غضب إيطالي ضد عمدة روما بسبب «الكولوسيوم»

اجتاحت موجة غضب واسعة إيطاليا ضد رئيسة بلدية العاصمة روما بعد ارتكاب فريقها «خطأ لا يُغتفر» في حق تاريخ وتراث إيطاليا، وفق تعليقات كثير من الكتاب الإيطاليين.

وتعود بداية القصة إلى نشر فريق التواصل والعلاقات العامة التابع للعمدة فيرجينيا رادجي (42 عاماً)، مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لأشهر معالم روما، مبنى الكولوسيوم الشهير مع تعليق بصوت العمدة.

وبدل إظهار «الكولوسيوم» فخر إيطاليا، قام منتجو الفيديو باستخدام لقطات تظهر الساحة الرومانية الشهيرة في مدينة نيم الفرنسية المعروفة باسم «آرينا نيم» والتي تُشبه المبنى التاريخي وسط العاصمة الإيطالية.

وقال موقع إذاعة «أوروبا 1» إن الصحافة الإيطالية التقطت «الخطأ» سريعاً وبادرت بالرد على ما وصفته بـ«الإهانة»، إذ كيف يمكن أن تختلط الأمور إلى هذا الحد على محامية تعد أول امرأة ترأس بلدية روما؟ وفق بعض التعليقات.

وفي نفس الوقت، أشارت بعض الصحف إلى أن الأمر جاء بحسن نية، حيث إن مقطع الفيديو الذي انتشر بشكل سريع كان الهدف منه استعراض جمال معالم المدينة الإيطالية ضمن فعاليات الاستعداد لمسابقة لرياضة الغولف من المقرر تنظيمها في روما.

وقال موقع «أوروبا 1» إن «الصحافة الإيطالية فضلت الضحك والسخرية من هذا التصرف، فيما اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي غضباً من هذا الخلط الغريب».

بدورهم، انتهز الفرنسيون «الغلطة الإيطالية» وغرد مساعد عمدة بلدية نيم الفرنسية إكزافي دويس، شاكراً فريق العمدة فيرجينيا على هذا التصرف الذي أظهر معالم مدينته الفرنسية بشكل جميل، ومستخدماً في نهاية تغريدته وسم: «كل الطرق تؤدي إلى نيم».

ويشير الموقع نقلاً عن وسائل إعلام إيطالية إلى أن تداعيات هذا الخطأ السياسية، يُمكن أن تؤثر على طموح العمدة فيرجينيا في إعادة انتخابها من جديد على رأس العاصمة الإيطالية في الانتخابات المقبلة.

وترأس فيرجينيا رادجي بلدية روما منذ 20 يونيو 2016، حيث فازت بالانتخابات ضمن حزب حركة النجوم الخمسة المعروف بخطه السياسي القائم على مناهضة الفساد.

ويرجع تشييد المدرج الروماني العملاق «الكولوسيوم» إلى عهد الإمبراطورية الرومانية في القرن الميلادي الأول، ويعد المدرج بمثابة العمل الأكبر الذي شيدته هذه الإمبراطورية.

في المقابل، تعتبر «آرينا» نيم أهم معالم المدينة الواقعة في جنوب فرنسا شيدها الرومان بعد بناء الكولوسيوم وتعد مصدر فخر لسكان المدينة ووجهة سياحية مهمة.