الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحذيرات من «فوضى خطيرة»..الموجة الثالثة من كورونا تهز ألمانيا

تحذيرات من «فوضى خطيرة»..الموجة الثالثة من كورونا تهز ألمانيا

ميركل تتعرض لانتقادات شديدة لفشلها في إدارة الازمة.(أي بي أيه)

رغم أن ألمانيا كانت من أوائل الدول المتقدمة التي اتخذت إجراءات مشددة لمجابهة جائحة فيروس كورونا، إلّا أن الموجة الثالثة من الجائحة تؤثر فيها بشدة، وسط تقارير عن تلاشي ثقة المواطنين في أداء السياسيين.

وبرزت مطالبات باستقالة وزير الصحة ينس شبان، باعتبار أن إدارته للأزمة تعد «مهزلة»، واعتبر المراقبون أن ألمانيا أمام مخاطر كبرى، وتحذيرات من مخاطر الانزلاق في فوضى خطيرة، تهدد الديمقراطية والدولة الألمانية.

تراجع الثقة في الحكام

فقد أكد تقرير لموقع «تي أونلاين» الألماني أنه يوماً بعد يوم، تتلاشى ثقة المواطنين في أن السياسيين يعملون بشكل جيد، لإخراج البلاد من تبعات أزمة فيروس كورونا، وأنه بعد معركة استمرت عشر ساعات بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ووزراء الولايات، خرجت الإجراءات الجديدة التي صدرت الأربعاء الماضي لمواجهة جائحة كورونا، بمثابة «طلاسم» لا يفهمها الكثيرون في الشارع، مثل تحديد المواعيد الإلزامية للتسوق، الأمر الذي يهدد بـ«فوضى خطيرة» تنجر إليها البلاد جراء فشلها في مواجهة الموجة الثالثة من الفيروس.

وتساءل التقرير: هل هذه حقاً ألمانيا الرائدة القوية؟ لأنها تبدو الآن كأنها على وشك أن تشطب من قائمة الدول الناجحة في مواجهة كورونا، بالمقارنة مع الصين وأمريكا، ففي الصين اختفى الفيروس وبدأ الاقتصاد في التعافي مرة أخرى، وتقوم أمريكا بتلقيح سكانها بسرعة قياسية، وتضميد الضرر الذي لحق بعهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وتستعيد الثقة بالدولة القوية مرة أخرى.

وتطرق إلى أنه في خضم هذه الجهود المتقدمة من دول العالم، تغرق ألمانيا في الكثير من الكلام، والقليل جداً من الأفعال، ويتزايد الإحباط الشعبي، وتتجه المزيد من الشركات والمطاعم والمحلات التجارية نحو الإفلاس.

ولفت التقرير إلى أن الثقة تتضاءل في قدرة الحكام، وفي أن ميركل لم تعد قادرة على فرض مسارها الحذر، ضد وزراء الولايات، وترضخ بالنهاية لحلول وسط غير مجدية؛ فحملة التطعيم بطيئة للغاية، رغم أن ألمانيا تعد من أوائل الدول التي أعلنت عن التوصل للقاح من شركة «بيونيتك»، وكان يفترض أن يتم التلقيح للجميع بصورة منظمة وفي عدة أماكن، وليس بالبطء القاتل كما هو الوضع حالياً، حيث يقدر عدد الحاصلين على الجرعة الأولى من اللقاح حتى الآن 4 ملايين، بينما على سبيل المثال في الولايات المتحدة 52 مليوناً، وفي بريطانيا تم تلقيح أكثر من 20 مليوناً.

ويأتي كل ذلك وسط استمرار تفشي الفيروس، حيث أعلن معهد روبرت كوخ الألماني اليوم السبت تسجيل 9557 إصابة جديدة، ووفاة 300 شخص خلال الـ24 ساعة الماضية.

تأثير البيروقراطية

ونوه تقرير موقع «تي أونلاين» إلى أن كثيراً من المساعدات الحكومية لم يتم دفعها حتى الآن للمتضررين، وحذر النائب فولكر فيزنج بالحزب الديمقراطي الحر، من أنه ربما عندما يحين الدور على بعض الشركات والمتاجر المتضررة، سيكون قد فات أوان إنقاذها.

وكانت الحكومة قد أعلنت في بداية الأزمة، عن حزمة مساعدات بقيمة 80 مليار يورو، إلا أن ما تم دفعه حتى شهر ديسمبر الماضي لا يزيد على 6 مليارات يورو فقط.

ونوه التقرير إلى فشل الحكومة أيضاً في توفير الاختبارات السريعة المنزلية، بينما تطرحها المتاجر اعتباراً من اليوم السبت، أي أن السوبر ماركت أسرع من الأداء الحكومي ووزير الصحة ينس شبان.

وذكر أن المراقبين يرون أن ألمانيا أمام مخاطر كبرى، حيث إن البيروقراطية الألمانية التي كانت تحب أن تعتبر نفسها الأفضل في العالم، تفشل حالياً بسبب عدم المرونة.

تحذيرات من فوضى خطيرة

وحذر التقرير من مخاطر الانزلاق في فوضى خطيرة، تهدد الديمقراطية والدولة الألمانية، لأن الانطباع السائد لدى الكثيرين حالياً، هو أن الحكومة تتظاهر بالحكم فقط، وأنه إذا لم تقم ألمانيا بتنظيم المعركة ضد فيروس كورونا بشكل أفضل، فقد ينكسر شيء ما في الداخل، بالإضافة للأضرار التي ستلحق بسمعة ألمانيا الدولية.

من جانب آخر طالب تقرير بمجلة «دير شبيغل» بضرورة استقالة وزير الصحة، لأن إدارته للأزمة تعد «مهزلة»، جراء نقص الكمامات واللقاحات والاختبارات السريعة، بينما يظهر دائماً مغروراً يتحدث عن إنجازاته التي لا يعرف عنها الشعب شيئاً.

ومن شبه المؤكد أن يلقي الغضب الشعبي من الأداء الحكومي بظلاله على حظوظ حزب ميركل في الانتخابات العامة المقررة في 26 من شهر سبتمبر المقبل.