السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

الخطوة تصطدم «بعقبة» حماس.. تركيا تبدي رغبتها في إعادة السفير إلى إسرائيل

الخطوة تصطدم «بعقبة» حماس.. تركيا تبدي رغبتها في إعادة السفير إلى إسرائيل

الرئيس التركي أردوغان.(أ ف ب)

قالت الحكومة التركية إنها على استعداد لإعادة سفيرها إلى تل أبيب، في حال التزمت الحكومة الإسرائيلية بالرد بالمثل، وفي نفس الوقت، وفق ما أعلنه مسؤول تركي لصحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية في تقرير لها اليوم الثلاثاء.

وذكر التقرير أن تركيا أبلغت إسرائيل بذلك أمس الاثنين، وتبقى نقطة الخلاف بين الجانبين حول وجود قادة بارزين لحركة حماس على الأراضي التركية.

تغير العلاقات التركية - الإسرائيلية

وأشار التقرير إلى أنه بعد أعوام من توتر العلاقات بين الجانبين، غيرت تركيا من سياساتها الخارجية تجاه المنطقة بصفة عامة، فقد قال الرئيس التركي في شهر ديسمبر الماضي «تركيا تريد تحسين العلاقات مع إسرائيل، والتعاون الاستخباراتي بيننا وبين إسرائيل مستمر»، وجاء ذلك بعد 3 أسابيع من عرض قدمه صديقه الأدميرال السابق جهاد يايجي، بترسيم الحدود البحرية ما بين تركيا وإسرائيل.

ولفت التقرير إلى أن عضو إدارة بلجنة السياسات الاقتصادية التابعة للرئاسة التركية، د.هانكان يورداكول حضر مؤتمر البرلمان اليهودي الأوروبي، والذي ركز على تجديد جدول الأعمال بين تل أبيب وأنقرة.

تغير السياسة التركية

وذكر التقرير أن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط، التي تريد تركيا إعادة تطبيع العلاقات معها، فقد أقدمت على نفس الشيء مع مصر، ففي 20 مارس الجاري أمرت القنوات الفضائية التي تبث من تركيا، وتتبع جماعة الإخوان، بالوقف الفوري لانتقاد مصر.

واعتبر التقرير أنه إذا وافقت تل أبيب على الاقتراح التركي بإعادة العلاقات بين البلدين، فعندئذ يمكن لحكومة أردوغان أن تعمل بشكل أو بآخر، على نقل أو التضييق على قادة حماس المقيمين على الأراضي التركية.

ونقل التقرير عن المحلل السياسي لجريدة (T24) التركية كاريل فالانسي، قوله «لم تنقطع العلاقات الدبلوماسية ما بين تركيا وإسرائيل، رغم كل الأحداث السلبية على مر السنين، وكلاهما استطاع الفصل ما بين الاقتصاد والسياسة، كما ساعد كل منهما الآخر في القضايا الإنسانية، وقناة الحوار بينهما مفتوحة باستمرار، ولهذا فليس من السهولة أن يتخلى أي منهما عن الآخر، وبينما عانت العلاقات فيما بينهما إلى حد كبير، فإن هناك حاجة إلى إرادة سياسية، وإلى إجراءات لبناء الثقة لإعادة مجريات العلاقة».

عقبات تطبيع العلاقات

وأضاف «العلاقات الثنائية بين البلدين كانت دوماً حساسة فيما يتعلق بالفلسطينيين، وفي نفس الوقت، فإن هناك مشكلة أخرى هي العداء ما بين أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبالنسبة للسياسة الخارجية التركية، فإن العزلة المتزايدة على تركيا في المنطقة، وتوتر علاقتها مع أمريكا، كانا بمثابة العامل الذي حفز عرض أنقرة بتطبيع العلاقات مع الدول الأخرى بالمنطقة، بما في ذلك إسرائيل».

وقال فالانسي "لن تتجاهل إسرائيل فرصة إصلاح العلاقات مع تركيا، لكنها تريد التأكد من نوايا أنقرة، فقد كانت تركيا شريكاً هاماً لإسرائيل في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والدفاعية، لكن الموقف تغير اليوم، فبينما تراجعت العلاقات الإسرائيلية- التركية، فقد استطاعت تل أبيب أن تقوي علاقاتها مع دول عديدة بالشرق الأوسط، والخليج العربي، وعلى إسرائيل أن تتصرف بحذر في ظل دعم أنقرة لحركة حماس.

كما نقل التقرير عن الخبير في السياسات التركية والسياسة الخارجية د.هاي إيتان كوهين ياناروجاك قوله «المصالح التركية الحالية تستوجب تغييراً فورياً في سياساتها الخارجية تجاه شرق البحر المتوسط وتجاه سوريا، فالنفوذ الإيراني يتصاعد في المنطقة، وتريد تركيا أن تكبح جماح طهران في سوريا، كما تفعل إسرائيل، وفي نفس الوقت تتدهور العلاقات التركية- الأمريكية يوما بعد يوم، ولهذا تحتاج أنقرة إلى أن تكون الدولة العبرية بمثابة جسر إلى واشنطن، للتخفيف من ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن».

وأضاف ياناروجاك «تطبيع العلاقات ما بين أنقرة وتل أبيب يصطدم بعقبة رئيسية وهي دعم تركيا لحماس، ولكنها ليست مشكلة مستحيلة، فيمكن لتركيا اتخاذ الإجراءات الضرورية للاستجابة للطلبات الإسرائيلية حول هذا الأمر، وما حدث من تعامل أنقرة مع جماعة الإخوان بالنسبة لمصر، يمكن أن يتكرر بالنسبة لحماس، وإذا كانت خطوات تركيا ضد جماعة الإخوان هي خطوات أولية، فيمكن لتركيا أن تتخذ خطوات هامة لإقناع إسرائيل بصدق نواياها».