الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

«استعمار جديد».. دول غربية تخزن اللقاحات وتستخدمها كقروض للبلدان الفقيرة

«استعمار جديد».. دول غربية تخزن اللقاحات وتستخدمها كقروض للبلدان الفقيرة

اللقاحات وسيلة جديدة للمساومة بين الدول. (أ ف ب)

حذرت صحيفة صحيفة «الغارديان» من أن السباق للاستحواذ على اللقاح من جانب الدول الغربية يعيد إلى الأذهان الفكر والأسلوب الاستعماري القديم لاستغلال الدول.

وقالت الصحيفة البريطانية، اليوم الأربعاء، إنه في الشهر الماضي، لم تقم 130 دولة بعد بإعطاء جرعة واحدة من اللقاح حتى منتصف فبراير الماضي، في حين أن لدى الولايات المتحدة جرعات تكفي لثلاثة أضعاف سكانها.

وأضافت: «مع اقتراب الدول الغربية من تطعيم سكانها بشكل فعال، فإن الكثير من بقية الكوكب خائفون من السلالات الجديدة من فيروس كورونا، والآثار طويلة المدى للوباء وعواقبه الاقتصادية».

وتابعت «بعض البلدان ليست مستعدة لرؤية وصول لقاح على نطاق واسع حتى عام 2023، وهو ما يثير تساؤلات حول التوزيع غير المتكافئ الذي يحدث حالياً بسبب دول غربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث تسبب جشع الحكومات، والشركات المنتجة للقاح في ظهور شكل جديد وخطير من عدم المساواة العالمية».

جهود الولايات المتحدة في تخزين اللقاحات بدأت مع دونالد ترامب الذي رفض المشاركة في مبادرة كوفاكس التي تهدف إلى ضمان توزيع مليارَي لقاح على البلدان المحتاجة.

وعلى الرغم من أن جو بايدن انضم إلى كوفاكس، لكنه قام في الغالب بإلغاء أولوية المنظمة من أجل ضمان تلقيح الأمريكيين أولاً وقبل كل شيء - حتى لو كان ذلك يعني عدم استخدام اللقاحات المخزنة.

وبعد الانتقادات، وافق بايدن على توزيع بعض اللقاحات غير الضرورية للمكسيك وكندا. وأشارت الغارديان إلى أن هذا ليس عملاً كريماً بقدر ما هو عمل من أعمال المصلحة الذاتية، ويهدف إلى ضمان عدم التراجع عن عملية التطعيم الأمريكية من خلال وجود دول غير محصنة على حدودها.

وبحسب الصحيفة فإن هذه الخطوة هي في الأساس نوع من أنواع القروض على الطريقة الأمريكية.

وأضاف تقرير الغارديان أن كندا أيضاً تعطي الأولوية لنفسها على حساب الدول الأخرى. فهي تعرقل إنتاج اللقاح الخاص بها بسبب خصخصة مختبر لقاحات مملوك للحكومة. وعلى الرغم من الانتقادات الدولية الكبيرة، قررت كندا استخدام كوفاكس لمصلحتها الخاصة، للحصول على 1.9 مليون جرعة لقاح مخصصة أساساً للدول الفقيرة.

وقالت الغارديان إن العديد من اللقاحات تتطلب جرعتين، وقد يكون من المنطقي تخزين بعض اللقاحات، لكن من الواضح أن هذه البلدان قد تجاوزت حدودها بمئات الملايين.

وأضافت أن الشركات أيضاً تغذي الكثير من عدم المساواة التي نواجهها وتخلق ندرة زائفة لما ينبغي أن يكون منفعة عامة عالمية، حيث يمكن أن تكون اللقاحات قيد الإنتاج في جميع أنحاء العالم، لكن براءات الاختراع المملوكة لشركات الأدوية تمنع حدوث ذلك.

جامعة أوكسفورد على سبيل المثال، وعدت في البداية بإنتاج لقاح مفتوح المصدر يمكن استنساخه من قبل أي شخص لديه القدرة على القيام بذلك. وهذا من شأنه أن يسمح للبلدان، التي كانت خاضعة لعقود وقرون من الاستعمار، بأن تساهم في إنتاج اللقاح، ومواجهة الاستعمار في شكله الحديث الذي ترتكبه الشركات في المقام الأول. لكن ذلك لم يحدث.

وقال التقرير إن ثروة أوروبا والولايات المتحدة تم بناؤها ولا يزال يتم الحفاظ عليها من خلال استغلال دول الجنوب العالمي (الدول التي كانت مستعمرات للغرب)، ومن المرجح أن تكون الدول الغربية قادرة على تحمل الآثار طويلة المدى لكورونا، بينما ستعاني البلدان الأقل ثراءً من عواقب اقتصادية خانقة ومن المرجح أن يتم دفعها إلى دائرة الديون التي لا نهاية لها من القروض التي من المفترض أن تكون تعويضات إذا عشنا في عالم أكثر عدلاً.