السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

جنازة رسمية للسفير الإيطالي بعد عودة جثمانه من الكونغو الديمقراطية

جنازة رسمية للسفير الإيطالي بعد عودة جثمانه من الكونغو الديمقراطية

حرس الشرف يحملون نعش السفير الإيطالي. (إي بي أيه)

وجهت إيطاليا تحية وطنية، اليوم الخميس، لسفيرها الذي قتل في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع حارسه الشخصي في هجوم على موكب لبرنامج الأغذية العالمي.

وتُوفي السفير لوكا أتانازيو (43 عاماً) متأثراً بإصابته بالرصاص عندما كان في سيارة ضمن موكب لبرنامج الأغذية العالمي استُهدف بكمين في إقليم شمال كيفو (شرق)، قرب الحدود مع رواندا.

وقُتل أيضاً حارسه الشخصي الإيطالي فيتوريو ياكوفاتشي، والسائق الكونغولي لبرنامج الأغذية العالمية، مصطفى ميلامبو.



وحمل عناصر من جهاز الدرك النعشين اللذين أعيدا إلى إيطاليا الثلاثاء، إلى كنيسة القديسة ماري للملائكة في روما لمراسم الجنازة الوطنية.

وبسبب إجراءات التباعد الاجتماعي المرتبطة بوباء كوفيد-19، سُمح لحشد صغير فقط باستقبال النعشين أمام الكنيسة.

وإلى جانب عائلتي الضحيتين، حضر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، ورئيسا مجلس الشيوخ والنواب، وعدة وزراء، الجنازة التي ترأسها الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس.



وقال الكاردينال في عظته: «اليوم نشعر بألم 3 عائلات، من الأمتين ومن عائلة الأمم بأكملها. ألم لأن السلام الموعود لم يكن حاضراً لأن وعود العدالة تمت خيانتها». وأضاف «لوكا وفيتوريو ومصطفى اقتلعوا من هذا العالم عبر مخالب عنف غبي وشرس... لا يجلب سوى الألم».

كان السفير لوكا أتانازيو مولعاً بأفريقيا، وهو أول سفير إيطالي يقتل أثناء تأدية مهامه.



وقال سفير الاتحاد الأوروبي في جمهورية الكونغو الديمقراطية جان مارك شاتانييه للتلفزيون الإيطالي الرسمي «راي» إن السفير «كان يحب التوجه إلى مناطق ميدانية، أعتقد أنه أراد أيضاً المساهمة في إعادة بناء السلام».

وكان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو طلب الأربعاء من برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة فتح تحقيق «لتوضيح ملابسات ما حصل، والأسباب التي تبرر الترتيبات الأمنية المستخدمة، ومن يتحمل مسؤولية هذه القرارات». وقال «شرحنا أيضاً أننا ننتظر ردوداً واضحة وشاملة في أسرع وقت ممكن».



بحسب السلطات الكونغولية والإيطالية، فإن الموكب تعرض لكمين على بعد 3 كم من وجهته كيوانجا في منطقة روتشورو، عندما ظهر «المهاجمون وعددهم 6، يحملون 5 بندقيات من نوع إيه كاي-47 بالإضافة إلى ساطور».

ويُعتبر إقليم شمال كيفو من أخطر مناطق الكونغو الديمقراطية، ويقع على تخوم محمية فيرونغا الوطنية. إلا أن مسؤولين في وكالات إنسانية أكدوا أن الطريق الذي كان يسلكه الموكب لا يتطلب حراسة.



وقالت الرئاسة الكونغولية إن المهاجمين «أطلقوا طلقات تحذيرية قبل أن يُرغموا ركاب السيارات على النزول واللحاق بهم إلى عمق متنزه (فيرونغا) وذلك بعدما قتلوا أحد السائقين بهدف خلق حالة من الهلع».

وأطلق حراس المحمية والعسكريون الكونغوليون المتواجدون في المنطقة عملية لمطاردة المهاجمين. وتابعت الرئاسة أن «على بعد 500 متر من (موقع الهجوم)، أطلق الخاطفون النار من مسافة قريبة جداً على الحارس الشخصي (الإيطالي) الذي قُتل في المكان، وعلى السفير، ما تسبب في إصابته بجروح في البطن».



لكن الظروف التي أدت لاحقاً إلى مقتل الإيطاليين لم تتضح بعد، وكشف تشريح الجثتين أن كلاً منهما أصيب برصاصتين قاتلتين.

واتهمت السلطات الكونغولية، الاثنين، المتمردين «الهوتو» الروانديين من القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، المتواجدين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالوقوف وراء الهجوم، الذي وصفه الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي بأنه «إرهابي».

لكن القوات الديمقراطية لتحرير رواندا نفت في بيان أن تكون «ضالعة في الهجوم».