الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«سباق اللقاح».. لماذا تباطأ الاتحاد الأوروبي ونجحت أمريكا؟

«سباق اللقاح».. لماذا تباطأ الاتحاد الأوروبي ونجحت أمريكا؟

بلغت ميزانية برنامج اللقاحات الأمريكي 10 مليارات دولار - رويترز.

تواجه دولَ الاتحاد الأوروبي صعوبات وارتباك في سباق تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا، مقارنة بالولايات المتحدة التي كانت لديها خطة واضحة من البداية.

هذا التخبط في إدارة الأزمة في دول الكتلة، دفع صحيفة «نيويورك تايمز» للبحث في أخطاء أوروبا في هذه القضية وأسباب هذا التراجع عن الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته، اليوم السبت، إن الاتحاد الأوروبي بدأ التواصل مع الشركات التي تعمل على تطوير اللقاحات في ديسمبر الماضي، في الوقت التي كانت فيه الولايات المتحدة تستعد لإدارة جرعاتها الأولى من اللقاح.

منذ ذلك الحين اتسعت فجوة الانتشار بين أوروبا والولايات المتحدة، وتواجه بعض البلدان الأوروبية الأكثر تضرراً من الوباء، موجة ثالثة من الإصابات، حيث عادت فرنسا وأجزاء كبيرة من إيطاليا إلى الإغلاق، ويموت نحو 20 ألف أوروبي بسبب كورونا كل أسبوع.




وتعرضت القارة لانتكاسة أخرى بعد انتشار مخاوف حول لقاح أسترازينيكا، حيث قامت العديد من البلدان الأوروبية بإيقافه قبل استئنافه مؤخراً.

وتلقى نحو 10% فقط من الأوروبيين الجرعة الأولى من اللقاح، مقارنة بـ23% في الولايات المتحدة، و39% في بريطانيا.

وأدت سلسة من القرارات الأوروبية إلى حدوث تأخيرات طويلة بشكل متزايد بالحصول على جرعات اللقاح.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كان المسؤولون الأوروبيون حذرين ومترددين في الموافقة على بعض اللقاحات، كما راهنت أوروبا على اللقاحات التي لم تنجح، أو التي تعاني من مشكلات في الإمداد.

وقال كبير مستشاري برنامج التلقيح الأمريكي، الدكتور منصف السلاوي، إن أوروبا كانت تتسوق اللقاحات كالزبون، على عكس الولايات المتحدة التي دخلت في أعمال تجارية مع شركات تصنيع الأدوية وأنفقت الكثير من أجل تسريع تطوير اللقاح واختباره وإنتاجه.

وأضاف: «لقد افترضوا أن مجرد التعاقد للحصول على جرعات سيكون كافياً، ولكن في الواقع كان الأمر المهم للغاية هو أن تكون شريكاً كاملاً ونشطاً في تطوير وتصنيع اللقاح والقيام بذلك في وقت مبكر جداً».

وأدت جهود التلقيح المتعثرة في أوروبا إلى العديد من التداعيات السياسية، حيث أشار البعض بأصابع الاتهام إلى القادة بأنهم السبب الأساسي لعدم قدرة أغنى دول العالم وموطن المصانع التي تنتج كميات هائلة من اللقاحات على مواكبة الدول الغنية الأخرى.

ويقول قادة الاتحاد الأوروبي إنه ما يزال من الممكن تطعيم 70% من القارة بحلول الصيف، وطلبت الكتلة ثلاثة أضعاف الجرعات الكافية لتطعيم سكانها بشكل كامل، ما أثار ذعر الدول التي ستنتظر سنوات للحصول على تغطية كاملة.



ويشعر العديد من الأوروبيين بالصدمة، وخاصة عندما يرون أن عمليات طرح اللقاح في بريطانيا تسير على ما يرام بعد خروجها من التكتل.

وكانت واشنطن قد أنفقت بالفعل المليارات على التجارب السريرية والتصنيع، في نفس الوقت الذي قررت فيه أوروبا تجميع مواردها والتفاوض ككتلة واحدة.

وفي منتصف يونيو 2020، أعلنت المفوضية الأوربية عن شراء لقاح مشترك بقيمة 3.2 مليار دولار، في حين بلغت ميزانية برنامج اللقاحات التابع لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمعروف باسم (warp speed) 10 مليارات دولار.

وجاء اتفاق أوروبا مع شركة أسترازينيكا في أغسطس الماضي، وذلك بعد أشهر من الولايات المتحدة، وبينما كانت أوروبا تفاوض بصفتها مشترياً قوياً، كانت تفتقر إلى سلطات الشراء في زمن الحرب التي استخدمتها إدارة ترامب لتأمين المواد الخام للشركات.



وأشارت نيويورك تايمز، إلى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة كانت سهلة جداً من ناحية التنازل عن الملكيات الفكرية، وإعفاء شركات الأدوية من أي مسؤولية في حال كانت هناك أي آثار جانبية للقاح، إذ دفعت واشنطن ثمن التطوير والتجارب.

وفي الوقت الذي توقع فيه مطورو الأدوية الحصول على التنازلات نفسها في أوروبا، فإن التنازل عن هذه المسؤوليات كان حجر عثرة رئيسياً في المفاوضات، إذ كان على المفاوضين الأوروبيين التوفيق بين قوانين المسؤولية المتباينة في الدول الأوروبية، وإيجاد أرضية مشتركة بين 27 زعيماً.

كما فقدت أوروبا المزيد من الوقت، بسبب بطء المسؤولين في الموافقة على لقاح أسترازينيكا في محاولة لطمأنه الجمهور بأنه آمن.