تُعد مافيا «ندرانغيتا» أحد أوسع التنظيمات الإجرامية انتشاراً وأشدها نفوذاً في العالم، وذلك منذ أن انطلقت شهرتها من منطقة كالابريا الإيطالية مواصلة النمو بوتيرة ثابتة عالمياً، حيث تُعتبر ندرانغيتا اليوم منظمة المافيا الإيطالية الوحيدة الموجودة في جميع القارات، وفق تعبير منظمة الشرطة الدولة «الإنتربول».
وإثر عملية أمنية سابقة، وصف نائب مدير الأمن العام في الشرطة الجنائية بإيطاليا المفوَّض ريتزي، منظمة ندرانغيتا بكونها جهازاً إجرامياً يمثل «تهديداً ألحق ضرراً صامتاً باقتصاد أكثر من 30 بلداً في مختلف أرجاء العالم».
وأطلق «الإنتربول» مشروعاً عالمياً باسم «آي كان» يتمثل في مبادرة تستغرق 3 سنوات لغاية 2023، وتجمع بعض البلدان من أجل رفع مستوى التعاون بين أجهزة الشرطة لمكافحة «ندرانغيتا».
وتنشط مافيا ندرانغيتا، في مجموعة واسعة من المجالات الإجرامية، من الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال إلى الابتزاز والتلاعب بالعقود العامة، وتقوم شبكات هذه المافيا في مختلف البلدات باستثمار الأرباح غير المشروعة الهائلة من جديد في شركات قانونية، ما يعزز سيطرة المنظمة ويلوث الاقتصاد القانوني، حسب الإنتربول.
ووفقاً لـ«الإنتربول» فإن الانتشار الخفي لجرائم المافيا يشكل تهديداً ملحّاً وفريداً من نوعه، نظراً لأن الأواصر العائلية الوثيقة والممارسات السياسية والتجارية الفاسدة تسمحان لهذه الجرائم بالتغلغل في جميع قطاعات الحياة الاقتصادية.
وحسب بيان للإنتربول: «تتولى هذه المبادرة تنسيق نهج عالمي لإنفاذ القانون عن طريق الاستفادة من قدرات الإنتربول وأدواته التحليلية لتبادل الخبرات والمعلومات الاستخباراتية وأفضل الممارسات».
ويتم تمويل المشروع من إيطاليا، فيما يتيح توعية المجتمع الدولي ومساعدته على فهم ندرانغيتا وأساليب عملها من أجل تحويل المعلومات إلى اعتقالات وتقويض شبكات هذه المنظمة وأنشطتها.
وتشارك في التحالف الجديد كل من الأرجنتين، كندا، أستراليا، البرازيل، كولومبيا، ألمانيا، إيطاليا، سويسرا، إسبانيا، فرنسا، الولايات المتحدة، أوروغواي، وألمانيا.