الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

«حكومة أحمر الشفاه».. مضايقات تهدد الوزيرات الشابات في فنلندا

«حكومة أحمر الشفاه».. مضايقات تهدد الوزيرات الشابات في فنلندا

سانا مارين (الثانية على اليمين) ووزيراتها للتعليم والمالية والداخلية. (أرشيفية)

عندما استلمت الفنلندية سانا مارين، منصبها كرئيسة للوزراء نهاية 2019، انتشرت المعلومة حول العالم، الفتاة ذات الـ34 ربيعاً بهرت الكثيرين بكونها أصغر رئيسة وزراء في العالم، وأدهشت آخرين بقيادتها لتحالف من 4 أحزاب سياسية تقودها نساء، 3 منهن أصغر من 35 عاماً.

تَولِي هذه الكتلة النسائية شؤون الحكم في فنلندا، أثار ردود فعل إيجابية في البداية، لكن مع الوقت كشفت وسائل التواصل الاجتماعي عن موجة تنمر وكراهية واسعة تستهدف وزيرات «أسعد بلد في العالم».



صحيفة «لوموند» الفرنسية سلطت الضوء على تقرير رسمي يكشف تنامي ظاهرة «الاعتداء اللفظي» على وزيرات «سانا مارين»، ويعتبر الأمر تهديداً للديمقراطية الفنلندية.



وحسب التقرير، فقد انتشرت تعبيرات باللغة المحلية على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي تصف الحكومة بعبارات من قبيل «لواء أحمر الشفاه» مع شتائم وتعبيرات جنسية وأخرى ذات طابع تمييزي وذلك بشكل يومي ومباشر.

وتمحور التقرير الذي أعده مركز «ستراتكوم» للاتصال الاستراتيجي التابع لحلف شمال الأطلسي، حول موضوع «المضايقات المنسقة عبر الإنترنت ضد وزيرات الحكومة الفنلندية».



وأشارت «لوموند» إلى أن محللي المركز كشفوا عن تزايد مقلق في كم الرسائل «الجارحة» التي تتعرض لها الوزيرات يومياً، مشيرة إلى أن الأمر يتماشى مع تقارير سابقة لمنظمة العفو الدولية أظهرت ارتفاعاً في وتيرة الاعتداء اللفظي على النساء بشكل عام في منصة «تويتر».

وأظهرت بيانات تقرير «ستراتكوم» تعرض سانا مارين لحصة الأسد من المضايقات اللفظية على تويتر مقارنة مع بقية زميلاتها، فيما حلت وزيرة الداخلية ماريا أوهيسالو (36 عاماً) في المرتبة الثانية.



وقالت ماريا لـ«لوموند»: «في بلد ديمقراطي، من الطبيعي توجيه النقد للسياسيين، لكن ما لا يجب التسامح معه هو خطاب الكراهية»، مضيفة أنها تعرضت لأنواع التخويف ورسائل السب والشتم والكراهية، وقامت برفع دعوى قضائية بعد تهديدها بالقتل.

وفي مطلع ديسمبر الماضي، أدانت محكمة في هيلسنكي شاباً (30 عاماً) بالسجن 4 أشهر مع وقف التنفيذ، بعد نشره صورة لوجهه من خلال منظار بندقية مع رسالة تهديد بقتل وزيرة الداخلية الشابة على حسابه على «إنستغرام».



ونقلت «لوموند» شهادات لنائبات في البرلمان الفنلندي أكدن فيها تصاعد «العنف اللفظي» ضد النساء في فضاء النقاش العام خصوصاً على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أشارت إحداهن إلى معاناتها لسنوات مع وصفها بـ«انعدام الأنوثة» قبل إعلان ولادة ابنتها.



ويشير خبراء محليون إلى صعوبة رقابة هذا النوع من المحتوى الضار، حيث إن المنصات الرقمية تهتم أكثر باللغات عالمية الانتشار، فيما لا يتجاوز عدد المتحدثين بالفنلندية 5.5 مليون نسمة.

بدورها، واجهت رئيسة الوزراء الشابة، حملات الكراهية بشجاعة، قائلة في تغريدة على حسابها على «تويتر» حول الموضوع: «نعم النساء هن من يتولين إدارة الحكومة.. لنمض قدماً».