الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

تزايد العنصرية ضد الأمريكيين الآسيويين بسبب كورونا

تزايد العنصرية ضد الأمريكيين الآسيويين بسبب كورونا

محاولات لرفع الوعي بالعنصرية ضد الاسيويين.(فورين بوليسي)

تزايدت جرائم العنف التي تستهدف الأمريكيين من أصل آسيوي، خلال الأسابيع الماضية، ما أشاع حالة من الخوف من بروز شبح العنصرية من جديد، وسط مطالبات للقادة السياسيين بالتحرك لمواجهة هذه الظاهرة.

ولفت تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إلى أن مسناً (84 عاماً) مات في سان فرانسيسكو بعدما دفعه شاب على الأرض بدون أي سبب، وفي كاليفورنيا تعرض 3 أشخاص، أحدهم مسن يبلغ 91 عاماً، لجروح بعد تعرضهم لاعتداءات مماثلة، كما تعرض صاحب محل في العاصمة الأمريكية واشنطن، لرش رذاذ الفلفل على وجهه، والنعت بألفاظ عنصرية، وكل تلك نماذج على الجرائم التي بلغت 3 آلاف جريمة كراهية ضد الأمريكيين الآسيويين منذ ظهور جائحة كورونا قبل نحو عام.

وذكر التقرير أن جرائم الكراهية تلك، تنتهك كرامة وحقوق الأمريكيين الآسيويين، وتهدد سمعة أمريكا العالمية، وأمنها القومي.

وأوضح التقرير أنه خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، سمع العالم العديد من الكلمات التي تفوه بها ترامب بشكل عنصري ضد الآسيويين، على خلفية جائحة كورونا؛ مثل «كونج فلو»، بدلاً من «كونج فو»، وقوله «طاعون الصين»، وغيرها من العبارات، التي تشعل كراهية الأمريكيين البيض ضد مواطنيهم الآسيويين، وهي اللغة التي استخدمها عدد من السياسيين ورجال الكونغرس، فقد استخدم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو تعبير «فيروس الصين».

وذكر التقرير أن كل ذلك استخدمته آلة الدعاية الصينية، فبكين لا تحب شيئاً أكثر من رؤية الولايات المتحدة في حالة فوضى، ولا تستطيع الحفاظ على التماسك الديمقراطي، ولا حماية حقوق مواطنيها.

وأضاف التقرير أن وسائل الإعلام الصينية المملوكة للدولة، استغلت زيادة أعداد جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين، في الولايات المتحدة، كوسيلة للتعليق على أن المجتمع الأمريكي منقسم ويتراجع نفوذه في الخارج.

ولفت التقرير إلى أنه من أهم أولويات السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية، طوال العقد القادم على الأقل، ستكون مواجهة سياسات الصين العدوانية المتصاعدة، مشيراً إلى الملفات الشائكة الخاصة بالصين، مثل أقلية الإيغور المسلمة، ووضع هونج كونج، وعزل تايوان سياسياً، والسياسات التجارية غير العادلة، وانتهاك القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

واعتبر التقرير أنه بينما تنشط الصين في توجهها نحو الزعامة الإقليمية والدولية، كمتفوقة على أمريكا، فإن على القادة الأمريكيين صياغة استراتيجية متناسقة وصارمة وشاملة، تجاه الصين، تظهر أن واشنطن وليس بكين، هي القادرة على تقديم رؤية للعالم، تعبر عن الأمل والمساواة والعدل.

وأشار التقرير إلى أن ذلك لن يكتب له النجاح، بدون أن يتخذ قادة الحزبين؛ الديمقراطي والجمهوري، إجراءات حاسمة لنبذ العنف والكراهية، ضد الأمريكيين الآسيويين، مع ضرورة التفرقة ما بين القلق الحقيقي تجاه الحكومة الصينية، والكراهية بدوافع عنصرية ضد المواطنين الأمريكيين من أصل آسيوي، والتي يستخدمها أعداء واشنطن في بكين للسخرية من أن أمريكا دولة رائدة في الديمقراطية.

ولفت التقرير إلى محاولة الكونغرس الأمريكي إثارة القضية في سبتمبر الماضي، وإصدار قرار يدين كل أشكال العنصرية ضد الأمريكيين الآسيويين، لكنه لم ينل إلا تأييد 14 من أعضاء الكونغرس الجمهوريين.

وأكد التقرير أن أعين العالم تنظر للولايات المتحدة، التي تريد استعادة دورها في قيادة العالم، وهو ما يحتاج أكثر من القوة الاقتصادية والعسكرية، وإذا أرادت أمريكا الفوز في منافستها للصين في القرن الـ21، فعليها أن تظهر تمسكها بالديمقراطية والمساواة، وأنها تحمي كل مواطنيها.