السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

انقسام في الحزب الجمهوري حول الدور المستقبلي لترامب بعد تبرئته

انقسام في الحزب الجمهوري حول الدور المستقبلي لترامب بعد تبرئته

دونالد ترامب - EPA.

هل يُعتبر ترامب ورقة انتخابية رابحة لا يمكن للجمهوريين التخلي عنها، أم أنه بات عبئاً يجب التخلص منه بعد تحريضه أنصاره على استهداف الكابيتول؟ هناك خلاف حاد بهذا الصدد في صفوف الجمهوريين المنقسمين بعد محاكمة الرئيس السابق في إطار آلية العزل الثانية بحقه.

ورغم قرار تبرئة ترامب، يعتبر الديمقراطيون أنهم حققوا انتصاراً أخلاقياً وسياسياً يتيح للرئيس الجديد جو بايدن التفرغ للملفات الكبرى، وأبرزها خطة الإنقاذ الاقتصادي.

أما الحزب الجمهوري، فهو منقسم بشدة حيال طريقة التعامل مع الرئيس السابق، مع توجه الأنظار إلى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس عام 2022 التي يأمل الجمهوريون أن يستعيدوا خلالها الغالبية في مجلسَي الشيوخ والنواب.


وقال السيناتور ليندسي غراهام، أحد أشد الموالين للرئيس السابق، لتلفزيون فوكس نيوز الاثنين: «هدفي هو الفوز عام 2022 لوضع حد للبرنامج الأكثر تطرفاً» الذي يرى أنه سينتج عن رئاسة بايدن، مشدداً على أنه «لا يمكننا فعل ذلك بدون دونالد ترامب».


وأكد «استعداده لبدء حملة» و«إعادة بناء الحزب الجمهوري»، قائلاً: «أنا مستعد للعمل معه». وكشف أنه تحدث إلى ترامب مساء السبت وأنه ينوي زيارته في فلوريدا الأسبوع المقبل.

واعتبر السيناتور أن «دونالد ترامب هو العضو الأكثر نشاطاً في الحزب الجمهوري»، وأن «تياره في أفضل أحواله».

يُقيم ترامب حالياً في دارته الفخمة في فلوريدا. وظل قطب العقارات بعيداً عن الأضواء خلال محاكمته التاريخية في مجلس الشيوخ على خلفية اتهامه بالتحريض على العنف في 6 يناير.

لكنه تابع النقاشات، وسرعان ما تفاعل معها عبر بيان نشره مع تبرئته، مساء السبت.

وقال الرئيس الـ45 للولايات المتحدة إن «حركتنا الرائعة والتاريخية والوطنية (أعيدوا لأمريكا عظَمتها) لا تزال في بدايتها»، وهو لم يستبعد الترشح للرئاسة عام 2024.

وصوتت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ (57 من بين 100) لصالح إدانة ترامب، وبينهم 7 جمهوريين. لكن إصدار حكم إدانة ومن ثم حكم بعدم الأهلية، كان يتطلب غالبية الثلثين (67 صوتاً).

انقسامات عميقة

ومن بين الذين صوتوا لتبرئة ترامب، زعيم الجمهوريين السيناتور ميتش ماكونيل الذي اعتبر أن مجلس الشيوخ غير مؤهل لمحاكمة الرئيس السابق. لكنه وجّه انتقادات لاذعة له.

وقال في خطاب مطول «لا يوجد أي شك في أن الرئيس ترامب مسؤول من الناحيتَين العملية والأخلاقية عن إثارة أحداث ذلك اليوم».

لكن غراهام اعتبر أن ذلك الخطاب «لا يُعبر عن مزاج الجمهوريين».

غير أن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ليس الداعم الوحيد الذي قطع ارتباطه بترامب.

فالمندوبة السابقة في الأمم المتحدة والمرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة عام 2024 نيكي هايلي اعتبرت أيضاً، في حوار مع مجلة بوليتيكو، أن الملياردير لا يمكنه بعد الآن الترشح لمنصب فيدرالي.

وفي تصريح لشبكة «إيه بي سي» الأحد، اعتبر السيناتور بيل كاسيدي، أحد الجمهوريين السبعة الذين صوتوا لإدانة ترامب، أن الرئيس السابق حُرم من الأضواء التي صارت موجهة نحو بايدن ومِن حسابه على تويتر الذي لطالما كان منصته الإعلامية الأولى، ما يعني أن «قوته ستتضاءل».

لكن كاسيدي تعرض لانتقادات عنيفة من حزبه في لويزيانا.

بدوره، توقع حاكم ميريلاند الجمهوري المعتدل لاري هوغان الأحد على شاشة «سي إن إن» أن «نشهد معركة حقيقية حول روحية الحزب الجمهوري في العامين المقبلين».

وأعتبر أن «كثيراً من الجمهوريين غاضبون لكنهم يفتقرون إلى الشجاعة لقول ذلك، لأنهم خائفون من خسارة مناصبهم في الانتخابات المقبلة».

وأكدت الصحفية في شبكة «سي بي إس» مارغريت برينان أن نحو 20 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ صوتوا لصالح تبرئة ترامب، رفضوا المشاركة في حلقة حوار تلفزيوني حول المحاكمة.

ولا يزال ترامب يحظى بشعبية واسعة في صفوف قاعدته الانتخابية، ويلوح تياره بترشيح شخصيات موالية له لمواجهة أعضاء جمهوريين في الكونغرس انتقدوه أو أدانوه.

في هذا الإطار، تحدث ماكونيل عن مرشحين حزبيين قد يكون بعضهم ممن يفضلهم الرئيس السابق والبعض الآخر قد لا يكون كذلك، معتبراً أن «المهم أن يكونوا قادرين على الفوز» في الانتخابات.

من جهتهم، يسعى الديمقراطيون إلى تعميق الانقسامات بين الجمهوريين. وقال بايدن إنه رغم تبرئة ترامب، إلا أنه لم يتم «الطعن» في التهم الموجهة إليه.