الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

«سكيكست».. بريطانيا تخشى تجرع كأس «بريكست»

تستعد بريطانيا لواحدة من أكثر الانتخابات المحلية والإقليمية التي ستشهد عدداً من المواجهات المثيرة والصاخبة في السياسة البريطانية، حيث سيتجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في 6 مايو الجاري.

وستشمل عمليات التصويت انتخابات كل من البرلمان الاسكتلندي التي قد تؤدي إلى استقلال اسكتلندا، وانتخابات فرعية في شمال بريطانيا.

عدد مقاعد غير مسبوق

تعد هذه الانتخابات عن عامين وليس عاماً واحداً، وذلك بسبب تأجيل الانتخابات التي كان مقرراً إجراؤها في عام 2020 بما في ذلك انتخابات بلدية لندن بسبب أزمة فيروس كورونا.

ولهذا السبب يجرى التنافس على أكثر من 5000 مقعد في المجالس البريطانية والهيئات الإدارية، وهو عدد غير مسبوق وفقاً لموقع بوليتيكو.

وهناك حوالي 143 مقعداً في المجالس الإنجليزية شاغرة، بالإضافة إلى 129 مقعداً في البرلمان الاسكتلندي، و60 مقعداً في الجمعية الويلزية، و13 مقعد رئيس بلدية، وغيرها.

وقال خبير الانتخابات روبرت هايوارد إنه من المنطقي النظر إلى النتائج على أساس جغرافي لمعرفة ما إذا كانت الأحزاب ستحقق مكاسب أو خسائر في ساحات المعارك الرئيسية بدلاً من إيلاء الكثير من الاهتمام إلى الأرقام الإجمالية.

وستتجه الأنظار بشكل كبير إلى اسكتلندا، وعلى ما يسمى بالجدار الأحمر، وهي منطقة في وسط وشمال بريطانيا.

سكيكست ساحة قتال

في اسكتلندا من المتوقع أن يأخذ الحزب الوطني الإسكتلندي أي نوع من الأغلبية باعتباره تفويضاً لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال، وسواء كان ذلك يعني أغلبية مطلقة أو أغلبية جماعية مع حزب الخضر الاسكتلندي المؤيدين أيضاً للاستقلال.

وفي حال فشل الحزب الوطني الاسكتلندي، فإن خصومه في وستمنستر سوف يعتبرون أن النقاش بشأن الاستقلال قد مات.

ومن المتوقع أن تنظر السلطات في وستمنستر في جميع بيانات التصويت لقلب النتيجة ضد قبول تفويض الاستفتاء، وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الاسكتلنديين يؤيدون الانفصال عن بريطانيا، والذي أصبح معروفا إعلامياً بمصطلح «سكيكست» على وزن مصطلح «بريكست» الذي أشار لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

خطر الاستقلال

تثير فكرة استقلال اسكتلندا عن بريطانيا قلق الحكومة البريطانية، وهناك العديد من المقترحات التي تم تقديمها لرئيس الوزراء بوريس جونسون من أجل دراسة خطة لمنح الأقاليم البريطانية في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية تفويضاً بسلطات أكثر.

ولا تقتصر مخاطر انفصال اسكتلندا على المملكة المتحدة فحسب، بل تهدد مصالح الولايات المتحدة أيضاً والتحالف الغربي عموماً، كما يرى الخبراء أن سكيكست سيؤثر على مكانة بريطانيا الدولية، ويسهل لبعض القوى العالمية كروسيا والهند التشكيك في عضوية بريطانيا الدائمة في مجلس الأمن الدولي في حال انفصال اسكتلندا.

القوة العسكرية

ومن أهم النقاط التي لا يجب التغاضي عنها أن سلاح الردع النووي للأسطول الملكي البريطاني يتركز في القاعدة البحرية الرئيسية في اسكتلندا، ولتعذر إيجاد موقع آخر على الشواطئ البريطانية لإيواء الغواصات النووية، ستفقد بريطانيا قدراً مهماً من قوتها العسكرية، وفي نفس الوقت لن تستطيع اسكتلندا بناء قدرات عسكرية قوية.

ثم إن اسكتلندا تعتمد في دخل الإقليم على دعم من الحكومة المركزية في لندن الذي يتجاوز 9% من ميزانية الإقليم، وسيكون من الصعب على حكومة مستقلة تعويض هذا الدخل من أي نشاط اقتصادي إضافي.

وتلك العوامل كانت السبب الرئيس في فشل استفتاء الاستقلال السابق قبل 7 سنوات، وعلى الأرجح ستكون السبب في نتيجة مماثلة إذا أجري استفتاء جديد هذا العام.

وظلت اسكتلندا مملكة مستقلة حتى 1 مايو 1707 حين تم إقرار قانون الوحدة لعام 1707 والذي اتحدت بموجبه مملكتا إنجلترا واسكتلندا فيما يعرف اليوم بمملكة بريطانيا العظمى أي قبل 314 عاماً.

وزادت الدعوات السياسية من أجل إجراء استفتاء جديد على الاستقلال، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وعارض الاسكتلنديون بأغلبية كاسحة استفتاء بريكست لعام 2016، وفضلوا عدم الانفصال عن أوروبا.

ويشعر الاسكتلنديون بأنهم الخاسر الأكبر من بريكست، خاصة فيما يخص مشاكل قطاع الصيد والذي يمثل أهمية كبيرة لهم، بالإضافة إلى مشاكل التصدير إلى أوروبا.