوا أنفسهم بالكلور لمنع الفيروس، كما فعل ترامب خلال مؤتمر صحافي خارج عن المألوف في أبريل الماضي. كما ولت الأيام عندما كان الرئيس يقاطع الخبراء باستمرار أو يمنعهم من قول ما يريدون.

مستذكراً تلك اللحظات، قال فاوتشي إنها «لم تكن تبعث على الارتياح لأنها لم تكن قائمة على حقائق علمية». والعودة إلى قاعة الإيجازات الصحفية، «والسماح للعلم بأن يتكلم، له نوع من الشعور بالتحرر» بحسب الخبير المخضرم.

وإلى جانب الوعد بالتحدث بصراحة، تقول إدارة بايدن للأمريكيين أن يتوقعوا أجواء أكثر هدوءاً وسكوناً. وسيوضع حد للتغريدات العاصفة وإهانة الصحفيين على التلفزيون الوطني، بل ستتوقف الإهانات برمتها.

وقال بايدن لموظفيه في اليوم الأول: «إذا كنتم تعملون معي وسمعت بأنكم تعاملون زميلاً آخر بعدم احترام، أعدكم بأني سأطردكم على الفور». وتؤكد بساكي هذه الرسالة بعودة للإيجازات الصحفية اليومية.

فعلى مدى سنوات كانت هذه المؤتمرات جزءاً من منظومة البيت الأبيض الإعلامية، نوع من التقاليد المقدسة تقريباً.

لكن خلال عهد ترامب، توقفت نهائياً تقريباً، وحلت مكانها تغريدات لا متناهية للرئيس، وساعات من المقابلات على محطات صديقة مثل «فوكس نيوز» والإذاعة اليمينية.

وعند حصول إيجازات، وخصوصاً تلك التي تعقدها كايلي ماكيناني، كانت مونولجاً مليئاً بالسخرية من وسائل الإعلام، أكثر منها مؤتمرات صحفية.

وفي الأيام الثلاثة الأولى، على الأقل، أدارت المتحدثة جين بساكي وفريقها الإعلامي عقارب الساعة إلى الوراء. وتغيّر النبرة خلال عهد بايدن يشير إلى أهداف أكثر عمقاً، بحسب الأستاذ في كلية ريتشموند للقانون كارل توباياس.

ويقول إن الأمر: «يتجاوز الأسلوب، لكن الأسلوب أيضاً مهم» ويضيف: «أعتقد أنهم كانوا واضحين بأنهم يريدون تغيير طريقة عمل الحكومة الفيدرالية بشكل كبير». ويوضح أنه «خروج جذري عن ترامب الذي كان يستمتع بخرق كل الأعراف والقواعد والقوانين والتقاليد، حتى اللحظة الأخيرة».