الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أكثر من 3 ملايين وفاة.. الدول الفقيرة تتكبد النسبة الأكبر من وفيات كورونا

أكثر من 3 ملايين وفاة.. الدول الفقيرة تتكبد النسبة الأكبر من وفيات كورونا

زاد عدد الوفيات التي سجلتها البرازيل بنسبة 5ر9 % - أ ف ب.

تستمر وتيرة الوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بلا هوادة، على الرغم من جهود التطعيمات العالمية، وقد صارت الدول الأكثر فقراً حول العالم تتكبد حالياً النسبة الأكبر من الوفيات بصورة متزايدة.

وقد أسفر فيروس كورونا الذي اكتُشف لأول مرة في عام 2019، عن وفاة أكثر من 3 ملايين شخص، حيث تم تسجيل آخر مليون حالة وفاة أسرع من المليوني حالة الأولين، بحسب ما ذكرته وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

واستغرق الأمر نحو 8 أشهر ونصف بعد تسجيل أول حالة وفاة في الصين حتى بلغت الوفيات المليون الأول، ثم لم يمر سوى ثلاثة أشهر ونصف أخرى للوصول إلى المليون الثاني. ثم تجاوز عدد الوفيات الثلاثة ملايين يوم السبت الماضي، بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، وذلك بعد مرور نحو 3 أشهر فقط من تجاوز حاجز المليون الثاني في 15 من يناير الماضي.

ويشار إلى أن قِصَر الفترة الفاصلة بين تسجيل كل مليون حالة والأخرى، إلى جانب العدد المتزايد من الحالات الجديدة التي يتم تسجيلها في جميع أنحاء العالم، يوجه صفعة للآمال بشأن اقتراب موعد نهاية الوباء في ظل نشر اللقاحات على نطاق واسع.

ومن المرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية للوفيات المرتبطة بالإصابة بمرض «كوفيد-19» الناتج عن الإصابة بالفيروس، أعلى بكثير من 3 ملايين، بسبب التقارير غير المكتملة في أنحاء العالم، بحسب «بلومبيرغ».

ويؤكد ذلك المنعطف الكئيب اتساع التفاوت في مكافحة الوباء العالمي، وهو ما يتوازى مع الفجوة المتعلقة بالوصول إلى اللقاح. وبينما تباطأت معدلات الوفاة إلى حد كبير في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا بفضل حملات التطعيم التي تعد بالعودة إلى بعض مظاهر الحياة الطبيعية، فإن دول العالم النامي، ولا سيما البرازيل، تتحمل عبء حصيلة الوفيات المتزايدة.

ويشار إلى أن هناك 5 دول فقط تم فيها تسجيل نحو نصف آخر مليون حالة وفاة. فقد سجلت الولايات المتحدة وحدها 18% من إجمالي الوفيات العالمية، وهي ما زالت الدولة ذات أعلى نسبة وفيات. إلا أن الوضع يتغير في الوقت الحالي، حيث صارت حالات الوفاة تتزايد في الأجزاء الأقل ثراء من العالم، ومن بينها تلك التي تكافح من أجل الحصول على اللقاحات.

ومن بين آخر مليون حالة وفاة تم تسجيلها حول العالم، زاد عدد الوفيات التي سجلتها البرازيل بنسبة 5ر9 % بالمقارنة مع المليون حالة وفاة السابقة، تليها المكسيك وبيرو.

من ناحية أخرى، انخفض عدد الوفيات في دول أخرى عند تسجيل المليون حالة وفاة الأخيرة، حيث كانت الهند وإيران والأرجنتين أكثر الدول التي شهدت تراجعاً في أعداد الوفيات. كما كان للدول المتقدمة، من إيطاليا والولايات المتحدة إلى فرنسا وبلجيكا، نسبة أقل من حيث عدد الوفيات الجديدة التي تم تسجيلها بالمقارنة مع نسبتها عند تسجيل المليون وفاة السابقة.

ومن جانبهم، يقول مسؤولو الصحة العامة إن النتائج تؤكد ضرورة توصيل اللقاحات إلى جميع دول العالم. ويشار إلى أن نحو 40% من اللقاحات المضادة لمرض «كوفيد-19» ذهبت إلى أشخاص في 27 دولة غنية تمثل 11% فقط من سكان العالم، بحسب إحصاءات وكالة «بلومبيرغ» للأنباء.

من ناحية أخرى، يقول بالي بوليندران، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، إن وتيرة إعطاء اللقاحات صارت أسرع بنسبة 2400% في أغنى دول العالم، مضيفاً أن «هناك الكثير من الدول التي لم يحصل فيها المواطنون على تطعيم واحد».

وقال: «لا يكفي تطعيم الجميع في دولة واحدة. ما لم يتم تطعيم جميع السكان، لن نتمكن من السيطرة على الوباء».

وتمثل التفاوتات في الحصول على اللقاحات خطراً على العالم، فكلما زاد انتشار فيروس كورونا بدون رادع، زادت فرص تطوره لسلالات جديدة خطيرة. وقد ثبت بالفعل أن بعض اللقاحات المستخدمة حالياً، أقل فعالية ضد السلالات الجديدة، مثل السلالة التي تم اكتشافها في جنوب أفريقيا. ولا يمكن استبعاد فرضية دخول سلالة إلى دولة حصلت على التطعيمات اللازمة بصورة كبيرة، مما يؤدي إلى حدوث موجة أخرى من انتشار حالات الاصابة بـ«كوفيد-19».

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قال في إحاطة إعلامية في وقت سابق من الشهر الجاري، إن «اللقاحات تعطي لنا ضوءاً في نهاية النفق، ولكننا لم نصل إلى هناك بعد... يجب علينا جميعا الاستمرار في حماية أنفسنا ومن حولنا، من خلال اتخاذ الخيارات الصحيحة».