الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

جائحة كورونا تضاعف عدد الجوعى في العالم وتفاقم أزمة الغذاء

ضاعفت جائحة كورونا أعداد من يواجهون خطر الجوع في أنحاء العالم، وجعلت الجياع أكثر جوعاً، وزادت الفقير فقراً.

وقال تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي حول آثار جائحة كورونا على الأمن الغذائي العالمي، بعد مرور عام على انتشارها، إن اليمن وجنوب السودان ونيجيريا وبوركينا فاسو، تواجه شبح المجاعة، وتقترب منها 13 دولة، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة لتشكيل فريق عمل لمواجهة الوضع.

ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسيلي تحذيره قبل عام أمام مجلس الأمن من المجاعات، ومن تضاعف عدد من يواجهون أزمة الجوع من 135 مليون نسمة، إلى 270 مليون بسبب جائحة كورونا، والأسبوع الماضي عاد ليقف مجدداً أمام مجلس الأمن ويقول «اليوم هناك نحو 272 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد».

إمدادات الغذاء حول العالم

ولفت التقرير إلى بعض المظاهر التي صاحبت جائحة كورونا، مثل الشراء الكثيف للأغذية، والرفوف الخاوية في السوبر ماركت، باعتبار أن العالم يواجه نقصاً في المواد الغذائية، إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك، فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) تسجيل رقم قياسي جديد لإنتاج الحبوب في العالم خلال العام الماضي، ليصل إلى 2.7 مليار طن من الأرز والقمح والذرة والشعير، ورغم القيود التي فرضتها روسيا على تصديرها للقمح، إلا أن تجارة الحبوب ظلت قوية على مستوى العالم، رغم الجائحة.

تأثير الإجراءات الاحترازية

ولفت التقرير إلى أن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها دول العالم بسبب كورونا، كان لها تأثير سلبي على تجارة الغذاء، فقد تباطأت حركة النقل عبر الحدود والموانئ، كما أثرت بشكل كبير على حركة الأسواق غير الرسمية، وانتقال التجار والبائعين وأصحاب المحال، ما أدى لتقييد حركة إمدادات الغذاء، وزيادة أسعار المواد الغذائية.

وذكر التقرير أن أحدث تحليلات برنامج الغذاء العالمي حول أوضاع الأسواق المحلية، أوضحت أن 11 دولة شهدت زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية الأساسية، في الربع الأخير من 2020، وكان لبنان هو الأكثر تأثراً بذلك، كما سجلت أسعار الغذاء عالمياً أعلى معدل لها في 6 سنوات، بزيادة قليلة نسبياً خلال الشهور الستة الأخيرة، بسبب التقلبات الجوية والخوف من فرض إجراءات جديدة للحماية.

واعتبر التقرير أن تداعيات الجائحة على إنتاج الأغذية حول العالم لم تكن السبب في أزمة الجوع، ولكن السبب هو أن الجائحة عطلت القدرات الاقتصادية الضعيفة بالفعل في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل، ما أدى لتراجع دخل العديد من الأسر الفقيرة بها.

أزمة اقتصادية

كما أوضح التقرير أن الإغلاق والإجراءات الاحترازية الأخرى جعلت 500 مليون شخص يفقدون عملهم بوظائف بدوام كامل، وفقاً لمنظمة العمل الدولية، وخاصة في الدول الفقيرة والمتوسطة الدخل.

وأشار التقرير إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة بسبب الجائحة، حيث انكمش الاقتصاد العالمي بنسبة تراوح ما بين 4.3 و5.2 % في عام 2020، كما خسرت الدول النامية كثيراً، ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن متوسط الدخل الذي فقدته الدول النامية بسبب جائحة كورونا يتجاوز 200 مليار دولار، كما أن تحويلات الأموال من العاملين في الخارج إلى وطنهم التي تقدر بنحو نصف تريليون دولار، وفقاً للبنك الدولي، تراجعت بنسبة 7% في العام الماضي.

أزمة الجوع

ولفت التقرير إلى أن أصحاب الأجور المنخفضة جعلتهم كورونا ضحية جديدة للجوع، وخاصة سكان الحضر في الدول النامية والمتوسطة الدخل، وأشار باحثو المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، لزيادة الفقر بمنطقة جنوب الصحراء الأفريقية، بسبب كورونا، في المناطق الريفية بنسبة 15%، وفي المناطق الحضرية بنسبة 44%.

وذكر التقرير أن الطبقات المتأثرة بانخفاض دخلها، عادة ما تلجأ إلى خفض أنظمتها الغذائية، وهو ما يؤثر على المدى الطويل على صحتها، وخاصة على الأطفال، كما أنه منذ ظهور الجائحة فلم يحصل 400 مليون تلميذ على الأغذية المدرسية، مع تحذير الخبراء من أن ما بين 6- 7 ملايين طفل تحت سن الخامسة، سيعانون من سوء التغذية الحاد، بسبب الجائحة، ما قد يسفر عن زيادة أعداد الوفيات بنحو 10 آلاف شهرياً.

كما أشار التقرير إلى تحذيرات قادة الأمم المتحدة من العجز الكبير في تبرعات المانحين، في العام المقبل، فقد أعلن برنامج الغذاء العالمي عن عجز نحو 6- 7 مليارات دولار خلال العام الحالي.

ولفت التقرير إلى أن بيسيلي حذر من أن عام 2021 قد يشهد أسوأ أزمة إنسانية منذ تأسيس الأمم المتحدة.