الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بايدن يكشف هدف واشنطن «الطموح» في قمة المناخ

بايدن يكشف هدف واشنطن «الطموح» في قمة المناخ

مجسم للكرة الأرضية في سيئول بمناسبة يوم الأرض. (أ ب)

يستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، قمة عالمية حول المناخ عبر الإنترنت تؤكد عودة الولايات المتحدة إلى الخطوط الأمامية لمكافحة الاحتباس الحراري، عبر تحديدها هدفاً «طموحاً» يأمل بايدن أن يشكل قدوة لباقي العالم.

وسيلقي الرئيس الديمقراطي كلمة صباح الخميس قبل قادة 40 دولة دعوا إلى هذا الاجتماع الذي يستمر يومين، بمن فيهم الصيني شي جينبينغ، والروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وحتى البابا فرنسيس.

أعاد بايدن الولايات المتحدة، في اليوم الأول من ولايته في يناير، إلى اتفاقية باريس للمناخ التي انسحب منها سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل 4 سنوات.

منذ ذلك الحين وخلافاً لخطاب الرئيس الجمهوري السابق المشكك في قضية المناخ، يطلق فريقه التحذيرات بشأن «حالة الطوارئ» لتجنب «كارثة». وكشف الرئيس الـ46 للولايات المتحدة خطة ضخمة للبنية التحتية الأمريكية تتضمن شقاً مهماً للانتقال البيئي.

لكن سيتم رصد مواقفه بدقة خلال القمة التي ينظمها بمناسبة «يوم الأرض»، للضغط على الدول الكبرى المسببة للتلوث «لترفع مستوى طموحاتها» في مكافحة الاحتباس الحراري.

في الواقع، وعد بايدن بالكشف عن حجم الالتزام الجديد لواشنطن للمساهمة في الإبقاء على زيادة الاحتباس الحراري دون درجتين مئويتين وإذا أمكن 1,5 درجة، مقارنة بما قبل العصر الصناعي، كما هو وارد في اتفاقية باريس الموقعة في 2015، عندما كان بايدن نائباً للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

هذا الهدف العالمي ما زال بعيد المنال في الوضع الحالي للتعهدات الوطنية.

ويتوقع الخبراء أن يلتزم بايدن بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بحلول 2030 بمقدار نصف ما كانت عليه في 2005، أي ضعف الهدف السابق المتمثل بخفض بين 26 و28% بحلول 2025.

وبدا أن مستشارة بايدن للمناخ، جينا مكارثي، تؤكد حجم الخفض الذي دعت إليه أطراف عدة، بما في ذلك شركات أمريكية خاصة كبرى. وقالت للإذاعة العامة «إن بي آر» إن «لدينا الفرصة لنكون جريئين جداً، وسنستغلها».

واستناداً إلى هذا الهدف الطموح، دعا المسؤولون الأمريكيون الثلاثاء إلى «مستوى غير مسبوق من التعاون العالمي». وقال أحدهم إنه يتوقع «أفعالاً في هذا الاجتماع» الذي يشكل خطوة كبيرة على طريق مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ المقرر عقده في نهاية العام الجاري في غلاسكو في اسكتلندا.

وصرح هذا المسؤول: «ننتظر من القادة أن يصدروا إعلانات لرفع مستوى طموحاتهم».

وأبدت القوى الرئيسية المشاركة التي تمثل مجتمعة 8% من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون، تجاوباً.

وأكد رئيس الصين، التي تحتل المرتبة الأولى بين الدول في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مشاركته رغم التوتر الشديد مع واشنطن.

من جهته، وعد الرئيس الروسي، وهو على خلاف مع الولايات المتحدة أيضاً، بأن تخفض بلاده التي تعد من الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات، الحجم التراكمي لصافي غازات الاحتباس الحراري إلى أقل من انبعاثات الاتحاد الأوروبي في الأعوام الـ30 المقبلة.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد توصل في اللحظة الأخيرة إلى اتفاق على خفض «لا يقل عن 55%» لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030، مقارنة بما كانت عليه في 1990.

ويتوقع أن يدافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن خطته المعززة التي أعلنها الثلاثاء وتقضي بخفض نسبته 78% بحلول 2035 عما كانت عليه الانبعاثات في 1990.

كما سيتعهد نظيره الكندي جاستن ترودو بخفض بنسبة 40- 45% بحلول 2030 مقارنة بعام 2005، بدلاً من 30% في الخطة السابقة، حسب إذاعة كندا.

حتى الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو المقرب من دونالد ترامب وبدرجة أقل من جو بايدن، وجه إلى الرئيس الأمريكي رسالة تعهد فيها بإنهاء الإزالة غير القانونية لغابات الأمازون بحلول 2030، على الرغم من تشكيك المراقبين.

وتشكل القمة رهاناً كبيراً لمصداقية الرئيس الأمريكي الجديد الذي يريد أن يثبت نفسه كزعيم عالمي في مكافحة الاحتباس الحراري، لكن عليه أن يطمئن بلاده في هذا الشأن.

وقالت الخارجية الصينية الأسبوع الماضي إن العودة إلى اتفاق باريس ليست «انتصاراً» بل تشبه «عودة طالب سيئ إلى المدرسة بعد تغيبه عن الدروس».

وفي غياب الولايات المتحدة في عهد ترامب، قوبل شي جينبينغ بالتصفيق في نهاية 2020 بإعلانه أن بلاده ستبدأ في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل 2030، لتحقيق «الحياد الكربوني» -أي المساواة بين حجم الغازات التي تنبعث والتي يتم امتصاصها- بعد 30 عاماً.

ووضعت الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين مسببتين للتلوث في العالم، خلافاتهما جانباً وتعهدتا السبت «بالتعاون» في مجال تغير المناخ، بعد زيارة إلى شنغهاي قام بها المبعوث الأمريكي جون كيري الذي اعتبر أي غياب للتعاون «انتحاراً».