الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

«تحرش حاكم نيويورك» يضع الديمقراطيين أمام اختبار صعب

«تحرش حاكم نيويورك» يضع الديمقراطيين أمام اختبار صعب

مثلت أزمة كومو، مصدر إحراج لإدارة بايدن التي تقول إنها ستعيد الاعتبار للمرأة. (أ ف ب)

يواجه الديمقراطيون بالولايات المتحدة الأمريكية اختباراً أخلاقياً، بسبب اتهامات موجهة إلى حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، بالتحرش، وهو السلاح الذي استخدمه الحزب كثيراً ضد الرئيس السابق، دونالد ترامب، وضد آخرين.

وظل ترامب على مدى 4 سنوات في الرئاسة محط هجوم ديمقراطي واتهامات بالتجاوز الأخلاقي والتحرش. وطالبت هيلاري كلينتون، المرشحة للرئاسة عام 2016، خلال حملتها الانتخابية، النساء، بعدم التصويت لترامب الذي تطاله اتهامات بالتحرش. وطالب عدد من الأعضاء الديمقراطيين بالكونغرس، عام،2017 ترامب بالتنحي، وفتح تحقيق في الاتهامات الموجهة إليه بسوء السلوك.

وأفادت صحيفة نيويوركية بأن موظفة اتهمت كومو بالتحرش بها بطريقة «عدوانية»، في أخطر اتهام من نوعه يوجه إلى هذا الرجل الذي فتح القضاء تحقيقاً بشأن سلوكه، بعدما أكدت 5 نساء أخريات أنه تحرش بهن جنسياً، أو كان سلوكه معهن غير لائق.


6 نساء


وأعلنت المدعي العام في نيويورك، ليتيشيا جيمس، عن بدء إجراء تحقيق خارجي بشأن هذه الاتهامات. وأعلنت الصحف الأمريكية عن ارتفاع عدد الذين وجهوا اتهامات لكومو إلى 6 نساء من بينهم 4 مساعدات سابقات.

وتساءلت عدد من المحطات التلفزيونية عن موقف الديمقراطيين من الاتهامات التي تلاحق حاكم نيويورك في وقت كانوا يستخدمون التحرش أداة للهجوم على ترامب. وتساءلت قناة فوكس نيوز: كيف يتم فتح تحقيق من قبل المدعي العام في الوقت الذي يفترض عليه اعتماد نتائج التحقيق.

وعيّنت المدعية العامة لولاية نيويورك الاثنين الماضي، محاميَين اثنين مستقلين للتحقيق في تهم التحرش الجنسي التي تطال كومو، فيما بدأ نواب إجراءات تهدف إلى عزله.

ودعا مجلسا الشيوخ والنواب بولاية نيويورك، كومو إلى الاستقالة، كما صوتا على سحب صلاحيات تم تفويضه بها لإدارة أزمة وباء كورونا. ونشرت نيويورك تايمز تقريراً أشارت فيه إلى أن كبار المحامين أكدوا أن كومو يجب أن يستقيل، وأنه لا مخرج له من الأزمة.

ويرفض كومو الاستقالة، وتقدم باعتذار إلى النساء معتبراً أنه «أسيء فهمه»، لكنه أكد أكثر من مرة، رغم الاعتذار، أنه «لم يلمس أي شخص بشكل غير لائق».

إحراج لإدارة بايدن

ومثلت أزمة كومو، مصدر إحراج لإدارة بايدن التي تقول إنها ستعيد الاعتبار للمرأة.

وردّت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، على الاتهامات بسوء السلوك الجنسي ضد حاكم نيويورك، أنه يجب الاستماع إلى كل امرأة، ومعاملتها بكرامة واحترام. و أشار أحد الصحفيين إلى أن الصحفية التي اتهمت كومو بالسلوك غير اللائق عملت في حملة بايدن الانتخابية.

وأيد البيت الأبيض ورئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي بشدة إجراء تحقيق مستقل بشأن حاكم نيويورك، ووصفت بيلوسي الادعاءات ضد كومو بأنها «جادة وذات مصداقية»، وذلك على خلاف موقف الجمهوريين في القضايا المتعلقة بالاتهامات الجنسية سواء ضد ترامب أو القاضي كافانو.

اتهامات خطيرة

من جانبه قال المحلل السياسي، أستاذ العلوم السياسية بواشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، لـ«الرؤية»، إنه لا شك أن الاتهامات الموجهة إلى حاكم ولاية نيويورك خطيرة؛ لأنها تلقي بالمسؤولية على الديمقراطيين «وتكشف هل هم منافقون عندما يتحدثون فقط عن الفضائح الأخلاقية للجمهوريين، بما فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب، أم لا؟ خاصة أن الأمر الآن يأخذ بُعداً جنائياً».

وأكد ميخائيل أن الأزمة ستؤثر بشكل كبير، وربما ستكون نهاية عائلة سياسية عريقة، حيث إن أندرو كومو، هو ابن الحاكم السابق للولاية ماريو كومو، وابن عائلة سياسية كبيرة من أصل إيطالي كانت تمثل انتصاراً للطبقة العاملة من المهاجرين، التي وصلت إلى مناصب عليا.