السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

مواجهة ملحة.. كورونا تدق ناقوس الخطر للسيطرة على الأسلحة البيولوجية

مواجهة ملحة.. كورونا تدق ناقوس الخطر للسيطرة على الأسلحة البيولوجية

الأسلحة البيولوجية أخطر من النووية.(أرشيفية)

كشفت أزمة فيروس كورونا مدى خطورة الفيروسات المعدية، وصعوبة احتوائها، فالجائحة بعد عام منها، حصدت أرواح أكثر من 2.5 مليون شخص، ودمرت الاقتصاد العالمي، وأدت لتداعيات سياسية واجتماعية كبيرة، ما يلقي الضوء على أهمية العمل الدولي لمواجهة خطر الأسلحة البيولوجية، التي تعد أخطر بكثير من كورونا.

الفيروسات والأسلحة البيولوجية

وأوضح تقرير لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية أن هناك فيروسات كانت أكثر فتكاً بحياة البشر من كورونا حتى الآن، فمعدلات الوفيات بسببه كانت حوالي 2% من المصابين، بينما كانت بالنسبة لفيروس سارس 10%، ونسبة الوفاة بالجدري 30%، وبالجمرة الخبيثة 80%، وبمرض الإيبولا 90%، وإذا كان هذا الأمر بالنسبة لتلك الأمراض الطبيعية، فما بالنا بالأسلحة البيولوجية الناتجة عن فيروس معدل وراثياً ليكون أكثر عدوى، وأكثر فتكاً بالبشر.

وأشار التقرير إلى أن تأثير السلاح البيولوجي، قد لا يقل عن السلاح النووي، كما أن إنتاج السلاح البيولوجي أسهل بكثير وأخطر في الاستخدام، فوفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية عام 2015، فإنه يمكن إعادة إنتاج فيروس الجدري في غضون 3 أشهر، من خلال المواد المتاحة للجمهور، ويمكن لأي فني في المعامل أو طالب جامعي أن يفعل ذلك.

اتفاقية الأسلحة البيولوجية

ولفت التقرير إلى أن اتفاقية منع تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية عام 1972، والتي تضم اليوم 183 دولة، أي كل دول العالم عدا 10 دول، تعد مشروعاً غير مكتمل، وتفتقر لآلية التأكد من الامتثال لشروطها، ولذا بدأت مجموعة من الدول عام 1994 خطوات للتوصل إلى بروتوكول لتوفير تلك الآلية، ولكن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في عام 2001 أجهضت تلك الجهود وأوقفتها.

ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن مراراً وتكراراً عن استعادة بلاده لمصداقية دورها كقائد للعالم، فإن ذلك يتطلب من واشنطن أن تقود الجهود العالمية، من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف، بما في ذلك التعاون مع الصين، لإحراز تقدم في مجال الأمن البيولوجي، فواشنطن لديها فرصة لمعالجة الحاجة إلى إجراءات الحد من التسلح، للتقليل من خطر الأسلحة البيولوجية، بل ودفع الصين للتعاون في هذا المجال.

الأمن البيولوجي

واعتبر التقرير أن اللحظة الراهنة بعد عام من جائحة كورونا، ربما تعطي دفعة للعالم للتحرك، ومعالجة خطر السلاح البيولوجي، بعد إدراك حجم المخاطر لفيروسات مثل جائحة كورونا، فأي مرض يظهر في بقعة من بقاع الأرض، يمكن أن يؤدي لخسائر فادحة في سائر أنحاء المعمورة.

وذكر التقرير أن مؤتمر مراجعة اتفاقية منع تطوير وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية، والذي يعقد كل 5 سنوات، سيعقد في نوفمبر المقبل، وستبدأ الاجتماعات التحضيرية له في أبريل المقبل، وهي فرصة للمناقشات العالمية حول ما يمكن القيام به لزيادة الأمن البيولوجي والسلامة البيولوجية.

أمريكا والصين

واعتبر التقرير أن استعادة الدور القيادي لواشنطن على صعيد الأسلحة البيولوجية يتطلب تعاوناً من إدارة بايدن مع الصين، بعد فترة من التوتر الذي خيم على العلاقات بين واشنطن وبكين، خلال عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي اتهم الصين بالمسؤولية عن فيروس كورونا، وردت بكين باتهام الجيش الأمريكي بإدخال الفيروس للصين.

ولفت التقرير إلى مواقف الصين في مجال الأمن البيولوجي، فقد تعهدت في الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، بتعزيز إدارة الأمن البيولوجي العالمي، وبالتعامل مع مخاطر تهديدات الحرب البيولوجية، والإرهاب البيولوجي، كما صورت أمريكا باعتبارها الدولة الوحيدة التي تعارض التعاون في الأمن البيولوجي، كما دعت بكين في مجلس الأمن، واشنطن إلى عدم الوقوف في وجه مفاوضات بروتوكول التحقق من معاهدة الأسلحة البيولوجية.

وطالب التقرير إدارة بايدن بالتحرك وحشد التعاون العالمي في الأمن البيولوجي، وتقديم عرض للانخراط في مفاوضات جديدة، وقد يعود التعاون ما بين واشنطن وبكين في هذا المجال، بالنفع عليهما، ويعزز العلاقات فيما بينهما، ويكون قاعدة تساعد على تعزيز الحوار الأمريكي- الصيني في مجالات أخرى أكثر تعقيداً، مثل الأسلحة النووية، والصواريخ الأسرع من الصوت.