يشعر المسلمون في الولايات المتحدة بالسعادة خلال رمضان هذا العام لأن المساجد تفتح أبوابها طوال الشهر الذي ينتهي بحلول 12 مايو، حتى وإن كانت الأمور لا تزال بعيدة عن الأجواء المعتادة.
في مثل هذا الشهر من العام الماضي، تم إغلاق أبواب المساجد بسبب جائحة فيروس كورونا، لكن الآن، مع انخفاض معدل الإصابات في الغالب في جميع أنحاء البلاد وتلقي ملايين الأمريكيين اللقاح، تعيد المساجد فتح أبوابها مع اتباع التدابير الاحترازية.
وتم إعطاء جرعة واحدة على الأقل لحوالي 140 مليون شخص في الولايات المتحدة. ومع نهاية شهر مارس الماضي أصبح بإمكان جميع سكان الولايات المتحدة تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بعد أن تم تطعيم أكثر من نصف البالغين في البلاد.
وتمكن حوالى 50.4% من الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً من تلقي جرعة واحدة من لقاح على الأقل، و32.5% تلقوا الجرعتين خصوصاً الكبار في السن الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عاماً، وفق بيانات الوكالة الفيدرالية للصحة العامة في البلاد.
بالنسبة للمسلمين، الذين يشكلون حوالي 1% من سكان الولايات المتحدة، فإن رمضان هو فرصة لاستعادة الروحانيات والصيام خلال ساعات النهار ومساعدة المحتاجين في محاولة لجلب الأجواء التي يفتقدونها طوال العام، بحسب تقرير لموقع «صوت أمريكا».
وقال أمير محمد، من إثيوبيا، الذي يذهب إلى مسجد في الإسكندرية بولاية فيرجينيا: «لا يزال رمضان مختلفاً بعض الشيء.. لكن حتى مع ارتداء الأقنعة وفحص درجات الحرارة وتقليص عدد الأشخاص في المساجد إلى نصف سعتها لا تزال هذه نعمة».
ويتفق معه الإمام نعيم بايج، مدير التواصل في مركز دار الهجرة الإسلامي في فولز تشيرش بولاية فيرجينيا، قائلاً: «الناس سعداء للغاية لأن المسجد مفتوح.. إنه يمنحهم فرصة لرؤية بعضهم البعض والصلاة معاً - شعور المجتمع الذي لا يمكنك الحصول عليه من خلال التواجد في المنزل.«
خلال العام الماضي، استخدمت بعض المساجد التكنولوجيا لمواصلة هذا الشعور. وقال بايج: «ما زلنا نبث صلاة الجمعة على الهواء مباشرة على صفحة مسجدنا على فيسبوك».
إلى جانب البث المباشر للصلاة، يقيم مركز وورسيستر الإسلامي في ماساتشوستس أيضاً برامج تعليمية افتراضية للشباب حول مواضيع تتعلق بالإسلام والأسرة.
بعض الأشياء لم تعد إلى طبيعتها بعد، مثل وجبات الإفطار الجماعي في المساجد، حيث اختفت هذه الظاهرة إلى حد كبير من أغلب المساجد في الولايات المتحدة، بحسب ما قاله لـ«الرؤية» أحمد فال من السنغال.
وأضاف فال الذي يذهب للصلاة في المركز الإسلامي بواشنطن العاصمة: «الإفطار الجماعي كان من الأشياء المهمة في المساجد خاصة لمن يعيشون في الولايات المتحدة بدون أسرهم، فهو تجمع يعوض غياب الأسرة والأهل والأجواء العائلية المحببة خلال شهر رمضان، لكن على الأقل المسجد مفتوح».
الإمام رفيق مهدي، المؤسس المشارك للجالية الإسلامية في نوكسفيل بولاية تينيسي، ومدير التواصل في الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية، وهي منظمة للخدمات الاجتماعية يقول: «أفتقد دعوة الأصدقاء والعائلة لتناول الإفطار، أفتقد الصداقة الأوقات الجميلة والسمر وسماع ضحك الأطفال».
ورغم هذه الأجواء قامت بعض المساجد والجمعيات الإسلامية بالانخراط في أعمال خيرية تحافظ على إجراءات التباعد الاجتماعي، بما في ذلك تعبئة وتوزيع صناديق المواد الغذائية الأساسية للمحتاجين، كما حدث في لوس أنجلوس ودالاس وسبرينجفيلد بولاية فيرجينيا .
هاني الفراش، صحفي مقيم في فيرجينيا، يؤكد أن السلطات الأمريكية تعطي أولوية قصوى للتطعيم ووصوله لجميع الفئات، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها حتى انهم يتصلون بجميع الناس للتأكد من تلقي اللقاح.
وأضاف الفراش في تصريحات لـ "الرؤية" أن بعض المساجد وفرت خدمة تسليم وجبات الإفطار الجاهزة لقائدي السيارات في رمضان من خلال "درايف ثرو" في محاولة لمنع التزاحم والالتزام بإجراءات التباعد.
وأشار الفراش إلى أن بعض المراكز الإسلامية وضعت خياما كبيرة بجوار المساجد لإتاحة المزيد من المساحة للمصلين وضمان التهوية الجيدة لأماكن الصلاة للحفاظ على سلامة المصلين.
في كل المساجد في الولايات المتحدة تم اتباع الإجراءات الاحترازية للتباعد الاجتماعي لمنع انتشار العدوى. إمام المركز الإسلامي في مدينة ديفيز بولاية كاليفورينا، عمار شاهين، وضح في فيديو عبر صفحة المركز على فيسبوك اطلعت عليه الرؤية، قبل بداية الشهر كل الإجراءات للمصلين، وتم إبلاغ المصلين بأن يحضروا إلى المسجد ومعهم القناع وسجادة الصلاة.
وشدد شاهين على أن كل المصلين سيخضعون لفحص درجة الحرارة قبل الدخول للصلاة وتم تخفيض الكثافة داخل المسجد وباحته إلى 50% فقط لمنع التزاحم.