الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

محلل أمريكي: بايدن منح الحوثيين الضوء الأخضر عندما ألغى تصنيفهم كإرهابيين

محلل أمريكي: بايدن منح الحوثيين الضوء الأخضر عندما ألغى تصنيفهم كإرهابيين

جو بايدن - أ ف ب.

قلبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تماماً سياسة الإدارة السابقة الصارمة تجاه الحوثيين في الحرب الأهلية التي تدور رحاها في اليمن، بعدما كان وزير الخارجية السابق مايك بومبيو صنف المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران على أنهم «منظمة إرهابية أجنبية» في يناير الماضي.

وقال المحلل الاستراتيجي للشؤون الاقتصادية ورئيس المجلس الأمريكي الدولي للشرق الأوسط، الأمريكي الدكتور ماجد رفيع زادة في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي، إن هذه الخطوة كانت تهدف لتحميل الجماعة الإرهابية مسؤولية ما تقوم به من تصرفات، وكما أوضح بومبيو "هذه التصنيفات سوف توفر أدوات إضافية للتصدي للنشاط الإرهابي والإرهاب".

وتابع رفيع زادة أنه من خلال شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب، شجعت إدارة بايدن الحوثيين ومكنتهم ومنحتهم الضوء الأخضر للتصرف كيفما يشاؤون.

وتساءل رفيع زادة قائلاً: لماذا تشطب إدارة بايدن من قائمة التصنيف الإرهابي مجموعة ميليشيات ترتكب جرائم ضد الإنسانية وتجنّد الأطفال وتسبب لهم إصابات وتقتلهم؟

وبحسب التقرير العالمي لمنظمة هيومن رايتس ووتش لعام 2020: «منذ سبتمبر 2014، استخدم الحوثيون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بما في ذلك البعض الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة الأمم المتحدة للخبراء الدوليين والإقليميين البارزين بشأن اليمن لعام 2019. وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جند الحوثيون 1940 طفلاً».

ويستخدم الحوثيون أيضاً الألغام الأرضية للسيطرة على المدنيين في اليمن وردعهم وقتلهم، وبحسب تقرير لهيومن رايتس ووتش: «فإن الألغام الأرضية التي يزرعها الحوثيون في جميع أنحاء اليمن مستمرة في إلحاق الأذى بالمدنيين ومصادر أرزاقهم. وتستخدم قوات الحوثيين الألغام المضادة للأفراد والعبوات الناسفة بدائية الصنع والألغام المضادة للمركبات على طول الساحل الغربي لليمن، ما يسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين».

وقالت المنظمة: «لقد عرقلت الألغام الأرضية أيضاً قدرة عمال الإغاثة على الوصول إلى المجتمعات الأَولى بالرعاية وفي حاجة ماسة للمساعدات. تم توثيق استخدام الألغام الأرضية في 6 محافظات في اليمن منذ عام2015. ومنذ يناير عام 2018، قُتل على الأقل 140 مدنياً، من بينهم 19 طفلاً، بفعل الألغام الأرضية في محافظتي الحديدة وتعز فقط».

كما تلجأ ميليشيات الحوثي بشكل روتيني إلى أساليب عديدة للتعذيب. وأوردت هيومن رايتس ووتش في تقريرها وصف محتجزين سابقين لقيام ضباط حوثيين بضربهم بقضبان حديدية وبنادق، وتعليقهم على جدران في وضع تكون فيه أرجلهم لأعلى ورؤوسهم لأسفل وتقييد أذرعهم من خلاف. وتحدثت عن تظاهر أمهات وأخوات وبنات الرجال المختطفين أمام سجون المدن اليمنية الكبرى بحثاً عن أبنائهم المخطوفين، والآباء والإخوة وغيرهم من الأقارب الذكور، وقد تم تنظيم المظاهرات من جانب مجموعة تسمى "جمعية أمهات المختطفين".

وذكرت الجمعية أن هناك 3478 حالة اختفاء، وأن ما لا يقل عن 128 من المختطفين قتلوا.

وقال رفيع زادة إن شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب هو السبب على المرجح وراء قيام جماعة الحوثي بتصعيد هجماتها الصاروخية.

وبحسب تقارير، أطلق الحوثيون أكثر من 40 طائرة مسيرة وصاروخاً على المملكة العربية السعودية في شهر فبراير وحده. وقد اعترف المسؤولون الغربيون بهذا التصعيد.

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير رفيع المستوى، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، لشبكة «إن بي سي نيوز» إنه «بالتأكيد نحن على علم بزيادة مثيرة للقلق في هجمات الحوثيين عبر الحدود باستخدام منظومات عديدة، بما في ذلك صواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيرة».

وأدانت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا أيضاً هجمات الحوثيين.

ومن المرجح أن تكون الطائرات المسيرة والصواريخ المتطورة التي تستخدمها جماعة ميليشات الحوثي قد جاءت من النظام الإيراني، الذي اعترف بالجماعة الإرهابية بأنها الحكومة اليمنية الرسمية.

واستناداً إلى تقرير للأمم المتحدة صدر في يناير العام الجاري، هناك دليل قوي على أن إيران هي التي تزود الحوثيين بالأسلحة. وقال تقرير لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة: «تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الأفراد أو الكيانات في إيران يزودون الحوثيين بكميات كبيرة من الأسلحة والمكونات».

وتعتمد إيران في أغلب الأحيان على الطريق البحري لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، حيث تم في السابق مصادرة العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية، التي كانت متجهة إلى اليمن الذي مزقته الحرب.

وقال رفيع زادة إنه رغم وجود دليل متزايد على جرائم ارتكبها الحوثيون، قررت إدارة بايدن أن تمنح النظام الإيراني انتصاراً سياسياً غير مستحق.

وقال: «دعونا نأمل أن تعيد إدارة بايدن النظر وألا تعرض أيضاً للخطر تعزيز السلام والاستقرار الذي بدأ ينطلق أخيراً في كل ربوع الشرق الأوسط».