الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

6 خيارات أمام بايدن للتعامل مع معضلة الانسحاب من أفغانستان

6 خيارات أمام بايدن للتعامل مع معضلة الانسحاب من أفغانستان

عمليات القوات الأفغانية ضد طالبان متواصلة. (ا ف ب)

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن معضلة تتعلق بتنفيذ اتفاقية السلام التي وقعتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مع حركة طالبان، والتي تقضي بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان في الأول من مايو المقبل.

ونشرت مؤسسة راند للأبحاث تقريراً حول الخيارات المتاحة أمام بايدن، للتعامل مع مسألة سحب القوات من أفغانستان، مشيرة إلى أن الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب تركزت على مدى نحو ربع قرن، على أن الأمن في داخل الأراضي الأمريكية يعتمد على محاربة الإرهاب في الخارج، وبالتالي فإن تعهد بايدن بإنهاء الحروب الأبدية في أفغانستان وفي الشرق الأوسط، يثير تساؤلاً حول مدى القدرة على الخروج من هناك دون وقف العمليات الحيوية لمحاربة الإرهاب.

واعتبر التقرير أن أي خفض للقوات الحالية البالغ قوامها 2500 جندي، سيكون له تأثير كبير، وانطباع لدى الجمهور الأمريكي، وحلفاء واشنطن وخصومها بالخارج، كما أن عواقبه قد تكون وخيمة.

وذكر التقرير مجموعة من الخيارات التي يمكن أن يقدم عليها بايدن، أولها الانسحاب الكامل للقوات، وترك القوات الأفغانية بمفردها، وهو خيار يرضي منتقدي الحروب الأمريكية، ولكنه يضعف معنويات القوات الأفغانية، كما يثير مخاوف من استفادوا في مجال حقوق الإنسان في ظل الحماية الأمريكية، كما سيقوض موقف حلفاء واشنطن، ويقوي خصومها في المنطقة.

أما الخيار الثاني فهو إلغاء الموعد النهائي للانسحاب في مايو المقبل، وإرجاع ذلك لاعتبارات أمنية، ويمكن أن يعلن بايدن أن المزيد من الانسحاب سيهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي، خاصة أن حركة طالبان لم تلتزم بخفض مستويات العنف، كما أنها ما زالت قريبة من تنظيم القاعدة، وفقاً لفريق المراقبة التابع للأمم المتحدة.

واعتبر التقرير أن الخيار الثالث هو إجراء مزيد من التخفيض في أعداد القوات، مع تجنب الانسحاب الكامل، وهو الخيار الذي سيكون هدفا لانتقادات من يرون أن الأعداد الباقية غير كافية لتحقيق أي نتائج استراتيجية لأمريكا.

ويركز الخيار الرابع على إعادة صياغة مهمة القوات الأمريكية، ويمكن أن يطرح بايدن فكرة أن الانسحاب لم يكن يقصد به عرقلة خطوات تدريب ومساعدة القوات الأفغانية، أو الهجمات الجوية، وإنما المقصود به سحب القوات المشاركة في العمليات القتالية بخلاف مواجهة الإرهاب، وهو ما تم إلى حد كبير.

وأوضح التقرير أن الخيار الخامس هو تكثيف الجهود الدبلوماسية، مع عدم سحب القوات في مايو، تحت ذريعة أن طالبان لم تقلل من العنف، إلّا أن هذا الخيار يفتح الباب أمام بقاء القوات إلى أجل غير مسمى، أو حتى زيادة العمليات العسكرية إذا رفضت طالبان الحلول الدبلوماسية وزادت من وتيرة العنف.

أما الخيار السادس بحسب التقرير، فهو أن تقدم إدارة بايدن على تأجيل الانسحاب من أفغانستان، حتى القيام بمراجعة واسعة للاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الإرهاب، وهو الخيار الذي سيعطي الإدارة فسحة من الوقت، للتفكير في كل عواقب الانسحاب من أفغانستان، وكذلك الانسحاب المستقبلي من كل من سوريا والعراق، وغيرهما من الأماكن.