الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

نقص الأكسجين.. لماذا تغافل العالم عن أزمة متوقعة منذ أشهر؟

نقص الأكسجين.. لماذا تغافل العالم عن أزمة متوقعة منذ أشهر؟

تجهيز اسطوانات الاكسجين لمرضى كوفيد في فنزويلا.(أي بي أيه)

قال نشطاء إن مشاهد العائلات في الهند التي تبحث بشدة عن الأكسجين لمرضى كوفيد المصابين بأعراض خطيرة ستتكرر في بنغلاديش وإثيوبيا ودول أخرى في أفريقيا وحول العالم ما لم يتم بذل جهد دولي كبير لضمان حصول جميع البلدان على إمدادات أكسجين جيدة.

ويقول النشطاء إن التركيز على اللقاحات والاختبارات، على الرغم من أهميته، طغى على الحاجة إلى الأكسجين، وهو منتج رخيص الثمن ومتوفر بسهولة في البلدان ذات الدخل المرتفع، لكنّ هناك نقصاً في المعروض في أماكن أخرى من العالم.

قبل الهند، كانت هناك لقطات مروعة بالمثل في البرازيل حيث طالب الأقارب المنهكون بالأكسجين لإبقاء أفراد الأسرة على قيد الحياة.

وقال كيفين واتكينز، مدير منظمة إنقاذ الطفولة، إنه كان ينبغي توقع الأزمة. كلف نقص الأكسجين حياة الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي في أفريقيا لسنوات -أقل من واحد من كل خمسة أطفال يحصل على العلاج بالأكسجين الذي يحتاجونه- والآن يتم تحويل الإمدادات الشحيحة من عنابر الأطفال ووحدات التوليد بسبب أزمة كوفيد.

وقال: «إنه لأمر مشين أننا غفلنا عن أزمة كانت متوقعة منذ شهور لأن الجميع يركزون بشدة على أجهزة التنفس الصناعي واللقاحات».

وقالت ليث جرينسلاد، منسق تحالف Every Breath Counts، الذي يحاول دق ناقوس الخطر منذ مارس من العام الماضي، إنه حتى الدول ذات الموارد الجيدة مثل إيطاليا نفد الأكسجين لديها في بعض الأحيان في الموجة الأولى.

وأضافت: «كان أعضاؤنا يقولون إن هذا سيكون كابوساً.. لن يتمكن الناس من الحصول على الأكسجين. لقد استغرق الأمر منا عاماً، حتى فبراير 2021، للحصول على دعم الأمم المتحدة وغيرها لإنشاء فريق عمل طوارئ الأكسجين تحت اسم (الفعل السريع)».

لقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً نظراً لوجود «نقطة عمياء» في بنية الصحة العالمية، على حد قولها.

وتابعت أن المؤسسات الدولية كالبنك الدولي، لديها عدد قليل من الأشخاص ذوي الخبرة في مجال الأكسجين. ومع ذلك، بالإضافة إلى الاحتياجات الحالية غير الملباة من الأكسجين في حالات الالتهاب الرئوي والملاريا وصحة الأم، لدينا الآن كوفيد وربما دخلنا «عصر الأوبئة الصحية التنفسية»، على حد قولها.

وتقدر الاحتياجات العالمية من الأكسجين اللازم لمرضى كورونا بـ27.4 مليون متر مكعب لإبقاء المرضى على قيد الحياة كل يوم، أي 3.9 مليون أسطوانة كبيرة كل يوم. ويقول النشطاء إن تلبية هذه الحاجة لمدة عام سيكلف 6.2 مليار دولار.