الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

مزايا الوباء.. كيف استفاد العالم من فيروس كورونا؟

مزايا الوباء.. كيف استفاد العالم من فيروس كورونا؟
على الرغم من المأساة التي شهدها العالم منذ العام الماضي وحتى الآن بسبب وباء فيروس كورونا الذي أزهق ملايين الأرواح، وأصاب الملايين، وتسبب بعدة تداعيات اجتماعية وسياسية واقتصادية، إلا أنه لا بد للنظر للنصف الممتلئ من الكأس ولإيجابيات الوباء، فكيف استفاد العالم من كورونا؟

الطبيعة تلتقط أنفاسها



كان الوباء فرصة ذهبية بالنسبة للطبيعة التي حصلت على استراحة من البشر، ما أدى إلى انخفاض حاد في التلوث الناجم عن النشاط البشري، وأدى ذلك إلى إلهام الحكومات حيث وضعت بعض البلدان أهدافاً جديدة للخروج من الوباء.

وأعلنت كل من كوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي عن خطط التعافي الاقتصادي التي تدعم الابتعاد عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما جعلت كندا أمر تعافي المناخ جزءاً أساسياً من استجابتها للأزمة الاقتصادية.

سد فجوة التكنولوجيا



وكشفت عمليات الإغلاق الفجوات التكنولوجية بين بلدان العالم، فمع اعتماد التعليم والعمل والخدمات الأخرى بشكل كبير على شبكة الإنترنت، باتت العديد من المدن تسعى لمعالجة عدم المساواة الرقمية ومواجهة الحواجز أمام الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم.

ففي يوليو 2020 وزعت السلطات في مدينة لاغوس في نيجيريا هواتف محمولة مزودة ببيانات الإنترنت وتطبيق تعليمي لآلاف الأطفال.

وقال مفوض المدينة للتعليم فولاسادي أديفيسايو إنه من الواضح تماماً أن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه، وأشار إلى أن التعليم الإلكتروني مثير للاهتمام وأثبت فاعليته.

وأيّد ما يقارب 90% من ناخبي شيكاغو إجراء استفتاء لضمان وصول الإنترنت إلى جميع مناطق المجتمع، وفي لندن أنشأ العمدة صادق خان ورابطة الحكومة المحلية فريقاً يعمل على تحسين المساواة الرقمية خلال العامين القادمين وخصصوا لذلك 2.05 مليون دولار.

المرأة تكسر الحواجز



وسمح الوباء للمرأة في بعض الأماكن بأن تصبح من القوى العاملة في أدوار جديدة، فعلى سبيل المثال في أوغندا تم تأسيس شركة تدعى «ديفا تاكسي» بغرض تحسين خيارات النقل وتخفيف مصاعب الوباء بين النساء، وهي خدمة مخصصة للإناث فقط، وتحصل السائقات العاملات في الشركة على 85% من عائدات كل رحلة.

ويقول الخبراء إن هناك فرصة هائلة للنساء للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد في خدمات التكنولوجيا، خاصة في المناطق المحافظة، حيث تفضل العميلات التعامل مع امرأة عندما يرغبن في إصلاح جهاز كمبيوتر أو هاتف يحتوي على ملفات شخصية.

ووجدت دراسة أجرتها شركة ماكنزي الأمريكية، أنه على الرغم من أن النساء قد يكن المتضرر الأكبر من الوباء، إلا أن مايسمى بالثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم من الممكن أن تضاعف فرص العمل بالنسبة لهن على مدى السنوات العشر المقبلة.

العمل عن بعد يوفر الفرص



وفر التحول إلى العمل عن بعد فرصاً مهنية للعديد من الفئات كأصحاب الهمم وأصحاب الأمراض المزمنة، فيما يتوقع المدافعون أنه سيحدث تغييراً دائماً.

ولسنوات سابقة طالبت فئة أصحاب الهمم في مختلف البلدان بإتاحة خيار العمل عن بعد، ولكن لطالما قوبلت بالتردد أو الرفض.

وبالإضافة لذلك يرى الباحثون أن هذه المرونة تؤثر في تحسين الإنتاجية ورضا الموظفين.

الإقبال على الأعمال الإنسانية

على ما يبدو أن الوباء حرك الجانب الإنساني في المجتمع بشكل أكبر، فعندما تسبب الوباء بتوقف العالم في بداية العام الماضي، كان الكثيرون حريصون على المساعدة، وزادت نسبة التطوع بشكل كبير بين مارس وأبريل، وفقاً لمنظمة العمل الدولية.

وفي 5 مايو 2020 احتشدت الجماهير في أكثر من 145 دولة يوماً من أجل التبرع، ما أدى إلى زيادة التبرعات الخيرية في ذلك اليوم.

ووجد معهد العمل الخيري النسائي أن 56% من الأسر الأمريكية تبرعوا للأعمال الخيرية أو أقدموا على التطوع في وقت مبكر من الوباء بالرغم من الصعوبات الاقتصادية المتزايدة.

ارتفاع نسبة الثقة بالعلم



منذ بداية الوباء ازدادت ثقة الجماهير بالعلم، ورصد مؤشر حالة العلوم السنوي M3 أعلى معدلات الثقة في العلوم منذ أن بدأت المجموعة في تتبع البيانات قبل 3 سنوات.

وفي العام الماضي، قال 89 في المئة من بين 1000 شخص شملتهم الدراسة إنهم اصبحوا اكثر استعدادا للثقة في العلم، في حين وافق أكثر من 54% على أن وباء كورونا جعلهم أكثر عرضة للدفاع عن العلم.

كما وجدت دراسات مسحية أجريت في أستراليا ونيوزيلندا (حيث كانت ادارة التصدي للوباء أكثر فعالية) في يوليو العام الماضي، ارتفاع نسبة الثقة في علماء الصحة العامة، وقال حوالي 80% من المستجيبين، إن الحكومة كانت جديرة بالثقة بشكل عام مقارنة بحوالي 50% في عام 2009.

وأظهر استطلاع علمي ألماني أن مستويات الثقة في البحث العلمي كانت تتراوح بين 60% و73% في عام 2020، مقارنة بـ46% في عام 2019.