الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

الأمل والخوف يتسيّدان المشهد بعد عام من إعلان كوفيد وباء عالمياً

الأمل والخوف يتسيّدان المشهد بعد عام من إعلان كوفيد وباء عالمياً

عامٌ على إعلان الجائحة. (رويترز)

يحيي العالم، اليوم الخميس، الذكرى السنوية الأولى لإعلان منظمة الصحة العالمية «كوفيد-19» وباء عالمياً، في وقت لا يزال كثيرون حول العالم يخضعون لقيود مشددة، وسط غياب أي مسار واضح باتجاه عودة الحياة إلى طبيعتها، رغم فسحة الأمل التي توفرها اللقاحات.

وتم تسليط الضوء على ضخامة التحدي، أمس الأربعاء، في البرازيل التي سجّلت حصيلة يومية قياسية من الوفيات بلغت 2286، مدفوعة بانتشار نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد معدية أكثر.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أقر الكونغرس الأمريكي حزمة إنعاش بقيمة 1,9 تريليون دولار قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها ستمنح العائلات الأمريكية التي تعاني «فرصة للقتال».

ومنذ ظهوره في الصين نهاية عام 2019، أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 2,6 مليون شخص، وفرض قيوداً غير مسبوقة على الحركة، ما أدى إلى انكماش الاقتصادات.

وقال أديلسون مينيزيس (40 عاماً) من أمام أحد مستشفيات ساو باولو، كبرى المدن البرازيلية، حيث أغلقت كل الشركات والمتاجر غير الأساسية لمكافحة انتشار الوباء: «لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تحرك السياسيون... ندفع نحن الفقراء ثمن ذلك».

وأعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً أن كوفيد-19 أصبح جائحة في 11 مارس 2020 بعدما بدأت أعداد المصابين ترتفع وتنتشر في كل أنحاء آسيا وأوروبا.

وفي ذلك الوقت، تم تسجيل حوالي 4600 وفاة رسمياً في أنحاء العالم.

وفي اليوم نفسه، أعلن الممثل توم هانكس أثناء وجوده في أستراليا لتصوير مشاهد لأحد الأفلام، أنه أصيب بالفيروس، ما عمق المخاوف من أن أحداً ليس بمأمن عن الوباء.

لكن مع بداية الشعور بالآثار المباشرة للوباء في الولايات المتحدة، قلل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أهمية التهديد الذي يمثله كوفيد-19. وقال ترامب للأمريكيين: «لن يكون للفيروس فرصة للتغلب علينا».

وتحوّلت الولايات المتحدة إلى أكثر الدول تضرراً فبات عدد الوفيات فيها جرّاء الوباء يبلغ أكثر من 528 ألفاً.

وكانت الدفاعات الوحيدة ضد الفيروس قبل عام وضع الكمامات والحد من تفاعل الناس مع بعضهم البعض.

وتوقفت حركة الطيران العالمي وفرضت الحكومات قيوداً مشددة على المواطنين، ما أجبر المليارات على الخضوع لشكل من أشكال الإغلاق بينما ساد الخوف.

وقالت كورين كرينكر، رئيسة شبكة مستشفيات في شرق فرنسا، لوكالة فرانس برس في 11 مارس 2020: «نحن على شفير حرب»، بينما بدأت أعداد المرضى والوفيات ترتفع.

وفي مدريد، أخذ خوسيه لويس لوكاس البالغ من العمر 70 عاماً حفيداته من المدينة الصاخبة إلى منزل عطلات، آملاً في أن يكون أكثر أماناً. وأوضح لوكالة فرانس برس يوم إعلان الجائحة: «هؤلاء حفيداتي، علي أن أعتني بهن». وأضاف «سيكون علينا فقط تجنب العناق والقبلات».

في الوقت نفسه، أطلقت الحكومات والعلماء سباقاً لإنتاج لقاحات مع إجراء عمليات بحث وتطوير بوتيرة متسارعة غير مسبوقة.

واليوم، يتم طرح العديد من اللقاحات من بينها تلك التي تم تطويرها في الصين وروسيا والهند. وتم إعطاء أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات في 140 بلداً، وفقاً لإحصاءات وكالة فرانس برس. لكن إطلاق اللقاحات العالمية كشف أيضاً انقسامات في النفوذ والثروة.

وأحرزت الدول الغنية تقدماً كبيراً على صعيد حملات التلقيح الشاملة، فيما لا يزال المليارات في الدول الفقيرة ينتظرون تلقي جرعاتهم.

وتعزز أمل الدول الفقيرة من خلال إطلاق عمليات تسليم للقاحات ضمن آلية «كوفاكس» المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف إلى ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.

ويعتبر نجاح لقاحي أسترازينيكا/أكسفورد، وجونسون آند جونسون، سبباً إضافياً للتفاؤل نظراً إلى سهولة نقلهما وتخزينهما مقارنة بلقاحي فايرز/بايونتيك وموديرنا اللذين يتطلبان ثلاجات فائقة البرودة.

ومن المقرر أن تعقد الهيئة الأوروبية للأدوية اجتماعاً، الخميس، لمناقشة إعطاء الضوء الأخضر للقاح جونسون آند جونسون الذي تمت الموافقة عليه في كندا والولايات المتحدة.

واكتسبت جهود التطعيم الأمريكية زخماً في الأسابيع الأخيرة، فيما تعهد بايدن بتزويد بلاده بجرعات كافية في غضون أشهر لجميع الأمريكيين.

كذلك، صوّتت إدارته لإقرار حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة من المتوقع أن يوقعها بايدن غداً الجمعة.