الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فرح وارتياح أمام محكمة مينيابوليس بعد إدانة شوفين

سادت أجواء من الفرح أمام محكمة مينيابوليس، فور الإعلان عن إدانة الشرطي الأمريكي ديريك شوفين بتهمة قتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد.

وتجمع أكثر من 200 شخص بانتظار صدور القرار، وعلى الفور بدأ كثيرون يجهشون بالبكاء لدى سماعهم بأن شوفين «مذنب!».

وأعلن رجل بمكبر للصوت أن الشرطي الأبيض ديريك شوفين المدان بقتل فلويد، «مذنب بالتهم الثلاث» الموجهة إليه مفصلاً الحكم الصادر بحقه. وأضاف «اليوم نحتفل بإحقاق العدالة في مدينتنا».

ويقول لافيد ماك، الشاب الأبيض البالغ الـ28 من العمر: «أكاد لا أصدق صدور هذه الإدانة».

وكان من غير المرجح أن تتم إدانة شوفين.

وتبتعد امرأة من الحشود وتعجز عن الكلام لشدة تأثرها وتعانق صديقتها، فيما تعبر أخرى تدعى أمبر يانغ وهي تبكي عن ارتياحها قائلة: «الآن بات في إمكاننا تنفس الصعداء».

وتضيف: «كانت هذه السنة في غاية الصعوبة. آمل أن نتمكن الآن من تضميد جراحنا». وتقول هذه الأمريكية من أصل أفريقي إن «علينا الآن أن نحارب لدونتي رايت» الشاب الأسمر البالغ الـ20 من العمر الذي قتل في 11 أبريل برصاص شرطية بيضاء في ضاحية مينيابوليس نفسها.

ورددت مجموعة من 10 أشخاص يرفعون قبضتهم عالياً عبارة: «قوة السود!».

وقبل صدور الحكم، حمل رجل زجاجة كحول، مؤكداً أنه سيفتحها في حال إدانة ديريك شوفين.

وقطعت الطريق المؤدية إلى المحكمة أمام حركة السير والعديد من السيارات التي اضطرت إلى تغيير مسارها، كما انطلقت أبواق السيارات للاحتفال مع الحشود.

وسرعان ما انتقلت الاحتفالات إلى جنوب المدينة حيث قتل فلويد.

في هذا الشارع، تجمع أكثر من ألف شخص للاحتفال بالحكم، مرددين اسم جورج فلويد. وجاء البعض مع أسرهم مصطحبين أولاداً أو رضعاً أو حتى كلابهم، ورقصوا على إيقاع فرقة موسيقية.

وجاءت رايتشل شيلد المرأة البيضاء في الـ42 مع ولديها للمشاركة في هذه اللحظة «التاريخية». وقالت: «شعرنا أنه من الأهمية بمكان أن نكون حاضرين».

وتضيف هذه المرأة التي تعمل في كنيسة: «من النادر تحقيق انتصارات في هذه المعركة».

وعند سؤالها ماذا ستفعل، ابتسمت وقالت إنها ستحتفل الليلة: «سنواصل معركتنا وسنمضي قدماً».

في هذا الحي السكني المختلف تماما عن وسط المدينة، بقيت المتاجر مفتوحة والأدلة التي تشير إلى أن المكان الذي وقعت فيه المأساة، هي في كل مكان.

وتعرض لوحة إعلانية صورة فلويد وشعارها الرئيسي: «تذكروا».

كما وضعت زهور وصور لأحمد أربري، ودونتي رايت، وتامير رايس، وبريونا تيلور، الذين قُتل معظمهم على أيدي الشرطة، على منحوتة معدنية بقبضة مغلقة.

وترى حنان أبو بكر (28 عاماً) أن الإدانة يجب أن تصبح الآن علامة تغيير. وتضيف «على الشرطة أن تتصرف معنا باحترام وكرامة وليس بأحكام مسبقة وانحياز. يجب أن يعاملونا كما يعاملون شخصاً أبيض».

وفي الأسابيع التي سبقت الحكم، كان التوتر ظاهراً في مينيابوليس التي شهدت تظاهرات مضطربة بعد مقتل فلويد العام الماضي.

وسير جنود الحرس الوطني دوريات في شوارع المدينة خلال هذه الفترة وتحصنت معظم المحال التجارية المحيطة بالمحكمة خلف ألواح خشبية.

وفي محيط المحكمة، شهدت آليات الجيش المدرعة خلف الكتل الخرسانية والبوابات التي يبلغ ارتفاعها 3 أمتار على الطبيعة الحساسة للمحاكمة التي انتهت الآن.